آخر الأخبار

الفائز بـ «نوابغ العرب» سهل الحياري: 5 حلول لتقليل الازدحام بمدن المستقبل

شارك

دعا الفائز بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العمارة والتصميم 2024، المهندس المعماري سهل الحياري، إلى تحوّل جوهري في تصميم مدن المستقبل، يقوم على إعادة الإنسان إلى مركز العملية التخطيطية، والتركيز على الفراغات المشتركة بين المباني التي تعزز الروابط المجتمعية، بدلاً من الاكتفاء بالواجهات المعمارية المبهرة أو الاعتماد المفرط على التكنولوجيا.

وقال الحياري لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات «أسبوع مدن المستقبل»، الذي انعقد في متحف المستقبل، على مدار اليومين الماضيين، إن التحدي الأكبر الذي تواجهه المجتمعات في «المدن الحديثة» هو فقدان «حرية الاختيار» الإنسانية لمصلحة الأنظمة التي يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن دور المعماري في المرحلة المقبلة سيكون «دوراً أخلاقياً» يعيد القيم الإنسانية والحضارية والثقافية للمدينة، ويحدّ من تفكك الأحياء إلى مجتمعات مغلقة ومعزولة.

وطرح الحياري خمسة حلول ومسارات رئيسة لإعادة صياغة المدينة المعاصرة، وتقليل الازدحام المروري في الشوارع، وتعزز شعور الانتماء في الأحياء السكنية، تشمل «تبني نظام ذكي شبه موحّد لإدارة حركة المركبات بحيث تقل الحاجة لمساحات واسعة من الطرق، وتحويل جزء من البنية التحتية والطرق السريعة إلى ممرات تحت الأرض لاستعادة المساحات العامة، إلى جانب إعادة هيكلة الشوارع لتكون للناس قبل المركبات، وتعزيز الممرات المظلّلة والمشجّرة لدعم المشي، وتفعيل المساحات العامة المفتوحة التي تجمع السكان، وتعيد بناء الشعور بالانتماء داخل الأحياء، من خلال استغلال المساحات الفارغة بين المباني السكنية».

وتفصيلاً، أكد المهندس المعماري سهل الحياري أن مستقبل المدن يجب ألا يُختزل في التكنولوجيا فحسب، بل في إعادة الاعتبار للإنسان وقدرته على الاختيار والعيش في بيئة حضرية تعزز الروابط المجتمعية بدلاً من تفتيتها، لافتاً إلى أن دور المعماري في المرحلة المقبلة يجب أن يكون «دوراً أخلاقياً» يرتبط بإعادة القيم الإنسانية والحضارية والثقافية إلى تصميم المدن المعاصرة.

وقال الحياري لـ«الإمارات اليوم»: «عندما نتحدث عن مدن المستقبل، يذهب التفكير مباشرة إلى الذكاء الاصطناعي والأنظمة المؤتمتة، لكن ما يجب ألا نفقده هو حرية الإنسان في الاختيار، فاليوم نشهد مدناً تتجزأ وتتفتت، ومجتمعات تنعزل داخل مجمعات مغلقة، على عكس المدن التقليدية التي كانت مترابطة وتعيش فيها المجتمعات بشكل متداخل وطبيعي، ودور المعماري اليوم هو إعادة الأخلاقيات والقيم الحضارية إلى تصميم المدن».

وأضاف: «ذاكرتنا أصبحت مرتبطة بمنصات التواصل الاجتماعي، وليس بالمدينة نفسها أو تفاصيل الحياة اليومية فيها».

وحول تعزيز شعور الانتماء داخل الأحياء السكنية، أشار الحياري إلى أهمية المساحات المشتركة المفتوحة، قائلاً: «الفراغات العامة والساحات التي تجمع السكان هي القلب الحقيقي للمدينة، وهذه الأماكن هي التي تبني الشعور بالمجتمع والانتماء، وليس المباني أو الشوارع فحسب».

وأوضح أن تقليل الاعتماد على السيارات لتقليل الازدحام يرتبط بوجود منظومة نقل ذكية وسلسة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في إدارتها بكفاءة.

وعن أهمية إعادة الشارع كمساحة اجتماعية، قال: «الشارع ليس ممر حركة فقط، بل فضاء للتفاعل الثقافي والبشري، لكن في المدن الحديثة أصبح الشارع ممراً للسيارات فقط، وهذا أدى إلى تفكك الحياة المجتمعية».

واقترح الحياري أن يعمل نظام ذكي موحد لإدارة حركة المركبات بحيث تتحرك السيارات بشكل منسق وجماعي، ما يقلل الحاجة لمساحات شاسعة من الطرق، ويعيد المجال للمشاة والسكان.

وأشار إلى تجربة مدينة مدريد التي نقلت الطرق السريعة إلى تحت الأرض، وحولت المساحات إلى حدائق عامة، معتبراً أن بنية دبي التحتية المتقدمة تسمح بتطبيق حلول مشابهة.

وأضاف: «عندما نعيش في بيئة مشجعة على المشي، ومظللة، وطبيعية، ومتصلة، فإن ذلك ينعكس مباشرة على الصحة النفسية والجسدية للسكان، حتى دون أن يشعروا بذلك».

وعن القرار الذي يعتقد أنه قادر على إحداث تحول سريع وواضح في أحياء المدن، قال: «لو كان لي أن أختار قراراً واحداً، فسأركز على تصميم الفراغات بين المباني بدلاً من التركيز على استعراض واجهات المباني، ودبي تمتلك مباني جميلة ومبهرة، لكن ما يحتاج إلى إعادة نظر هو طبيعة الفضاء العام الذي يربط بينها، وكيف نتحرك ونتنقل ونلتقي داخله».

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا