آخر الأخبار

جمال بن حويرب: «قمة المعرفة» تصنع المستقبل ولا تكتفي باستشرافه

شارك

أكد المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، جمال بن حويرب، أن «قمة المعرفة» لم تقتصر على استشراف المستقبل، بل ركزت على صناعته خلال 10 سنوات، محوّلة دبي إلى مركز عالمي للإبداع والاقتصاد المعرفي، ومنصة لإطلاق مشروعات ومبادرات تجعلها منتجاً ومصدراً للمعرفة، بالاعتماد على العقول والابتكار.

وقال إن أبرز منجزات القمة تشمل مركز المعرفة الرقمي، وأكاديمية مهارات المستقبل، إذ يضم المركز 15 مليون مادة رقمية ومليون عنوان عربي تخدم ثلاثة ملايين مستخدم من 172 دولة، بينما استفاد 10 آلاف متعلم من الأكاديمية عبر 114 ألف ساعة تدريب، و15 ألف برنامج خلال عام واحد.

وكشف في حوار مع «الإمارات اليوم» أن العقد المقبل سيشهد توسعاً دولياً لقمة المعرفة، عبر إطلاق نسخ إقليمية في آسيا وأوروبا، ومسارات سنوية للشباب، ومبادرات بحثية مشتركة مع جامعات عالمية، إلى جانب استمرار «حوارات المعرفة» على مدار العام.

وأكد بن حويرب أن العالم العربي شهد، منذ 2014، تحولاً ملموساً في إدراك أهمية المعرفة للتنمية، وإن كان بدرجات متفاوتة بين الدول.

توطين المعرفة

وحول جهود المؤسسة في تعزيز المحتوى العربي الرقمي وتوطين المعرفة، أكد جمال بن حويرب أن المؤسسة تركز على تحويل العالم العربي من مستهلك للمعرفة إلى منتج لها، عبر مبادرات رقمية أبرزها مركز المعرفة الرقمي، الذي أصبح من أكبر المنصات الرقمية الناطقة باللغتين العربية والإنجليزية في مختلف المجالات العلمية والمعرفية، إذ يضم المركز أكثر من 15 مليون مادة متنوعة بين كتب وأبحاث ومقالات ومخطوطات وفيديوهات ومحتوى صوتي، ويخدم أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم من 172 دولة، وهناك 10 ملايين تصفح شهرياً، بمعدل ثلاث صفحات لكل زيارة، ما يعكس فاعلية المنصة في جذب المستخدمين والحفاظ على تفاعلهم.

وقال إن «الثورة الرقمية أعادت تعريف مفهوم المعرفة جذرياً، ولم تعد المعرفة محصورة في الكتب أو المؤسسات الأكاديمية، بل أصبحت ديناميكية ومتدفقة، متاحة بضغطة زر»، موضحاً أن المعرفة لم تعد هدفاً بحد ذاتها، بل أصبحت أداة لبناء المستقبل وركيزة للاقتصادات الرقمية القائمة على الإبداع والابتكار.

وأضاف: «أن أكاديمية مهارات المستقبل التي تُعدّ أبرز منجزات القمة، أسهمت في تأهيل الشباب العربي لمتطلبات اقتصاد المعرفة، إذ مكنت نحو 10 آلاف متعلم خلال عام واحد، عبر أكثر من 114 ألف ساعة تعلم، و15 ألف برنامج تعليمي، كما عززت القمة التعاون البحثي بين الجامعات العربية والعالمية، من خلال برامج الشراكة والتبادل.

منجزات القمة

وتحدّث بن حويرب عن مسيرة القمة، موضحاً أنها ركزت على أن تكون منصة تؤثر مباشرة في تقدّم المجتمعات واستشراف مستقبلها، عبر إطلاق مشروعات عالمية مثل مؤشر المعرفة العالمي، المرجع الدولي لتقييم جاهزية الدول نحو اقتصاد المعرفة، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي كرّمت العلماء والمؤسسات المتميزة في خدمة الإنسانية، ومشروع المعرفة وأكاديمية مهارات المستقبل، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأوضح أن القمة تحوّلت، خلال العقد الماضي، من حدث صغير إلى منصة عالمية رائدة لصياغة مستقبل المعرفة والابتكار، إذ إن «القمة الأولى عقدت 16 جلسة فقط، واستضافت نحو 100 متحدّث وحضرها 500 شخص، أما اليوم فقد تجاوزت 10 نسخ، ضمت أكثر من 1000 جلسة و900 متحدث، بحضور 1.2 مليون شخص، ووصل محتواها إلى 203 ملايين مشاهدة رقمية، مع إطلاق 71 بودكاست متخصصاً».

وأكد الدور المحوري للقمة في بناء شراكات استراتيجية، أبرزها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر «مشروع المعرفة»، الذي يوفّر أدوات بحثية دقيقة للحكومات لوضع سياسات تعليمية وابتكارية قائمة على بيانات واضحة، تدعم أهداف التنمية المستدامة 2030.

وأضاف أن القمة فتحت آفاق تعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، وشركات التكنولوجيا العالمية، مثل «كورسيرا»، لتأهيل الكفاءات العربية، لتصبح بذلك منصة دولية تجمع الشرق والغرب، وتعزز المعرفة والابتكار كأدوات رئيسة للتقدّم الإنساني.

ولفت إلى أن أثر القمة يظهر في التحولات العملية في التفكير والسياسات التعليمية والبحثية، حيث وفّرت مؤشرات ومعطيات علمية موثوقة أصبحت مرجعاً لصنّاع القرار، لتطوير أنظمتهم التعليمية واستراتيجياتهم الوطنية للابتكار.

وقال: «القمة اليوم تُقيَّم ليس بعدد جلساتها أو حجم حضورها فحسب، بل بما تركته من أثر فكري وسياساتي طويل المدى على التعليم والبحث العلمي»، مؤكداً قدرتها على تحويل المعرفة إلى أدوات عملية للتنمية والابتكار.

حديث عن التحديات

وتابع بن حويرب: «كان التحدي الأكبر عند انطلاق قمة المعرفة يكمن في تغيير النظرة التقليدية للمعرفة لتصبح قضية تنموية واقتصادية وإنسانية، وليس مجرد مسألة أكاديمية، إضافة إلى صعوبة استقطاب شخصيات عالمية مؤثرة، وتصميم برنامج يجمع بين العمق العلمي والتأثير المجتمعي».

وأشار إلى أن الدعم غير المحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والإيمان برسالة المؤسسة حوّل التحديات إلى محفزات وجعل القمة حدثاً سنوياً عالمي الانتظار، مؤكداً أن رؤية سموه هي أن تكون القمة أداة عملية لترجمة فكر القيادة إلى مشروعات ومبادرات ريادية، ومنصة استراتيجية تربط المؤسسات والباحثين وصنّاع القرار دولياً.

تحديث شامل

وعن المستجدات واتجاهات المؤسسة خلال السنوات المقبلة، أكد بن حويرب أن مؤشر المعرفة العالمي يخضع هذا العام لتحديث شامل، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليصبح أكثر دقة وشمولية في قياس جاهزية الدول للمستقبل المعرفي، عبر دمج مؤشرات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار والاستدامة.

وأضاف أن العمل يشمل توسيع قاعدة الدول المشاركة وتطوير أدوات رقمية تفاعلية لتمكين صناع القرار والباحثين من تحليل البيانات بمرونة.

وقال إن هذه الخطوة تُمثّل مرحلة جديدة من مشروع المعرفة، تنتقل فيها المبادرة من قياس المعرفة إلى استشراف مستقبلها، وتوجيه سياساتها لدعم التنمية والابتكار في العالم العربي.

نسخ إقليمية للقمة في آسيا وأوروبا

وأفاد بن حويرب بأن العقد المقبل سيشهد توسّعاً دولياً لقمة المعرفة عبر إطلاق نسخ إقليمية في آسيا وأوروبا، ومسارات سنوية للشباب، ومبادرات بحثية مشتركة مع جامعات عالمية، إلى جانب استمرار «حوارات المعرفة» على مدار العام.

وأضاف أن القمة ستترسخ كمختبر عالمي للأفكار وحاضنة للمبادرات التي تُعيد تشكيل التنمية المعرفية، مع التركيز على التكامل مع مشروعات المؤسسة الرقمية لتصبح منصة دائمة لتطبيق المعرفة وقياس أثرها عالمياً.

رسالة للشباب

وقال بن حويرب: «رسالتي للشباب - بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق القمة - تكمن في أن المعرفة ليست ترفاً، بل طريق المستقبل.. وأؤكد للشباب أن العالم اليوم لا يعترف إلا بلغة المهارة والابتكار، وتحويل الأفكار إلى قيمة».

وأضاف: «استثمروا في عقولكم وطوروا مهاراتكم، ولا تنتظروا الفرص، بل اصنعوها بأنفسكم»، لافتاً إلى أن القمة فتحت الأبواب خلال عقدها الأول، والعقد المقبل سيكون فرصة للشباب العربي للعبور نحو الريادة، مؤكداً اقتباس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع».

منصة عالمية

أكد جمال بن حويرب أن فكرة «قمة المعرفة» انطلقت قبل 10 سنوات، برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي ترى أن مستقبل المجتمعات يُبنى بالعقول لا بالثروات.

وأضاف أن القمة وُلدت لتكون منصة عالمية تجمع صناع القرار والمفكرين لتبادل الخبرات، وإطلاق المبادرات الداعمة للتنمية المستدامة، وأن الحدث الذي بدأ كمؤتمر تحوّل سريعاً إلى منصة استراتيجية عالمية تضع دبي على خريطة المعرفة، وتجمع العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم.

جمال بن حويرب:

• رسالة إلى الشباب.. العالم اليوم لا يعترف إلا بلغة المهارة والابتكار، وتحويل الأفكار إلى قيمة.

• العقد المقبل سيشهد توسعاً دولياً لـ«قمة المعرفة»، عبر إطلاق نسخ إقليمية في آسيا وأوروبا.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا