آخر الأخبار

أمراض موسمية ترافق تقلب الطقس.. وتحذير من الإهمال

شارك

حذّر أطباء من تزايد خطر الأمراض الموسمية التي تطرق الأبواب خلال الفترة الحالية، في ظل التغيرات السريعة في الأحوال الجوية نتيجة تقلب الفصول وتبدّل درجات الحرارة، مؤكدين أن هذه التغيرات تؤثر في شريحة واسعة من الأفراد، خصوصاً مرضى الربو والأطفال، لاسيما مع الارتفاع في درجات الحرارة، واقترابنا من منتصف فصل الربيع، والدخول التدريجي في أجواء الصيف.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن العيادات والمراكز الصحية في الدولة تشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد المراجعين، لاسيما ممن يعانون أمراضاً موسمية ترتبط بتغيرات الطقس، كالحساسية ونزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، مؤكدين أن هذه المرحلة الانتقالية تشكل تحدياً صحياً حقيقياً، خصوصاً للأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، محددين إجراءات ضرورية للوقاية من الأمراض الموسمية.

وأضافوا أن هذه المرحلة تشهد أيضاً ارتفاعاً في تركيز حبوب اللقاح في الهواء، ما يؤدي إلى تزايد حالات الحساسية الموسمية ونوبات الربو التحسسي، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة في الجهاز التنفسي، لافتين إلى أن فصل الربيع يُعد من أكثر الفصول تحفيزاً لأمراض الحساسية ومشكلات الجهاز التنفسي.

وتفصيلاً، قال استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور محمد جبر، إن العيادات تشهد عادة ذروة في أعداد المرضى المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي بعد فترات الإجازات، نتيجة سفر العائلات والأطفال إلى خارج الدولة وعودتهم منها، ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حالات الالتهابات التنفسية العلوية، كما أن الفترة الانتقالية بين فصل الربيع والصيف تشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالتهابات الأنف والبلعوم والمسالك التنفسية السفلية، نتيجة زيادة نسبة المحسّسات في الجو التي تنطلق من الأشجار والأعشاب، ما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الحساسية الموسمية والزكام.

وأوضح أن هناك فرقاً بين نزلات البرد (الزكام) والحساسية الموسمية، حيث تتمثل أعراض الحساسية في انسداد الأنف، والعطس المتكرر الشديد، وسيلان مائي شفاف من الأنف، في حين أن الزكام يُصاحَب بانسداد أنفي، وسيلان مخاطي كثيف، وصداع، وآلام في الحلق، وارتفاع في درجة الحرارة.

وحذر من إهمال التهابات الجيوب الأنفية التي تزداد خلال فصل الربيع، نتيجة تراكم المحسّسات واحتقان الأنف، ما قد يعيق تصريف الجيوب، ويؤدي إلى مضاعفات تستدعي مراجعة الطبيب لوصف العلاج المناسب للحالة، مشيراً إلى أن التغيرات الجوية تؤثر بشكل مباشر في مرضى الربو التحسسي، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والبكتيريا، نتيجة ضعف المناعة وصعوبة التنفس، ما يجعلهم في مواجهة أكبر مع التعب والمضاعفات خلال هذه الفترة.

وأكدت اختصاصية طب الأمراض الجلدية، الدكتورة مها سلطان، أن الأمراض الجلدية التحسسية تزداد مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع والصيف، نتيجة أربعة أسباب رئيسة، تشمل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يزداد التعرق، ما يسبب تهيج الجلد، والتعرض لأشعة الشمس، ما يؤدي إلى ما يُعرف بالإصابة بـ«الحساسية الضوئية» التي تظهر على شكل احمرار وحكة أو حتى بثور، إضافة إلى السباحة في المسابح، إذ يمكن أن تسبب تهيجاً أو تحسساً بسبب المواد الكيميائية مثل الكلور، إلى جانب كثرة النشاطات الخارجية، وزيادة التعرض للغبار وحبوب اللقاح ولدغات الحشرات، ما يؤدي إلى تفاعلات تحسسية جلدية.

