آخر الأخبار

طفل خديج يغادر العناية المركزة بعد 120 يوماً من تحديات «رحلة البقاء»

شارك

بعد 120 يوماً من الرعاية الطبية المكثفة، غادر الطفل «محمد» وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى برجيل التخصصي بالشارقة، بعدما خاض رحلة بقاء استثنائية بدأت بولادته المبكرة في الأسبوع الـ23 من الحمل، بوزن لم يتجاوز 500 غرام.

وشكّلت ولادة محمد تحدياً طبياً بالغ الصعوبة، إذ إن الأطفال المولودين في هذه المرحلة المبكرة يواجهون مخاطر صحية كبيرة تستدعي تدخلات دقيقة وعناية فائقة.

وأكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ورئيس قسم الأطفال حديثي الولادة في المستشفى، الدكتور يامن فايز المغني، أن «نسبة بقاء الأطفال المولودين في الأسبوع الـ23 تراوح بين 15% و30%، وتُعد جودة الرعاية وظروف الحمل عوامل حاسمة في فرص النجاة».

وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن أسباب الولادة المبكرة متعددة، وتشمل التهابات، وتمزق الأغشية المبكر، والحمل المتعدد، ومشكلات صحية لدى الأم مثل قصور عنق الرحم.

كما أكد أن الطفل واجه منذ لحظاته الأولى تحديات صحية معقدة، من صعوبة في التنفس وتنظيم حرارة الجسم، إلى مشكلات في التغذية ونجاة من عدوى بكتيرية خطيرة.

وأوضح أن الفريق الطبي قدّم رعاية شاملة لدعم التنفس، وتنظيم الحرارة، والتغذية المتخصصة، ومراقبة مستمرة للدماغ والجهاز الهضمي والتنفسي، مضيفاً: «راقبنا حالته بدقة لرصد أي مضاعفات، ولحسن الحظ لم تظهر عليه مؤشرات تدعو للقلق، ما يعزز آمالنا في تطوره الصحي السليم».

وروت «مرح» والدة الطفل محمد، وهي محاسبة تبلغ 26 عاماً، تفاصيل ولادته المؤلمة، التي جاءت نتيجة عدوى داخلية لم تُكتشف إلا من خلال فحوص الدم، قائلة: «كانت الأيام الأولى مليئة بالخوف والقلق، خصوصاً بعد فقداني ابناً آخر هو علي، توأم محمد، الذي فارق الحياة بعد 10 أيام فقط من الولادة».

وتابعت: «تمسكت بالأمل. وكنت أعي أنه يحتاج إلى الدعم ليستمر في مقاومة ظروفه الصحية من أجل الحياة».

وخلال شهور العناية المركزة، لم تغب «مرح» عن ابنها يوماً.

وتتذكر كيف أطلق عليه الطاقم الطبي لقب «الطفل المقاتل»، لروحه الصلبة وقدرته على الصمود، قائلة: «كل يوم يمر كان يزيد تعلقي به؛ فكانت العائلة تنتظر خروجه بشوق ولهفة لرؤيته في أحضاننا».

واليوم، يزن محمد أكثر من كيلوغرامين، ويتنفس دون مساعدة، إذ يشكّل خروجه من المستشفى بداية مرحلة جديدة من المتابعة لضمان نموه الطبيعي.

واختتمت والدته رسالتها بدعوة صادقة للأهالي: «تعاونوا مع الأطباء، وأحبّوا أطفالكم مهما كانت حالتهم. وامنحوهم الحب بلا شروط أو حدود».

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا