أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدولة الإمارات ومكتب اليونيسيف الإقليمي، الحملة الثانية «حماية الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي»، تحت شعار «إنترنت آمن لأطفالنا»، وذلك في إطار انعقاد الدورة الـ29 من لجنة الطفولة العربية، برئاسة جمهورية جيبوتي، أمس، عبر تقنية الزووم، وبمشاركة ممثلي الآليات الوطنية المعنية بالطفولة في الدول العربية والمجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأكّدت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الريم بنت عبدالله الفلاسي، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم واحدة من القنوات التي تؤثر بشكل كبير في تنشئة الأطفال وتشكيل قناعاتهم وسلوكياتهم، الأمر الذي يتطلب العمل بشكل دؤوب على مراقبة ما يصل إليهم ويصلون إليه من مضامين ومحتوى رقمي، والحرص على حمايتهم من الأفكار الشاذة والمتطرفة، والحيلولة دون استغلالهم بأي شكل من الأشكال.
وقالت إن الفضاء الإلكتروني في عصرنا الحالي يعج بالغث والسمين، وإن منع الطفل من الوجود فيه والاطلاع على مضامينه بات أمراً غير ممكن، في ظل الوسائل التقنية التي تتطور بتسارع غير مسبوق من ناحية، وضرورات استخدام التقنيات الحديثة التي باتت أساسية في كثير من جوانب الحياة وفي مقدمتها التعليم، من ناحية ثانية، الأمر الذي يستوجب البحث عن وسائل لضبط وترشيد هذا الاستخدام من قبل الأطفال، والعمل على تحصين عقولهم ضد ما قد ينطوي عليه من سلبيات على المستويات الجسدية والفكرية والسلوكية.
ولفتت إلى أن الإنترنت بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد، تنطوي على مخاطر شديدة على الأطفال واليافعين، في مقدمتها المحتوى غير اللائق، والتسلّط والتنمر الإلكتروني، والاحتيال باستخدام التطبيقات والمواقع التي يتفاعل فيها الصغار، والتي قد يستغلها ضعاف النفوس وممتهنو الاحتيال للحصول على المعلومات الشخصية للأطفال، وتشجيعهم على الاتصال بهم والتواصل معهم تمهيداً لاستغلالهم والتغرير بهم، فضلاً عن مخاطر أخرى كالإدمان الإلكتروني والإرهاق البدني.
ويأتي إطلاق الحملة الثانية من حملة «إنترنت آمن لأطفالنا» تنفيذاً لتوصيات لجنة الطفولة العربية، وتواصلاً للحملة الأولى التي أطلقت عام 2021 بعنوان «ألف جيجا وجيجا»، وذلك بهدف توعية الأطفال والوالدين بالاستخدام الآمن والرشيد للإنترنت خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وتفادي المخاطر التي يمكن أن تلحق بالأطفال، وكيفية الإبلاغ في حال وقوعها كبادرة إيجابية نحو تعزيز العمل الإبداعي العربي المشترك الموجه لحماية وتعزيز حقوق الأطفال في وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة.