أبناؤنا كبروا وانشغلوا في حياتهم وأعمالهم ولم نعد نراهم إلا على فترات متباعدة، والاكتفاء بالاتصالات الهاتفية التي نجريها نحن. ووجود الأبناء بجانب والديهم في كبرهم ليس مجرد واجب ديني أو أخلاقي، بل صورة من صور الإنسانية العميقة التي تبني مجتمعاً مترابطاً ومتعاطفاً، فالآباء في كبرهم يحتاجون إلى الكلمة الطيبة، والحضور المستمر، والشعور بأنهم لم يصبحوا عبئاً أو نسياً منسياً. وللأسف، تنشغل الحياة بالجميع، ويجد البعض أن المسافات بينهم وبين والديهم قد زادت.
كل الشرائع السماوية أكرمت الوالدين وجاء الإسلام فوضعهما في المكانة اللائقة بهما، وقد أكد القرآن الكريم على ضرورة الرحمة بهما، وذكر الله تعالى ذلك بقوله: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيراً)، فالواجب على الأبناء ذكوراً كانوا أو إناثاً أن يتقوا الله، وأن يبروا والديهم في حياتهم بالسمع والطاعة في المعروف والقيام بحقهم، إلى غير هذا مما يجب لهم في الحياة من النفقة، وكف الأذى، أو أمواتاً بالكلام الطيب، والدعاء، والصدقة عنهما.
وعلى كل ابن وابنة مراجعة حساباته مع والديه قبل فوات الأوان ومفارقة الأحباب والندم على ما فات، فمن أكرم والديه أكرمه الله.
أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية