آخر الأخبار

الإمارات في قلب العمل الإنساني بأفريقيا.. مساعدات عاجلة لملايين المتضررين

شارك

بين موجات الجفاف الممتدة والنزاعات المسلحة والأوبئة، لا تزال القارة الإفريقية مسرحاً مفتوحاً للعمل الإنساني الدولي، حيث تتقاطع جهود الحكومات والمنظمات والجهات المانحة لتخفيف آثار الأزمات التي لا تهدأ.

ورغم تعدد الفاعلين، تبقى التحديات الإنسانية متراكمة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 100 مليون شخص في القارة بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدة الإنسانية، وأنّ التمويل المطلوب لتغطية هذه الاحتياجات لا يزال أقل من نصف المطلوب سنوياً.

مصدر الصورة هدنة إنسانية بـ 3 أشهر..مستشار ترامب: نعمل مع طرفي الصراع في السودان لوقف القتال - موقع 24قال مستشار الشؤون الإفريقية في الإدارة الأمريكية، مسعد بولس، الإثنين، إن الولايات المتحدة تعمل مع طرفي الصراع في السودان للتوصل إلى هدنة إنسانية.

منطقة الساحل

منطقة الساحل الأفريقي – التي تمتد من بوركينا فاسو غرباً إلى تشاد ومالي والنيجر شرقاً – تمثل أحد أكثر البقاع هشاشة في العالم. فهي تواجه خليطاً من التدهور الأمني، والتصحر، والنزوح الداخلي المستمر. وتقول تقارير برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من 17 مليون شخص في هذه المنطقة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وخلال السنوات الأخيرة، تدفقت المساعدات من جهات متعددة: الاتحاد الأوروبي ، الولايات المتحدة ، و دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب منظمات أممية مثل اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتشير بيانات رسمية إلى أن مساهمات الدول الخليجية وحدها تجاوزت المليار دولار في منطقة الساحل خلال عقد واحد.

وفي القرن الأفريقي، تكررت موجات الجفاف في الصومال وأثيوبيا وكينيا، ما أدى إلى واحدة من أسوأ أزمات الأمن الغذائي في التاريخ الحديث. وفي المقابل، أُنشئت جسور جوية وبحرية لنقل المساعدات من مراكز لوجستية إقليمية، أبرزها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، التي تستضيف مخازن طوارئ لأكثر من 80 منظمة دولية وتعمل كمحطة انطلاق للإمدادات نحو أفريقيا.

مصدر الصورة الإمارات: ندعم جهود فرض هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار الفوري في السودان - موقع 24أكدت دولة الإمارات، دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية لفرض هدنة إنسانية فورية، ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين، ويضع حداً لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.

أزمة السودان

ويشهد السودان واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم حالياً، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023، في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي مواجهة هذه الأزمة، اجتمعت جهود إقليمية ودولية لإطلاق مبادرات دعم عاجلة.

وفي "المؤتمر الإنساني من أجل شعب السودان"، الذي عقد في أديس أبابا بالتعاون بين الاتحاد الأفريقي و"إيغاد" وعدة دول مانحة، قالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن "الهدف من المؤتمر كان رفع مستوى التنسيق وزيادة الموارد لمساعدة الملايين من ضحايا الحرب من النازحين داخل السودان واللاجئين في دول الجوار".

وأضافت أن "الأولوية ركزت على قطاعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والإيواء وحماية النساء والأطفال".

وقدّرت الأمم المتحدة حجم المساعدات التي تعهدت بها الجهات المشاركة بأكثر من 600 مليون دولار، شملت مساهمات من الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج، والولايات المتحدة، إلى جانب الصناديق الإنسانية الأممية.

وأما في تشاد، التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، فتواصل منظمات الإغاثة بالتعاون مع الدول المانحة تقديم الدعم الغذائي والمأوى. وتشير تقارير رسمية إلى أن قيمة المساعدات الموجهة إلى تشاد خلال السنوات الـ5 الماضية تجاوزت 70 مليون دولار، بينها مساهمات خليجية وأوروبية.

