. أعاني مشكلة كبيرة تمنعني من التفكير بشكل سليم، تكمن في عصبيتي.. وما ينتج عنها من قسوة لا أستطيع التحكم فيها بمعاملتي زوجتي وأطفالي، وما يترتب على ذلك من شجار وخصام متكرر.
هل يستطيع الإنسان تغيير طباعه؟
ليس هناك شخص عصبي وآخر لا، لكن هناك شخصاً يستطيع ضبط أعصابه، وآخر لا يستطيع، ولذلك فالتوازن النفسي مهم جداً لحياة مستقرة وهادئة، والاعتراف بوجود مشكلة في سلوكنا وطريقة تعاملنا مع شريك الحياة هو بداية الحل، وأول سلّم النجاح في حياتنا الأسرية، للانطلاق نحو حياة أفضل بإجراء التغيير الإيجابي في الحياة الزوجية.
ضبط الأعصاب مهارة وفن، فالانفعال الهائج يسبب الكثير من المشكلات لصاحبه، لذا علينا مراجعة النفس، والوقوف أمام أي أسلوب أو تصرف غير مناسب لتعويد النفس على تركه، والتعود على التصرف بهدوء وعقلانية في علاج أي مشكلة، ومقاومة الرغبة في الانفعال، ومحاولة استخدام حسّ الفكاهة الإيجابي لتخفيف وطأة الموقف.
وعلى الزوج النظر إلى زوجته بأنها شريكة الحياة، لها الحق في التقدير والمعاملة الحسنة، وأن المودة والوفاء بين الزوجين هما نتيجة الاحترام والثقة المتبادلة بينهما، كما على الآباء أن يضعوا نصب عينيهم حقيقة أن الأطفال ليس لهم أي ذنب فيما يعانونه من ضغوط تجعلهم متوترين وعصبيين. وعلينا تذكر حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يمسك نفسه عند الغضب».
أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية