أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن يومنا الوطني يلهمنا التمسّك أكثر بمبادئنا وثوابتنا وقيمنا، ويحفّزنا على تعزيزها في نفوس أجيالنا الصاعدة.
وأضاف سموه في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ54، أنه في مثل هذا اليوم من عام 1971 صنع آباؤنا المؤسسون نموذجاً وحدوياً فريداً في منطقتنا وعالمنا العربي، وسجّل التاريخ ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاق مسيرتها لتحقيق أحلام قادتها وشعبها.
وقال سموه: «أتوجه معكم بالتهنئة إلى أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات حفظهم الله جميعاً، وأدعو المولى سبحانه وتعالى أن يعيده سنوات مديدة، ووطننا ينعم بالأمن والأمان، والرخاء والنجاح والتقدم».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «في مثل هذا اليوم من عام 1971 صنع آباؤنا المؤسسون نموذجاً وحدوياً فريداً في منطقتنا وعالمنا العربي، وسجل التاريخ ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاق مسيرتها لتحقيق أحلام قادتها وشعبها. وفي كل يوم وطني، يزداد في وجداننا حضور أبطال هذا اليوم، بناة اتحادنا؛ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما حُكّام الإمارات طيب الله ثراهم جميعاً.. إنهم قدوتنا، على منهجهم نسير مستلهمين حكمتهم وإخلاصهم وكفاءتهم في مواجهة التحديات وإيجاد الحلول لكل المشكلات».
وتابع سموه قائلاً: «نتذكّر اليوم الرعيل الاتحادي الأول الذي نال شرف ريادة البدايات، وأعطى بإخلاص، وكان الساعد القوي للآباء المؤسسين في ترسيخ قواعد الاتحاد وإطلاق مسيرة التنمية، وقد امتد عطاؤهم إلى يومنا هذا بأبنائهم وأحفادهم الذين شاركوا خلال السنوات العشرين الماضية في بناء النهضة التنموية والحضارية التي نتفيّأ ظلالها اليوم».
وأكد سموه أن «شباب وشابات الإمارات هُم ذخرنا للحاضر ومحط آمالنا للمستقبل، ومحل فخرنا وهم يشقون طريقهم بالعلم والمعرفة، ويتعاملون مع العصر بلغته ومستجداته مواكبين متغيراته ومشاركين في مفاعيلها ومسخرين قدراتها لخدمة وطنهم ومجتمعهم».
وأضاف: «في الاجتماع السنوي السابع لحكومة الإمارات، المنعقد في مطلع شهر نوفمبر الماضي، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، (عام الأسرة) تعزيزاً ودعماً لأهداف (الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031)، وجدّد سموه التأكيد على أن الأسرة هي خط الدفاع الأول للحفاظ على ثقافتنا وقيمنا وهويتنا، وإن نمو الأسرة الإماراتية يتعلق بوجودنا ومستقبل وطننا وأمتنا. لقد كانت ومازالت وستظل أُسرنا الإماراتية الخلية الأهم في جسم مجتمعنا الإماراتي، وعلى الرغم مما حملته العولمة من تأثيرات، أثبتت أُسرنا جدارتها وكفاءتها في تنشئة أبنائها على القيم الوطنية النبيلة والأخلاق الحميدة».
ونوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتقدم الإمارات في غالبية المؤشرات العالمية للتنمية والتنافسية، وقال: «في العام الاتحادي الذي ينقضي، سجلت بلادنا تقدماً في الغالبية العظمى من المؤشرات العالمية للتنمية والتنافسية، بما يؤكد كفاءة استراتيجياتنا وخططنا وريادتنا في إدارة العمل الحكومي، وقوة وجاذبية اقتصادنا، وملاءة تشريعاتنا، واستتباب الأمن في بلدنا، وجودة الحياة التي يتمتع بها المواطنون والمقيمون. ومن أبرز المجالات التي تنافس فيها عالمياً هو مجال العطاء الإنساني، حيث تتبوأ دولتنا المركز الأول بين دول العالم كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية نسبةً لدخلها القومي».
وأكد سموه أن «التاريخ يعلّمنا أن المقياس الرئيسي لكفاءة الدول والقيادات يكون في أوقات التحديات والمتغيرات وعدم اليقين. واليوم يعيش عالمنا في خضم تطورات ومتغيرات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، وكما كنا سبّاقين في التفاعل مع ثورة المعلومات والاتصالات بكيفية مكنتنا من الاندماج والريادة في العالم الرقمي، فقد كنا سباقين أيضاً في التفاعل الإيجابي مع هذه التطورات والمتغيرات التي تغير كل شيء في حياة البشر، وأعني بهذا الذكاء الاصطناعي».
وقال: «في عام 2017، كنّا أول دولة في العالم تضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي، وأول حكومة تستحدث حقيبة وزارية تشرف على تطبيق هذه الاستراتيجية، وتستحدث في الوزارات والهيئات الاتحادية رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، وفي سياق هذه الاستراتيجية دخلنا في شراكات مع كبار الفاعلين الدوليين في تقنياته وتطبيقاته، وافتتحنا في عام 2019 جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ولمتابعة تطورات هذا الذكاء وآفاقه المستقبلية حضر في أجندات الاجتماعات السنوية للحكومة، وعقدت لمتابعته الخلوات الوزارية ودورات التدريب. ونتيجة لهذا الجهد الوطني الضخم بتنا نلمس تجلياته العملية في الواقع المعاش، كما في البنية التحتية المتخصصة، وفي التعليم العام والجامعي، وفي العمل الحكومي، وفي مؤسسات الخدمات وشركات القطاع الخاص، وعلى الرغم مما أنجزناه في مجال الذكاء الاصطناعي وهو ضخم، فإننا والعالم مازلنا في بداياته، وهذا يتطلّب منّا مراجعة دائمة لخططنا ومشاريعنا، ومتابعة دائمة لمستجداته التي تحدث بسرعة كبيرة».
وأعرب سموه عن ثقته بالكوادر الوطنية، قائلاً: «يلهمنا يومنا الوطني بالتمسّك أكثر بمبادئنا وثوابتنا وقيمنا، ويحفّزنا على تعزيزها في نفوس أجيالنا الصاعدة، وأكرر اليوم ما أردد دائماً: ما أنجزناه قد أُنجز وأصبح تاريخاً نعتز به ونفتخر وننطلق منه لتحقيق إنجازات جديدة، وجدارتنا تكمن في تحقيقها، ونحن في الموقع المناسب لتحقيقها، متوكلين على الله، ومعتمدين على أنفسنا وخبراتنا، وقدراتنا وإمكانياتنا، وكفاءة حكومتنا وكوادرنا الوطنية في مؤسساتنا الاتحادية والمحلية».
وقال:«أحيي منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية، وأشكرهم فرداً فرداً على أدائهم المتميز في توطيد أمن واستقرار وطننا، وجعل مدننا الأكثر أماناً بين مدن العالم. وأحيي كل أسرة تغرس في أبنائها القيم الإماراتية وتعدهم ليكونوا مواطنين صالحين.. وكل من يتوجّه إلى عمله بهمة ونشاط وحرص على الجودة والإتقان والتعليم المستمر.. والتحية موصولة لشبابنا وشاباتنا الذين اقتحموا ميادين علوم الفضاء والطاقة الذرية والصناعات الدقيقة، وبرعوا في مجالات الطب والهندسة وغيرها من قطاعات حيوية، وشكّلوا المجتمع الإماراتي العلمي الذي يعزز مسيرة التنمية والتقدُّم في وطننا».
محمد بن راشد:
• التاريخ يعلّمنا أن المقياس الرئيسي لكفاءة الدول والقيادات يكون في أوقات التحديات والمتغيرات وعدم اليقين.
• في كل يوم وطني يزداد في وجداننا حضور بناة اتحادنا زايد بن سلطان، ورفيق دربه راشد بن سعيد، وإخوانهما حُكّام الإمارات.
المصدر:
الإمارات اليوم