مصدر الصورة "مبادرات محمد بن راشد العالمية" تنجز مشاريع إنسانية لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد - موقع 24أعلنت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، عن استكمال مشاريع إنسانية حيوية، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد وتمكينهم من الحصول على الخدمات الأساسية من مياه نظيفة ورعاية طبية، وإنشاء بنية لتعزيز الصحة العامة، بما يسهم ...

كوارث طبيعية

والكونغو الديمقراطية كانت مثالاً على هشاشة البنية التحتية أمام الكوارث، إذ تسبب ثوران بركان "نيراجونجو" عام 2021 في تشريد نحو نصف مليون شخص.

وفي أعقاب الكارثة، سارعت وكالات الإغاثة الدولية وعدد من الدول إلى إرسال طائرات تحمل مساعدات غذائية وطبية، في واحدة من أسرع الاستجابات الطارئة في تاريخ البلاد.

وفي الصومال، تكررت مشاهد المساعدات الدولية بعد فيضانات كبرى وجفاف متتابع خلال الأعوام الأخيرة. وشملت الاستجابة نقل مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية عبر موانئ مقديشو وبربرة وكيسمايو.

وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن "ما يميز الاستجابة في شرق أفريقيا هو القدرة، على التنسيق بين الفاعلين الدوليين والإقليميين، بحيث تُختصر مراحل النقل والتوزيع ويُوجَّه الدعم إلى الفئات الأكثر هشاشة".

ولعب تطور منظومة النقل والتخزين دوراً محورياً في تحسين كفاءة العمل الإنساني بالقارة. فالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في مدينة دبي الشهيرة التي أُنشئت قبل عقدين، أصبحت مركز توزيع رئيسي للمساعدات إلى أفريقيا، حيث تُستخدم كمخزن طوارئ للغذاء والمستلزمات الطبية قبل شحنها إلى مناطق الأزمات.

ويقول الخبير في الشؤون الإنسانية صلاح مازن: إن "هذه المنصات اللوجستية غيّرت طبيعة العمل الإغاثي في أفريقيا، لأنها مكّنت المنظمات من إرسال المساعدات خلال ساعات بدلاً من أسابيع". ويضيف أن "هذا التطور كان له أثر مباشر في إنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق مثل الصومال والسودان وتشاد، التي يصعب الوصول إليها برياً".

مصدر الصورة السفير السوداني: الإمارات بمقدمة الدول الداعمة للشعب السوداني في المحن والشدائد - موقع 24أكد عبد الرحمن شرفي، سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات، أن العلاقات بين البلدين راسخة الجذور، تستمد قوتها من وشائج القربى، وروابط الإخاء، وأنها شكّلت عبر التاريخ نموذجاً يُحتذى به في الثقة المتبادلة والاحترام، يستند إلى قيمٍ إنسانيةٍ نبيلة أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل ...

تنمية مستدامة

ولا يقتصر العمل الإنساني في أفريقيا على التدخل في أوقات الكوارث. فالكثير من المبادرات الحديثة بدأت تركز على بناء القدرات المحلية، وتطوير البنية التحتية في مجالات التعليم والمياه والزراعة.

ويرى الخبير في إدارة الأزمات جهاد زكي أن "التحول من الإغاثة الطارئة إلى التنمية المستدامة أصبح ضرورة، لأن الاعتماد المستمر على المساعدات لا يعالج جذور المشكلة". ويضيف أن "الجهود الحالية في أفريقيا تسعى إلى تمكين المجتمعات المحلية من إنتاج الغذاء وإدارة الموارد، بدلاً من انتظار الشحنات الجوية في كل أزمة جديدة".

ويتابع زكي أن "الدور الذي تلعبه الدول المانحة من الشرق الأوسط، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أصبح أكثر توازناً، إذ يركّز على الشراكة مع الحكومات المحلية بدلاً من فرض نماذج جاهزة".

وفي السنوات الأخيرة، تطور التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي و"إيغاد"، مما جعل الاستجابة للأزمات أكثر شمولاً.

وتُظهر تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن سرعة التحرك تحسنت في بعض الدول الأفريقية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بعقد مضى.

كما أُنشئت صناديق دعم إقليمية جديدة لتمويل الاستجابة السريعة، بمشاركة عدد من المانحين العرب والأفارقة، ما يعكس وعياً متزايداً بضرورة إيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية.

٢٤ المصدر: ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا