شهد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش غويال، أمس، في مومباي، توقيع ثماني مذكرات تفاهم، تهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة في قطاعات رئيسة، تشمل البنية التحتية، والرعاية الصحية، والتعليم العالي، والخدمات الملاحية، والخدمات اللوجستية، وتعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص في البلدين، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموّه إلى الهند.
وفي هذه المناسبة، قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «تجمع دولة الإمارات وجمهورية الهند علاقات صداقة متينة وشراكة استراتيجية راسخة، تقوم على رؤى مشتركة للمستقبل، وتستند إلى الابتكار، واستشراف الفرص، والسعي المشترك لتحقيق النمو المستدام».
وأضاف سموه: «انطلاقاً من التوجيهات والرؤى السديدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تواصل الإمارات العمل مع الهند نحو تعزيز أواصر شراكة نموذجية أساسها الثقة والاحترام المتبادل».
وأردف سموّه: «تمثل مذكرات التفاهم خطوة جديدة نحو توسيع وتعميق شراكتنا الاستراتيجية، بما يواكب تطلعاتنا المشتركة نحو بناء اقتصادات أكثر مرونة، وتمكين المجتمعات، والارتقاء بمنظومات المعرفة والتكنولوجيا والتنمية البشرية.. ومن خلال هذا التعاون الوثيق، نؤسس لنموذج عالمي فعّال في الشراكات الدولية بنتائج ملموسة ومنافع مستدامة لشعبَي البلدين».
وأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن المرحلة المقبلة تحمل المزيد من الإيجابيات لمستقبل الشراكة الإماراتية - الهندية.
وقال سموه: «نتطلّع إلى تسريع وتيرة التقدّم في القطاعات الحيوية التي تشكل ركيزة لمستقبلنا المشترك، مستندين إلى الزخم الإيجابي الذي أثمرته اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، ومعاهدة الاستثمار الثنائي، وغيرها من أطر التعاون.. إن النمو المستمر للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية بشكل عام، يعد دليلاً دامغاً على عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وعلى الإمكانات الهائلة التي تعكس رؤيتنا المشتركة للمستقبل».
تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية
وشهد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مراسم توقيع «غُرف دبي» ثلاث مذكرات تفاهم مع اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية (FICCI)، وغرفة التجارة والصناعة الهندية (IMC)، واتحاد الصناعات الهندية (CII)، خلال فعالية خاصة نظمتها «غرف دبي» في مومباي، ووقع مذكرات التفاهم مدير عام «غرف دبي»، محمد علي راشد لوتاه، مع نائب أول لرئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية (FICCI)، أنانت جوينغكا، ونائب رئيس اتحاد الصناعات الهندية، آر موكوندان، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الهندية (IMC)، سونيتا رامناثكار.
وتعكس الاتفاقات الثلاثة الالتزام المشترك لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية بين دبي والهند، بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي المشترك، وتضع إطاراً للارتقاء بمستوى التعاون في مجالات رئيسة عدة، حيث ستدعم غرف دبي الشركات الهندية في تأسيس أعمالها وتوسيع حضورها في الإمارة، من خلال تقديم خدمات استراتيجية من شأنها تسريع آليات الاستثمار.
ومن جانبها، ستقدم الجهات الهندية الثلاث دعماً مماثلاً للشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها، والتي تسعى لاستكشاف فرص الأعمال في الهند، بما في ذلك تيسير خدمات التوفيق بين الأعمال، وتنظيم الأنشطة والفعاليات، ويمتد الدعم الذي تقدمه غرف دبي والجهات الهندية الثلاث للشركات من دبي والهند إلى مرحلة ما بعد تأسيس وتوسعة الأعمال في دبي والهند لتعزيز النمو على المدى الطويل.
كما تنصّ الاتفاقات على التعاون في مجال المعارض التجارية والبعثات الاستثمارية والمؤتمرات والفعاليات التي تُعقد في دبي والهند، إضافة إلى تبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالتجارة الثنائية، وتوجهات القطاعات الاقتصادية بشكل منتظم، بما يسهم في تحديد فرص جديدة، وتعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص، إذ تتماشى مذكرات التفاهم مع استراتيجية «غرف دبي» الرامية إلى تعزيز التوسع الدولي، وتطوير التعاون مع الأسواق العالمية الرئيسة.
تطوير البنية التحتية
إلى ذلك، وقّعت «موانئ دبي العالمية» مذكرة تفاهم مع شركة «ريل إنديا تكنيكال إيكونوميك سيرفيسيس» المحدودة (ريتس)، وهي شركة متخصصة في البنية التحتية والاستشارات والهندسة، وتعمل تحت إشراف وزارة السكك الحديدية الهندية، حيث تهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التجارة والخدمات اللوجستية، وتطوير البنية التحتية بين البلدين.
كما تهدف الاتفاقية، التي وقّعها كل من رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم، ورئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة ريل إنديا تكنيكال إيكونوميك سيرفيسيس المحدودة (ريتس)، راهول ميثال، إلى الاستفادة من الخبرات المشتركة للجانبين، لإنشاء سلاسل توريد مرنة وفعالة، كما تهدف إلى تعزيز الاستفادة من ممر التجارة الافتراضي بين الإمارات والهند (VTC)، وهو منصة رقمية أُطلقت في سبتمبر 2024 وطُوّرت بالتعاون مع شركة «ريل إنديا تكنيكال إيكونوميك سيرفيسيس» بهدف تبسيط الإجراءات الجمركية واللوجستية والتنظيمية بين البلدين.
ومن شأن مذكرة التفاهم فتح آفاق التعاون في مشاريع تشمل مجمعات لوجستية متعددة الوسائط، ومناطق تجارة حرة، وربط الموانئ، وحلول شحن السكك الحديدية، ما يدعم هدف البلدين في بناء طرق تجارية قادرة على التكييف مع التحديات العالمية ودفع عجلة النمو الاقتصادي طويل الأجل.
في الوقت ذاته، وقّعت شركة الأحواض الجافة العالمية، التابعة لموانئ دبي العالمية، مذكرة تفاهم مع شركة كوشين شيبيارد المحدودة (CSL)، وهي شركة هندية رائدة في بناء وصيانة السفن، تابعة لوزارة الموانئ والشحن والممرات المائية الهندية. تضع الاتفاقية، التي وقّعها رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم، ورئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة (CSL)، مادو إس ناير، إطاراً للتطوير المشترك لأحواض إصلاح السفن في كوتشي وفادينار في الهند، إضافة إلى تصنيع السفن البحرية، وإتاحة حلول الهندسة الملاحية.
وتستفيد هذه الشراكة من نقاط القوة التكاملية للمؤسستين، وتدعم أهداف «رؤية الهند البحرية 2030»، وتهدف إلى الإسهام في تحديث البنية التحتية البحرية في الهند، والتوسع في مجال صناعة إصلاح السفن، وخلق فرص عمل جديدة.
تعاون أكاديمي
وفي السياق ذاته، وقّعت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي مذكرة تفاهم مع المعهد الهندي للإدارة في أحمد آباد (IIMA)، وهو أبرز المعاهد المتخصصة في إدارة الأعمال في آسيا، كما أنه من أعلى كليات إدارة الأعمال تصنيفاً في الهند، لإنشاء فرع للمعهد في دبي، وهو ما يُمثل إنجازاً مهماً في التعاون الأكاديمي بين البلدين. ووقع كل من مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، هلال سعيد المرّي، ومدير المعهد الهندي للإدارة، بهارات باسكر، مذكرة التفاهم الرامية إلى دعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، من خلال تطوير قدرات قيادات الأعمال والإسهام في تهيئة منظومة ابتكار تنافسية في دبي.
ومن المستهدف أن يكون فرع المعهد الهندي للإدارة في دبي بمثابة مركز عالمي للتميز في التعليم العالي وتنمية المهارات والابتكار، ليخدم مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى.
وبموجب مذكرة التفاهم، سيعمل المعهد الهندي للإدارة على إطلاق أول برنامج ماجستير له في دبي بحلول سبتمبر المقبل، مع خطط لإنشاء حرم جامعي دائم بحلول عام 2029.
تعزيز الرعاية الصحية الشاملة
كما وقعت «دبي الصحية» مذكرة تفاهم لإنشاء مستشفى الصداقة الإماراتية الهندية (UIFH)، وهي مبادرة جديدة غير ربحية، تهدف إلى توفير رعاية صحية شاملة وميسرة في دبي. ووقع المذكرة المدير التنفيذي لـ«دبي الصحية»، الدكتور عامر شريف، وأعضاء مجلس الأمناء المؤسسين لمستشفى الصداقة الإماراتية الهندية، وهم: رئيس مجلس إدارة شركة (KEF) القابضة رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الهندي - فرع الإمارات (UIBC UC)، فيصل كوتيكولون، ورئيس مجلس إدارة مجموعة أباريل العضو المؤسس في مجلس الأعمال الإماراتي الهندي، نيلش فيد، والرئيس التنفيذي لشركة (Buimerc Corporation) العضو المؤسس في مجلس الأعمال الإماراتي الهندي؛ سيدهارث بالاشاندران، ونائب رئيس مجلس إدارة (EFS Facilities) العضو المؤسس في مجلس الأعمال الإماراتي الهندي، طارق تشوهان، ورئيس مجلس إدارة مجموعة ترانس وورلد، راميش إس راماكريشنان.
ويُعد مستشفى الصداقة الإماراتي الهندي (UIFH) مبادرة خيرية مشتركة بمباركة حكومتي دبي والهند، تهدف إلى تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة وبتكلفة معقولة.
الذكاء الاصطناعي لدعم التشخيص
كذلك، تم توقيع مذكرة تعاون بين جامعة دبي الطبية (DMU) ومعهد عموم الهند للعلوم الطبية (AIIMS) وقام بتوقيعها نائب رئيس مجلس إدارة جامعة دبي الطبية، المهندس يحيى سعيد لوتاه، والبروفيسور أحمد الله شريف، عن معهد عموم الهند للعلوم الطبية (AIIMS). وتهدف المذكرة إلى تعزيز العمل المشترك بين الجانبين، للاستفادة من التطور نحو البحث في مجال التشخيص الطبي من خلال الذكاء الاصطناعي، كذلك الاستفادة من الخبرات التاريخية في الهند في أنماط العلاج المختلفة باختلاف الأمراض، علاوة على تعزيز التبادل الأكاديمي ومشاركة المعرفة، والتعاون في المجالات البحثية، من خلال تبادل الزيارات على مستوى الطلبة والخريجين، وكذلك على مستوى الكادر الأكاديمي في الجانبين، كذلك التعاون في مجالات الأبحاث الطبية، وإطلاق البرامج الصحية العالمية، وذلك في إطار الأطر التنظيمية المعمول بها لدى الجانبين.
حمدان بن محمد:
. مذكرات التفاهم خطوة جديدة نحو توسيع شراكتنا الاستراتيجية بما يواكب تطلعاتنا نحو بناء اقتصادات أكثر مرونة.
. نتطلع إلى تسريع وتيرة التقدّم في القطاعات الحيوية التي تشكّل ركيزة للمستقبل المشترك للبلدين.
. النمو المستمر للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية، دليل دامغ على عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
. المرحلة المقبلة تحمل المزيد من الإيجابيات لمستقبل الشراكة الإماراتية الهندية.
. تعزيز آفاق التعاون بين موانئ دبي العالمية وشركات هندية في مجال سلاسل التوريد والخدمات الملاحية.
. شراكة بين دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي ومعهد إدارة الأعمال الهندي في أحمد آباد لإطلاق كلية إدارة أعمال في دبي.
. إنشاء «مستشفى الصداقة الإماراتية الهندية» غير الربحي في دبي، بالتعاون بين «دبي الصحية» وعدد من الجهات الهندية الرائدة.
. 3 مذكرات تفاهم بين «غُرف دبي» وهيئات صناعية هندية، دعماً للعلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية والنمو الاقتصادي المشترك.