وأضافت أن حبوب اللقاح والغبار المنزلي (الموجود في الأسرّة) يؤثران بشكل كبير في المرضى المصابين بحساسية الجلد والربو، موضحة أن حبوب اللقاح قد تسبب تهيجاً للجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى ضيق في النفس، وصفير، وكحة، وقد تسبب ظهور إكزيما أو طفح جلدي، وحكة، واحمرار على الجلد، خصوصاً لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة، لافتة إلى أن حساسية عثة الغبار (تفاعل تحسسي تجاه حشرات صغيرة تعيش عادة في الغبار المنزلي والفرش وأغطية الفراش) تسبب نوبات سعال، وضيقاً في التنفس، واحتقاناً في الصدر، ما يؤثر في جودة النوم.

وحول سبل الوقاية من الأمراض التحسسية خلال تلك الفترة، قدمت إجراءات وقائية تشمل تجنّب الخروج في الصباح الباكر، أو عند الغروب، حيث تكون مستويات حبوب اللقاح أعلى، وتجنب الأماكن المفتوحة، وتجنّب التعرض المباشر للغبار والعطور القوية قدر الإمكان، لأنها قد تجهد الجهاز التنفسي، وتقلل المناعة، وإغلاق نوافذ المنزل، خصوصاً في أيام انتشار حبوب اللقاح أو العواصف الترابية والغبار، والاستحمام وتغيير الملابس، خصوصاً بعد العودة من الخارج مباشرة، لإزالة أي آثار لحبوب اللقاح أو الغبار، وتنظيف وتعقيم المنزل بانتظام، واستخدام جهاز تنقية الهواء في المكاتب والمنازل، وغسل وتعقيم أغطية السرير أسبوعياً بماء ساخن للتخلص من الغبار وعثّ الفراش، واتباع نمط غذاء صحي لتعزيز المناعة.

من جانبها، حذرت أخصائية طب الأطفال، الدكتورة ريهام إسماعيل، من مجموعة من الأمراض الموسمية التي تنتشر بين الأطفال خلال المرحلة الانتقالية من فصل الربيع إلى فصل الصيف، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تشهد تغيرات مناخية وبيئية تؤثر بشكل مباشر في صحة الأطفال.

وأوضحت أن هناك أمراضاً أكثر شيوعاً في هذه الفترة، تشمل مرض اليد والقدم والفم، وهي عدوى فيروسية خفيفة تنتشر بين الأطفال، وتسبب تقرحات في الفم وطفحاً جلدياً في اليدين والقدمين، ويُعد فيروس كوكساكي أبرز مسبباته، والإصابة بالتهاب الأنف (الرشح التحسسي) نتيجة استنشاق الغبار أو حبوب اللقاح أو الروائح القوية، ما يؤدي إلى إفراز الهيستامين في الجسم، وإصابة بعض الأطفال بالتهاب ملتحمة العين، نتيجة عدوى أو تحسس، والنزلات المعوية الناتجة عن عدوى فيروسية تسبب الإسهال وألم البطن، وتتطلب الحفاظ على ترطيب الطفل جيداً.

وأشارت إلى أن الحساسية الموسمية شائعة جداً بين الأطفال، لاسيما إذا كان لديهم تاريخ عائلي من الربو أو الإكزيما، موضحة أن أعراضها تبدأ بالعطس المتكرر، وسيلان الأنف، وحكة في العينين والحلق، وسعال جاف، خصوصاً في الليل أو الصباح الباكر، مع ملاحظة التنفس من الفم أو الشخير أثناء النوم، بسبب انسداد الأنف. ونصحت بزيارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع.

وقالت إن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التلوث في الهواء خلال هذه الفترة يؤديان إلى تفاقم مشكلات التنفس، خصوصاً لدى مرضى الربو، كما تؤثر في مناعة الرئتين، وتجعل الأطفال أكثر عرضة للعدوى، مشددة على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الإصابة بالأمراض الموسمية، ومنها: تعليم الأطفال غسل اليدين بانتظام، والسعال أو العطس في الكوع، وتنظيف الأسطح التي تُلمس كثيراً، وتقديم غذاء صحي متوازن، والتأكد من حصول الطفل على نوم كافٍ، وممارسة الرياضة، وأخذ اللقاحات الموصى بها (مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية).

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا