أكد متسوقون إلكترونيون لـ«الإمارات اليوم» تعرضهم لمحاولات محتالين إلكترونيين السطو على أموالهم، مستغلين حماسة الأسر للتسوق خلال فترة التخفيضات التي تسبق العام الجديد.
وحذر خبراء تقنية معلومات من عصابات الاحتيال الإلكتروني، التي تنفذ مجموعة متنوّعة من الأساليب الخادعة لسرقة بيانات المتسوقين أو أموالهم، مؤكدين ضرورة اليقظة والحرص قبل إجراء أي معاملة.
وشدّد مجلس الأمن السيبراني على ضرورة إدراك العلامات التحذيرية التي تشير إلى عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، لافتاً إلى ضرورة التعرف إلى المخاطر الموجودة في عالمنا الرقمي اليوم، مثل المواقع المزيفة والرسائل الإلكترونية المخادعة، وقال إن نقرة واحدة قد تعرّض البيانات والأموال للخطر.
وتفصيلاً، أكد المواطنون والمقيمون: علي حمد وأحمد صلاح وزياد فراس ونجلاء البلوشي ومريم علاء وليلى السيد، تعرضهم أخيراً لمحاولات احتيال إلكتروني، من خلال استدراجهم عبر الاتصال الهاتفي ومواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، ورسائل الـ«واتس أب»، بزعم أنهم فازوا بقسائم شراء وبطاقات هدايا، أو ادعاء تقديم خصومات تصل إلى 90% على ماركات عالمية، ومطالبتهم بالدخول على روابط للتسوق.
ودعوا إلى تشديد الجهات المعنية الرقابة، وزيادة وعي أفراد المجتمع بعدم الانسياق وراء مثل هذه الادعاءات.
ورصدت «الإمارات اليوم» تكثيف حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، والترويج لخصومات تجريها ماركات عالمية أو أكواد خصم وبطاقات هدايا تطرحها شركات بمناسبة العام الجديد، وطالبت الحسابات متابعيها بالدخول على رابط الاستفادة من العرض والحصول على بطاقات الهدايا.
وقال مهندس تقنية المعلومات، أحمد عبدالناصر: «يحصل المحتالون على وصول غير مصرح به إلى حسابات المستخدمين عن طريق سرقة بيانات تسجيل الدخول باستخدام تقنيات مثل التصيد الاحتيالي، وبمجرد دخولهم يمكنهم إجراء عمليات شراء باستخدام طرق الدفع المحفوظة، أو تغيير معلومات الحساب لتسهيل مزيد من الاحتيال»، محذراً من قيام المحتالين بإرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل احتيالية تتظاهر بأنها من شركات مشروعة، مثل البنوك أو مواقع التجارة الإلكترونية، لخداع المس
تلمين، والكشف عن معلومات حساسة مثل بيانات تسجيل الدخول أو تفاصيل الدفع.
وأضاف: «يجب توخي الحذر أثناء التعامل مع الجهات والمصادر غير المألوفة أو غير المعروفة، فغالباً ما يستغل المحتالون فترات الإقبال على التسوق خلال المناسبات التي تشهد عروضاً وخصومات، ليحاولوا حينها التلاعب بالأفراد، عبر دفعهم لاتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى خسارة مالية كبيرة»، مشدداً على أن السلامة الرقمية تستلزم عدم مشاركة المعلومات الحساسة أو بيانات الاعتماد، أو كلمات المرور الصالحة لمرة واحدة (OTP) مطلقاً مع أي شخص، سواء عبر الهاتف، أو من خلال الرسائل النصية القصيرة SMS، وتجنب الضغط على الروابط أو الملفات المرفقة المرسَلة من مصادر غير معروفة أو مشبوهة.
الأمن السيبراني
وحذّر مجلس الأمن السيبراني من عمليات احتيال إلكتروني تتم عبر «بطاقات هدايا»، حيث يتظاهر المحتالون بأنهم يتبعون لجهات رسمية من أجل الحصول على مدفوعات فورية، مشيراً إلى ضرورة قيام الأفراد بحماية أنفسهم من خلال ملاحظة العلامات التحذيرية، مثل طلبات الدفع غير المعتادة، والتحقق من أي مراسلات مشبوهة مباشرة مع المؤسسة المعنية، إضافة إلى الإبلاغ عن أي حوادث عبر منصة «StaySafe» للمساعدة على حماية الآخرين من عمليات الاحتيال المحتملة.
وأشار المجلس إلى أن العلامات المشبوهة للدفع، التي تستوجب أخذ الحيطة والحذر، تشمل «تحقق من عملية الشراء الآن!»، و«خصم خاص - استخدم هذا الرابط الآن!»، و«احصل على جائزتك».
وذكر أن مشاركة تفاصيل بطاقات الهدايا قد تؤدي إلى خسائر لا يمكن تعويضها، داعياً إلى التحقق من المراسلات، والتأكد من صحة الطلبات، وتقييم طلبات الدفع، وقال: «تذكّر أن الجهات الشرعية لا تطلب إتمام المدفوعات باستخدام بطاقات الهدايا» داعياً إلى الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة لتوثيق أي عملية احتيال.
خطط المحتالين
وجددت دائرة القضاء في أبوظبي تحذيرها من التعامل مع المواقع الإلكترونية غير الموثوقة أو المزيفة، المعلن عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتحايل على المتسوقين، كما حذرت الجمهور من الانسياق وراء الإعلانات المضللة لبيع تذاكر الفعاليات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالبت أفراد المجتمع في حال الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني، بالإسراع في الإبلاغ عن الحادثة لدى الجهات المختصة عبر الرقم 8002626.
وأوضحت أن خطة المحتالين للاستيلاء على أموال المتسوقين إلكترونياً، تبدأ باستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن مواقعهم الإلكترونية المزيفة، وعرض السلع بأسعار مخفضة جداً، والدفع عن طريق حوالة مصرفية أو بطاقة أموال، وتنتهي باختفاء هذه المتاجر بعد إجراء عدد من المبيعات.
اصطياد الضحايا
وعزت الدائرة الوقوع في شباك المحتالين إلى ثلاثة أسباب، شملت قلة وعي الأفراد تجاه كيفية التحقق من المواقع الإلكترونية غير الموثوقة، والاستخدام الخاطئ لمواقع الإنترنت، والدخول إلى مواقع غير آمنة، فضلاً عن الرغبة في الحصول على المنتجات بأقل الأسعار، مشيرة إلى أن الأضرار التي يمكن التعرض لها من خلال التعامل مع المواقع الإلكترونية غير الموثوقة تتضمن سرقة بيانات المشتري، وتسلّم منتج مقلد، أو عدم تسلّم المنتج على الإطلاق، وخسارة الأموال.
8 صور للاحتيال
وحدد موظفو خدمة عملاء في بنوك: محمد شاذلي وثامر صلاح ونهى مصطفى، ثماني صور شائعة للاحتيال الإلكتروني، شملت رسائل الخصومات المزيفة التي تقدم خصومات مغرية على منتجات معروفة، ومواقع التجارة الإلكترونية الوهمية التي قد تبدو احترافية، لكنها تهدف فقط لسرقة بيانات المتسوقين، والبريد الإلكتروني الخاص بهدايا مجانية والهدف منها سرقة المعلومات أو تحميل برامج ضارة، وعروض حجوزات السفر المزيفة، وبطاقات الهدايا المزورة، والتطبيقات المزيفة للتسوق، والاحتيال عبر الشحن والتوصيل، والهدايا المبيعة عبر الإعلانات المبوبة، إضافة إلى الاحتيال عبر الرموز الترويجية.
خطوات الحماية
وأشاروا إلى أن البنوك ترسل لعملائها تحذيرات من الاحتيال الإلكتروني، وتطالبهم باتباع عدد من النصائح، أبرزها ضرورة التحقق دائماً من الرابط، وأنه يبدأ بـ«https»، والتأكد من الموقع الرسمي للمتجر، واستخدم منصات موثوقة، والتحقق من تقييمات المستخدمين، والحذر من الرسائل التي تدعي الفوز بهدايا مجانية، والتحقق من المواقع الرسمية لحجوزات الفنادق والطيران، أو استخدام وكالات سفر معروفة لتجنب الوقوع في فخ العروض المزيفة، وعدم شراء بطاقات الهدايا إلا من القنوات الرسمية لتجنب الاحتيال، وتحميل التطبيقات من متاجر التطبيقات الرسمية فقط، والتحقق من صدقيتها، وعدم تقديم أي معلومات شخصية أو مالية إلا بعد التأكد من الجهة المرسِلة، وتجنب الدفع مقدماً إلا بعد التحقق من البائع وشرعية العرض، إضافة إلى التأكد من صدقية الرموز الترويجية، وتجنب الروابط المشبوهة.
تسوّق الأطفال
أكد مجلس الأمن السيبراني ضرورة حماية الأطفال أثناء التسوق عبر الإنترنت، مشدداً على أن الحماية تبدأ بالوعي، مشيراً إلى أنه «في الإمارات 97% من الأطفال، بدءاً من عُمر سبع سنوات، يستخدمون الأجهزة الذكية بشكل منتظم، حيث يشاهد 64% منهم مقاطع الفيديو، ويمارس 52% الألعاب».
ونبّه إلى أنه «مع توجههم نحو التسوق عبر الإنترنت، يتوجب على الآباء أن يظلوا متيقظين»، مشيراً إلى أن «31% من أولياء الأمور أبلغوا عن خسائر مالية تتعلق بأنشطة أطفالهم على الإنترنت، بما في ذلك المشتريات العرضية وعمليات الاحتيال».
. مجلس الأمن السيبراني شدّد على ضرورة إدراك العلامات التحذيرية التي تشير إلى عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.