ترأس المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، المبعوث الخاص لوزير الخارجية إلى تركيا، وفد الإمارات في اجتماعات الدورة الـ41 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي "الكومسيك"، على المستوى الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، والتي عُقدت في مدينة إسطنبول خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بمشاركة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، وسعيد الظاهري، سفير الدولة لدى الجمهورية التركية، وسعيد المهيري، قنصل الدولة في إسطنبول.
وناقشت الاجتماعات ملفات عدة، أبرزها تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء، ودعم تطوير قطاع سياحي مستدام ومنافس، وتمكين القطاع الخاص ليقوم بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي، إضافة إلى سبل رفع إنتاجية القطاع الزراعي وضمان الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية لقطاعَي النقل والاتصالات.
وأكد سلطان المنصوري في كلمته أن الإمارات، وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، ملتزمة بدعم جهود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التدفقات التجارية والاستثمارية، وتحقيق التكامل الاقتصادي في القطاعات الحيوية.
وقال: "يواجه العالم اليوم تحديات اقتصادية وجيوسياسية عميقة التأثير، ما يجعل من اجتماعنا فرصة مهمة للحوار وتطوير المبادرات المشتركة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية".
وأضاف أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً للمبادرات المطروحة على جدول أعمال المنظمة، خصوصاً ما يتعلق بتطوير استراتيجيات التصدير، ودعم الأمن الغذائي، وتعزيز برامج التحول الرقمي، لما تمثله من ركيزة لاقتصادات المستقبل ومواكبة المتغيرات العالمية.
وأشار إلى أهمية التعاون السياحي بين الدول الإسلامية بوصفه أحد أعمدة النمو الاقتصادي المستدام، داعياً إلى تبادل الخبرات في هذا القطاع الحيوي، وتعزيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركاً أساسياً للتنويع الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وتطرّق إلى نظام الأفضليات التجارية بين الدول الأعضاء بوصفه إحدى أهم المبادرات الاقتصادية للمنظمة، لما يمثله من أداة فاعلة لتعزيز التكامل الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات والخدمات. وجدد التأكيد على دعم دولة الإمارات لهذا النظام، وتشجيع الدول الأعضاء على الانضمام إليه لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتنمية المستدامة.
واستعرض أبرز مؤشرات النمو بين الإمارات ودول التعاون الإسلامي، موضحاً أن التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات ودول الكومسيك بلغت 163.2 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، بارتفاع 19.1% مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
كما بلغت التجارة البينية 292 مليار دولار في 2024، بنمو 19.2% عن 2023. وأضاف "أن 48% من صادرات الإمارات غير النفطية تتجه إلى دول الكومسيك، و57.2% من عمليات إعادة التصدير، فيما تستحوذ هذه الدول على أكثر من 36% من تجارة الإمارات غير النفطية".
وأكد المنصوري تبنّي الإمارات نهجاً استباقياً يقوم على الانفتاح الاقتصادي وبناء شراكات تجارية واستثمارية عالمية، حيث وقّعت اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 31 دولة، من بينها دول إسلامية مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا وأذربيجان، بما يعزز مكانة المنظمة كشريك فاعل في الاقتصاد العالمي.
واختتم بالتأكيد على التزام الإمارات بدعم مستهدفات اللجنة، وتطلعه إلى أن تسفر الاجتماعات عن مبادرات نوعية تعزز التنمية والازدهار المشترك للدول الإسلامية.
المصدر:
٢٤