آخر الأخبار

سيارات أجرة أنقذت باريس من الاحتلال.. تعرف على القصة

شارك الخبر
سيارة أجرة شبيهة بتلك التي استخدمت لنقل الجنود

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى يوم 28 تموز/يوليو 1914، آمن الجميع بحتمية استمرار هذا النزاع لبضعة أشهر وانتهائه بحلول كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.

لكن الصراع توسع بشكل سريع واستمر لما يزيد عن أربع سنوات متسببا في سقوط أكثر من 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح.

وخلال الأشهر الأولى من الحرب، توغل الألمان بعمق الأراضي الفرنسية متسببين في ظهور حالة من الهلع بباريس التي تمركز الجيش الألماني على بعد عشرات الكيلومترات منها.

صورة للجنرال غالييني

الألمان يقتربون من باريس

إذ تقدمت القوات الألمانية بشكل سريع في الشمال الفرنسي، خلال الأيام الأولى من شهر أيلول/سبتمبر 1914. وبلغت مناطق واقعة بإقليم السان والمارن (Seine-et-Marne).

كما شوهدت فرق تابعة لسلاح الخيالة الألمانية على بعد 40 كلم من العاصمة باريس. وأمام هذا الوضع، دقت القيادة العسكرية الفرنسية ناقوس الخطر واتجهت للبحث عن طريقة فعالة لإرسال أكبر عدد من القوات بشكل سريع لوقف التقدم الألماني والإجهاز على فرقه التي اقتربت من باريس.

إلى ذلك، اتجهت القيادة العسكرية لمصادرة القطارات أملا في استخدامها لنقل الجنود.

في الأثناء، تطلب نقل الجنود عبر القطارات وقتا بسبب حالة الفوضى التي عاشت على وقعها خطوط السكك الحديدية الفرنسية. لاحقا، وجّهت القيادة العسكرية أنظارها نحو سيارات الأجرة. ففي السابق، صادرت السلطات الفرنسية عددا من سيارات الأجرة واستخدمتها لنقل العتاد لقواتها المتواجدة على الجبهة.

وتوفرت لدى الجنرال الفرنسي جوزيف غالييني (Joseph Gallieni)، الذي شغل منصب الحاكم العسكري بباريس، 150 سيارة أجرة. وبسبب هذا العدد الضئيل وغير الكافي لنقل الجنود، طالب غالييني بمصادرة المزيد من سيارات الأجرة.

صورة لعدد من سيارات الأجرة التي تمت مصادرتها

مصادرة سيارات الأجرة

ثم صادرت السلطات الفرنسية، بأوامر من الجنرال، ما بين يومي 6 و7 أيلول/سبتمبر 1914 ما يقارب 1100 سيارة أجرة. وبتلك الفترة، خصصت هذه العربات لنقل جنود جيش المشاة السابع الذي تواجد تحت إمرة الجنرال إدغار دي تيرنتينيان (Edgard de Trentinian). من جهة ثانية، كانت أغلب سيارات الأجرة المصادرة من نوع Renault AG1 Landaulet. وبتلك الفترة، كانت هذه العربات قادرة على السير بسرعة 25 كلم بالساعة.

وبداية من الساعة العاشرة ليلا يوم 6 أيلول/سبتمبر 1914، انطلقت 600 سيارة أجرة من أمام قصر ليزانفاليد (Les Invalides) باتجاه الجبهة. وبتلك الفترة، حملت كل سيارة 5 جنود إضافة لمعداتهم العسكرية. وبحلول اليوم التالي، غادرت أكثر من 500 سيارة أخرى المكان صوب الجبهة. ومع عودتهم لباريس، حصل أصحاب السيارات على أجرتهم، حسب عدد الكيلومترات التي قطعوها، من الخزانة العامة للدولة. وبناء على تقارير تلك الفترة، قدمت الخزانة العامة مبلغا يقارب 70 ألف فرنك لأصحاب سيارات الأجرة.

جنود فرنسيون بالحرب العالمية الأولى

خلال هذه العملية، نقلت سيارات الأجرة نحو 6 آلاف جندي للجبهة. وفي الأثناء، لم يكن لهؤلاء الجنود أي تأثير على مجرى الأحداث بمعركة المارن الأولى التي حشد لها الألمان أكثر من 700 ألف جندي لمواجهة حوالي مليون عسكري فرنسي.

هذا ولقيت عملية مصادرة سيارات الأجرة تغطية إعلامية كبيرة وجاءت لتبرز تكاتف جهود جميع الفرنسيين لمواجهة التدخل الألماني ببلادهم. وبالفترة التالية، ساهمت هذه الحادثة في رفع معنويات الجيش الفرنسي الذي نجح في وقف التقدم الألماني وانتصر بمعركة المارن الأولى.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

إقرأ أيضا