في تجربة استثنائية جمعت بين التقنية الحديثة والرسائل الإنسانية، استعرضت هيئة الصحة بدبي، ضمن مشاركتها في معرض «إكسبو أصحاب الهمم الدولي»، مجموعة من المبادرات التفاعلية المبتكرة، والتجارب الفريدة من نوعها على مستوى الدولة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي والتعاطف المجتمعي مع أصحاب الهمم، وتمكين المجتمع من فهم التحديات اليومية التي يواجهونها.
وجاء في مقدمة هذه المبادرات جهاز مبتكر يحمل اسم «العالم كما أرى»، وهو عبارة عن «قبة» تفاعلية متطورة تتيح للزائر خوض تجربة واقعية تُحاكي الحياة اليومية لثلاث فئات «المصابون بطيف التوحد، والفصام، وفرط الحركة».
وتعمل القبة على نقل الزائر إلى عالم افتراضي يحاكي إدراك أصحاب الهمم للمؤثرات المحيطة بهم، من أصوات وضوضاء وإضاءة وحركات، بحيث يعيش تجربة حسية وانفعالية قريبة من واقعه، تساعده على إدراك ما يواجهه من تحديات نفسية وسلوكية وحسية في بيئته اليومية.
وقالت رئيسة قسم التعزيز والتثقيف المجتمعي بإدارة الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي، الدكتورة هند العوضي، لـ«الإمارات اليوم»، إن هذه التجربة صُممت لتكون وسيلة تعليمية وتوعوية عميقة التأثير، تُمكّن الزائر من رؤية العالم من منظور مختلف، وتفتح أمامه نافذة لفهم مشاعر أصحاب الهمم والتعاطف معهم، بما يعزز ثقافة التقبل، ويدعم دمجهم الكامل في المجتمع.
وأضافت أن «صحة دبي» تحرص سنوياً خلال مشاركتها في المعرض على تقديم خدمات وتجارب جديدة تمسّ جوهر القضايا التي تهم هذه الفئة، مشيرة إلى أن تجربة القبة هذا العام تمنح الزائر نظرة بانورامية شاملة على واقع حياة أصحاب الهمم بأسلوب تفاعلي يجمع بين المعرفة والإحساس الإنساني.
وفي إطار سعيها إلى تمكين الزوار من التواصل المباشر مع أصحاب الهمم، أطلقت الهيئة أيضاً شاشة تفاعلية لتعليم لغة الإشارة، تتيح للزائر التفاعل معها لتعلّم مجموعة من الكلمات الأساسية التي تسهّل التواصل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، ما يعزز ثقافة الشمول اللغوي والتواصل الإنساني.
كما كشفت العوضي عن إطلاق مواد توعوية مطبوعة بلغة «بريل» باللغتين العربية والإنجليزية، تحتوي على معلومات علمية ونفسية موجهة لأصحاب الهمم وذويهم، إلى جانب إحصاءات صحية وتوعوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بقضايا الصحة النفسية لهذه الفئة، ودعم أسرهم في التعامل مع احتياجاتهم اليومية.