حدد تربويون أربعة محاور تقوم عليها استراتيجيات الصحة المدرسية، تشمل الصحة الجسدية، والصحة النفسية، والفحوص الصحية المدرسية، إضافة إلى التغذية السليمة. وأشاروا إلى أن الرؤية التعليمية في الدولة تتبنى إنشاء بيئة ديناميكية وشاملة، تعطي الأولوية للصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية للأطفال والشباب، ما يمهد الطريق لمستقبل صحي أكثر للأجيال المقبلة.
وتفصيلاً، أكد تربويون، أحمد المهدي، ويوسف كرم، وعدنان الفلاحي، ومريم الصالحي، وريم حامد، لـ«الإمارات اليوم» أن المدارس المعززة للصحة تقدم نموذجاً للاستثمار في الصحة والتعليم معاً، حيث تمتد آثارها إلى الطلبة والمدرسة، لتسهم بطريقة فاعلة في تحسين صحة النشء، وتنمية مهاراتهم الحياتية، وترسيخ بيئة معززة لمهارات العاملين فيها لتشجيعهم على أداء عملهم بكفاءة، إضافة إلى أن نجاح المدارس في تعزيز الصحة يوفر مناخاً ملائماً للتحصيل الدراسي، ما يسهم في تحقيق نتائج تعليمية أفضل.
وأكدوا أن المدارس الحكومية والخاصة تنفذ استراتيجيات صحية لدعم الصحة الطلابية عبر تنفيذ برامج ومبادرات تركز على تعزيز صحة ورفاهية الطلبة والمعلمين وأسرهم، من خلال رفع الوعي بأهمية التغذية الصحية، والنشاط البدني، ودعم الصحة النفسية، لتعزيز العادات الصحية المستدامة داخل المجتمع المدرسي، عبر الترويج لخطوات صغيرة وعملية نحو نمط حياة أكثر صحة.
وتعمل المدارس المعززة للصحة على تنفيذ سياسات تركز على الصحة لتحسين الأداء الأكاديمي والرفاهية، وتعزيز عادات الأكل الصحي بين الطلبة، وثقافة الوقاية والوعي الصحي، وضمان الكشف المبكر عن المشكلات من خلال التعاون بين الأسرة والمحترفين، وإشراك أسر الطلبة في برامج الصحة المدرسية.
وتهدف الاستراتيجيات الصحية التي تطبقها المدارس إلى تشجيع الفحوص المنتظمة لضمان التدخل المبكر وقت الضرورة، وتعزيز الصحة النفسية عبر زيادة التوعية وتوفير أدوات الاسترخاء وإدارة التوتر لتحسين الصحة النفسية، وتعزيز إطار الصحة وتنظيم جلسات تفاعلية لتوجيه الطلبة نحو اختيار الأطعمة الصحية، إضافة إلى تشجيع النشاط البدني والصحة الوقائية من خلال التوعية المستمرة للطلبة وأسرهم.
ويهدف برنامج الفحص المدرسي المطبق في المدارس الحكومية والخاصة إلى الكشف المبكر عن الأمراض والمشكلات الصحية بين طلاب المدارس، ويطبق في الصفوف من الأول إلى الـ12، للإسهام في الاكتشاف المبكر للمرض، والحد من مضاعفات الأمراض السائدة لدى فئة طلبة المدارس حسب المرحلة العمرية، واتخاذ الإجراءات الوقائية في الوقت المناسب.
ويتضمن برنامج الفحوص مسارين، الأول خاص بالفحص السنوي، ويتم إجراؤه لجميع الصفوف الدراسية، ويضم فحوص قياس الوزن، والطول (مؤشر كتلة الجسم)، والعلامات الحيوية، وفحص النظر، فيما يركز المسار الثاني على الفحص الشامل، ويتم للصفوف الأول والخامس والتاسع، ويتضمن اختبار التاريخ الطبي، والفحص البدني، وفحص النظر (عمى الألوان)، وفحص السمع، والجنف (انحناء العمود الفقري)، وفحص الدم، وفحص صحة الأسنان.
الأطعمة المحظورة
أبلغت مدارس حكومية وخاصة ذوي الطلبة بحظر تناول الأطعمة غير الآمنة، مثل التي تحتوي على مسبّبات الحساسية (منها المكسّرات)، أو توزيعها داخل مباني المدرسة، وعدم السماح للطلبة باستخدام خدمات توصيل الطعام الخارجية، خلال ساعات الدراسة، مشيرة إلى تطبيقها استراتيجية لتعزيز استدامة خدماتها الغذائية، والتزامها بتوفير خيارات غذائية صحية، وتشجيع ممارسات الوجبات الصحية والمستدامة، إضافة إلى الالتزام بمعايير النظافة وسلامة الغذاء.