آخر الأخبار

الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تاريخية تعزز استدامة التنمية

شارك

تمثل زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، إلى دولة الإمارات، محطة بارزة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والعمل على تعزيزها في المجالات المختلفة، بما يحقق مصالحهما المشتركة في التنمية والازدهار.

وتجسد الزيارة عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن بين البلدين، والتي حافظت على متانتها وتطورها المستمر، إذ تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لوزارة الاقتصاد.

وأكد وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن الولايات المتحدة الأميركية تعد شريكاً تجارياً استراتيجياً لدولة الإمارات، وأن هناك إرادة مشتركة من الدولتين الصديقتين لمواصلة الارتقاء بهذه الشراكة في المجالات كافة، وفي القلب منها شراكتهما التجارية، إلى مستويات جديدة من النمو والازدهار، بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.

وقال إن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، إلى الدولة على رأس وفد رفيع المستوى يضم عدداً كبيراً من الوزراء وكبار المسؤولين، إضافة إلى نخبة من قادة الأعمال الأميركيين، تأتي تعبيراً عن الرغبة في مواصلة الارتقاء بالعلاقات طويلة الأمد بين البلدين الصديقين، عبر استكشاف المزيد من فرص بناء الشراكات بين مجتمعي الأعمال في الجانبين.

وأضاف: «نواصل العمل مع شركائنا في الولايات المتحدة بشكل متناغم لتطوير العلاقات التجارية الاستراتيجية، لضمان استمرار مسار ازدهار العلاقات الثنائية وتعزيز التدفق السلس للسلع والخدمات ورؤوس الأموال اللازمة لتحفيز النمو الاقتصادي المشترك».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تواصل الحفاظ على مكانتها، باعتبارها أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات خارج قارة آسيا، وسادس أكبر شريك تجاري للدولة عالمياً، بحصة تبلغ 4% من إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم، وبقيمة تدفقات تجارية بينية بلغت 32.8 مليار دولار في عام 2024.

وأكد الدكتور ثاني الزيودي أن هناك آفاقاً واعدة لمواصلة تحفيز التدفقات التجارية والاستثمارية البينية، عبر تسريع التعاون البناء في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الطاقة النظيفة والتنمية الصناعية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تمتلك دولة الإمارات والولايات المتحدة سجلاً حافلاً بالإنجازات في هذه المجالات الواعدة.

عودة تاريخية

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الزيارة بأنها «عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط»، فيما يرى مراقبون أن اختيار ترامب الخليج مرة أخرى كأول محطة له، يأتي تأكيداً على أهمية دور المنطقة في المجالات المختلفة.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين، بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.

وتشمل أوجه التنسيق الإماراتي الأميركي جوانب عدة، أبرزها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام.

ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.

ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، فقد بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية خلال العام 2024 ما قيمته 32.8 مليار دولار، فيما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري السادس عالمياً للإمارات خلال 2024، والأول عالمياً خارج قارة آسيا، إذ استأثرت بنسبة 4% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024.

وتعد الإمارات من المستثمرين الرئيسين في الولايات المتحدة الأميركية، إذ تقدر قيمة الاستثمارات بتريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي

وشهد التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في ملف الذكاء الاصطناعي تطوراً ملحوظاً، خلال الفترة الماضية، مدفوعاً برؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتوسيع إطار البنى التحتية الرقمية، وذلك بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية.

ووقع البلدان في عام 2024 العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من «G42»، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، و«مايكروسوفت» استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.

وفي يونيو 2024، وقّعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأميركية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.

وفي سبتمبر 2024، تم الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.

وأعلنت مجموعة «جي 42» و«مايكروسوفت»، في فبراير الماضي، إطلاق «مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول»، المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.

وشهد شهر مارس الماضي الإعلان عن العديد من الاتفاقيات، فقد أعلنت كل من «بلاك روك» و«غلوبال إنفراستركتشربارتنرز»، التابعة لـ«بلاك روك» و«مايكروسوفت»، و«إم جي إكس» الشركة الإماراتية الرائدة في دعم وتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن انضمام «إنفيديا» و«إكس إيه آي» إلى «الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي»، والتي أُعيدت تسميتها لتصبح «الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي».

وتهدف الشراكة بصورة أولية إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال عبر المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات، ما قد يسهم في توفير مخصصات تصل إلى 100 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات المحتملة، عند احتساب التمويل بالديون.

الطاقة والفضاء

وأعلنت كل من «القابضة» الإماراتية، التي تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وشبكات التوريد، و«إنرجي كابيتال بارتنرز» أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأميركية، إبرام شراكة بالمناصفة لتأسيس مشروع مشترك مقره الولايات المتحدة، لاستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة.

وأدى إطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، الذي ظهر جلياً من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.

وفي السياق ذاته، تؤدي الإمارات دوراً رئيساً في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.

ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.

وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأميركية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة، إضافة إلى ذلك استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعاً للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.

• تريليون دولار استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة، تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

• 100 مليار دولار شراكة بين البلدين لإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول 2035.

• 1.5 مليار دولار استثمار «مايكروسوفت» في الذكاء الاصطناعي بشركة «G42» الإماراتية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا