آخر الأخبار

المدارس الجديدة بدبي تحدد رسومها بحُرية قبل بدء التشغيل

شارك الخبر

أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي حُرّية المدارس الخاصة الجديدة بالإمارة، في تحديد نطاقات رسومها الدراسية قبل بدء التشغيل، بما يتماشى مع خطتها الأكاديمية، موضحة أن تلك المدارس ليست لديها إمكانية تعديل رسومها إلا بعد مرور عامين من التشغيل، بشرط اجتياز مستويات التقييم التي حددتها الهيئة.

وكشفت قراءة تحليلية لـ«الإمارات اليوم»، بناء على بيانات المدارس الخاصة بدبي، عن تفاوت كبير في الرسوم الدراسية، سواء للمدارس القديمة القائمة بالفعل أو المدارس الجديدة، بناءً على ثلاث فئات، منخفضة ومتوسطة ومرتفعة، تبدأ من نحو 10 آلاف درهم للمنخفضة، وتراوح في المتوسطة بين 20 ألفاً و30 ألف درهم، بينما تصل في المرتفعة إلى نحو 136 ألف درهم.

وأكد خبير تربوي أن اعتماد الرسوم بمختلف المدارس يكون بناءً على معايير، منها نوع المنهاج، وخبرة المعلمين والكوادر التربوية، وبرامج التدريب، والتكاليف التشغيلية، والتقييمات، والمباني والمختبرات والساحات والملاعب، ونوعية الأنشطة اللاصفية، والخدمات المقدمة للطلاب سواء التعليمية أو غيرها.

وتفصيلاً، قالت مديرة إدارة التصاريح في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، شمة المنصوري، في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم»: «لا يحق للمدرسة الجديدة طلب تعديل رسومها خلال السنتين الأوليين من بدء التشغيل، وتلتزم التي أكملت ثلاث سنوات من تاريخ تشغيلها الإجراءات المتبعة على جميع المدارس الخاصة، استناداً إلى إطار عمل ضبط الرسوم المدرسية في دبي، المعتمد من المجلس التنفيذي لإمارة دبي، والذي يشترط التقييم القائم من الهيئة».

وأضافت: «يحدد الإطار نسب تعديل الرسوم لكل مدرسة خاصة في دبي، وفق آلية علمية تستند إلى مؤشر كلفة وجودة التعليم، ويمكن لكل ولي أمر الاطلاع على الرسوم المدرسية في مدرسة أبنائه عبر عقد المدرسة وولي الأمر، أو بطاقة الرسوم المدرسية المعتمدة لكل مدرسة، أو قنوات التواصل الذكية التي توفرها الهيئة».

وأكدت أن دبي تتميز بتقديم خيارات تعليمية متنوعة ضمن نطاقات متفاوتة للرسوم المدرسية تشمل ثلاث فئات، المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة، إذ تلبي جميعها احتياجات وتطلعات أولياء الأمور كافة.

وفي قراءة تحليلية لـ«الإمارات اليوم»، كشفت بيانات المدارس الخاصة في دبي عن وجود 227 مدرسة، تقدم 17 منهجاً تعليمياً متنوعاً، وتستوعب أكثر من 387 ألف طالب وطالبة، وتستهدف شرائح مختلفة من المجتمع، ما يعكس التنوع الواسع في الخيارات التعليمية المتاحة للأسر في الإمارة.

وتمثل رسوم المدارس في دبي انعكاساً لمجموعة من العوامل التي تؤثر في جودتها وخدماتها، وتشمل الفئة الاقتصادية المدارس ذات الرسوم المنخفضة، التي تقل عن 10 آلاف درهم سنوياً، وتقدم خدمات أساسية مع التركيز على التعليم الأكاديمي، مثل مدرسة الهلال الإنجليزية والمدرسة الأهلية الخيرية.

بينما تضم الفئة المتوسطة مدارس تراوح رسومها بين 10 آلاف و30 ألف درهم سنوياً، وتجمع بين جودة جيدة ومرافق مناسبة، مثل مدارس «دلهي» و«الشروق» الخاصة.

أما الفئة ذات الرسوم المرتفعة، التي تتجاوز 50 ألف درهم سنوياً، فتقدم خدمات شاملة ومرافق فاخرة تشمل مختبرات حديثة، ومرافق رياضية متطورة، وأنشطة لاصفية متنوعة تلبي تطلعات الأسر الباحثة عن التعليم المتميز، مثل «المدرسة الأميركية» بدبي و«نورث لندن كوليجيات سكول».

وتتباين رسوم تلك الفئة من المدارس، بحيث يكون متوسط رسوم المدارس التي تتبع المناهج البريطانية والأميركية والبكالوريا، بين 40 ألفاً و90 ألف درهم، بينما تسجل مدارس مثل «نورث لندن كوليجيات سكول» أعلى الرسوم بواقع 136 ألفاً و825 درهماً سنوياً.

وفي المقابل، توفر المدارس التي تعتمد المناهج الهندية والعربية خيارات اقتصادية أكثر، بمتوسط رسوم يراوح بين 5000 و25 ألف درهم سنوياً، مثل «المدارس الهندية الجديدة» و«جيمس الهندية الحديثة».

ويعكس التوزيع الجغرافي للمدارس هذا التنوع بوضوح، إذ تتركز المدارس ذات الرسوم المرتفعة في مناطق راقية مثل جميرا والبرشاء، بينما تنتشر المدارس ذات الرسوم المتوسطة والمنخفضة في مناطق أكثر تنوعاً في دبي، ما يتيح خيارات تعليمية تناسب مختلف المستويات الاقتصادية.

وقال الخبير التربوي، الدكتور وافي الحاج: «تفاوت الرسوم بين مدارس دبي الخاصة يرجع إلى عوامل متنوعة، تشمل جودة التعليم، حيث تعتمد المدارس الأعلى رسوماً مناهج دولية متقدمة مثل البكالوريا الدولية، فيما تقدم المدارس متوسطة الرسوم مناهج معتدلة مثل الهندية والعربية، بينما تعتمد الأقل رسوماً على مناهج محلية تركز على التعليم الأساسي».

وأفاد بأن المرافق تمثل عنصراً حاسماً، وأشار إلى أن المدارس الأعلى رسوماً تتمتع بتجهيزات فاخرة، مثل المختبرات المتطورة والملاعب الكبيرة، بينما تقدم متوسطة الرسوم تجهيزات جيدة وأقل كلفة، وتعتمد الأقل رسوماً على تجهيزات بسيطة.

وأضاف: «الموقع الجغرافي يلعب دوراً مهماً، حيث تتركز المدارس الأعلى كلفة في مناطق راقية، بينما توجد المدارس الأخرى في مناطق تلبي احتياجات مختلف الشرائح الاجتماعية، كما أن جودة المعلمين تختلف، فالمدارس الأعلى رسوماً توظف خبرات دولية، بينما تعتمد المتوسطة والأقل رسوماً على كوادر مؤهلة إقليمياً أو محلياً».

وقال: «من ناحية الأنشطة اللامنهجية، تقدم المدارس الأعلى رسوماً برامج متنوعة، تشمل الفنون والرياضة والرحلات، في حين تقتصر الأنشطة في المدارس الأخرى على الأساسيات، أما عن حجم الفصول فالمدارس الأعلى رسوماً توفر فصولاً صغيرة مع نسبة منخفضة من الطلاب لكل معلم، بينما تعتمد المدارس الأقل كلفة على فصول أكبر».

وأضاف: «تؤثر العلامة التجارية أيضاً، حيث ترتبط المدارس الأعلى كلفة بشبكات تعليمية عالمية، بينما تعتمد المدارس الأخرى على شبكات محلية أو تعمل بشكل مستقل، كما أن التمويل يشكل عاملاً إضافياً، حيث تعتمد المدارس الأعلى رسوماً كلياً على المصروفات الدراسية، في حين تستفيد الأقل كلفة أحياناً من دعم حكومي أو خيري».

وأخيراً، يؤثر العرض والطلب في الرسوم، حيث تركز المدارس الأعلى كلفة على مناطق ذات طلب كبير على التعليم المتميز، بينما تخدم المدارس الأخرى العائلات في المناطق الأقل طلباً.

وبخصوص معايير اعتماد الرسوم، أفاد الحاج بأن رسوم المدارس الخاصة في دبي تستند إلى نحو ثمانية معايير دقيقة، تضم نوع المنهاج، وخبرة المعلمين والكوادر التربوية، وبرامج التدريب، والتكاليف التشغيلية، والتقييمات، والمباني والمختبرات والساحات والملاعب، ونوعية الأنشطة اللاصفية، والخدمات المقدمة للطلاب سواء التعليمية أو غيرها، وذلك لتحقيق التوازن بين جودة التعليم والقدرة المالية للأسر، مع ضمان تقديم خدمات تعليمية متنوعة تلبي جميع الاحتياجات.

وأشار إلى أن المدارس التي تقدم مناهج دولية، مثل البكالوريا الدولية أو البريطانية، تفرض رسوماً أعلى بسبب تكاليف اعتماد هذه المناهج، مؤكداً أن الرسوم تتأثر أيضاً بخبرة المعلمين ومؤهلاتهم، حيث تعتمد المدارس الأعلى رسوماً على كوادر تعليمية ذات خبرة دولية، وبرامج تدريب مستمرة، بينما تكون تكاليف التوظيف أقل في المدارس ذات الرسوم المتوسطة أو المنخفضة.

وأوضح أن المدارس التي تقدم أنشطة لامنهجية شاملة وبرامج دولية، إلى جانب فصول دراسية صغيرة ونسبة منخفضة من الطلاب إلى المعلمين، تميل إلى فرض رسوم أعلى لضمان جودة التعليم الفردي.

وقال الحاج: «التكاليف التشغيلية، مثل صيانة المرافق واستخدام التكنولوجيا الحديثة، تلعب دوراً في تحديد الرسوم، مضيفاً أن التقييمات الدورية التي تجريها الهيئة تضمن شفافية الرسوم وربطها بجودة الخدمات المقدمة».

. رسوم المدارس الخاصة تبدأ من نحو 10 آلاف درهم لـ«المنخفضة»، و«المتوسطة» من 20 ألفاً إلى 30 ألفاً، وتصل في المرتفعة إلى نحو 136 ألف درهم.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا