ذكر بيان مشترك أصدره المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف اليوم السبت أن ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا اجتمعوا أمس الجمعة في ميامي بولاية فلوريدا لمراجعة الخطوات التالية في خطة وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف البيان "راجعنا الخطوات التالية في مراحل تنفيذ خطة السلام الشاملة المتعلقة بغزة.. وستتواصل المشاورات في الأسابيع المقبلة للمضي قدما نحو تنفيذ المرحلة الثانية".
ودعا البيان الأطراف "إلى الالتزام بتعهداتهم وضبط النفس" وأكدت على التزام الوسطاء الكامل بجميع بنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام.
وأضاف أن الوسطاء يؤكدون على تمكين هيئة حكم في غزة تحت سلطة غزية موحدة ضمن المرحلة الثانية، ودعم إنشاء وتشغيل مجلس السلام كإدارة انتقالية، مشيرين -بحسب ما ذكره ويتكوف- إلى حدوث "تقدم ملحوظ في المرحلة الأولى" من اتفاق غزة شمل "توسيع نطاق المساعدات وإعادة جثامين (الأسرى) وانسحابا جزئيا للقوات (الإسرائيلية)، وخفض وتيرة الأعمال العدائية".
وبشأن المرحلة الثانية، شدد المجتمعون -بحسب البيان- على ضرورة تمكين هيئة حكم في غزة تحت سلطة موحدة، لضمان حماية المدنيين والحفاظ على النظام العام. كما ناقشوا خطوات للتكامل الإقليمي، من بينها تسهيل التجارة، وتطوير البنية التحتية، والتعاون في مجالات الطاقة والمياه، باعتبارها ركائز لتعافي غزة والاستقرار الإقليمي على المدى الطويل.
كما أكد البيان دعم إنشاء وتفعيل "مجلس السلام" في أقرب وقت، كإدارة انتقالية للمسارات المدنية والأمنية وإعادة الإعمار، مع التأكيد على التنفيذ المرحلي لخطة السلام الشاملة، والتنسيق والرصد بالشراكة مع المؤسسات المحلية والشركاء الدوليين.
وختم ويتكوف بالتأكيد على الالتزام بخطة السلام المؤلفة من 20 بندا، داعيا جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها وضبط النفس، ومعلنا استمرار المشاورات خلال الأسابيع المقبلة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية.
وفي الإطار ذاته قال مسؤول أميركي رفيع للجزيرة إن جولة جديدة من المفاوضات حول غزة ستجري اليوم في ميامي.
على صعيد متصل ذكرت مصادر أمنية تركية أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن التقى اليوم السبت مع رئيس حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) في قطاع غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية وناقشا الإجراءات اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن قالن التقى في إسطنبول وفد حماس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وأن الجانبين ناقشا الخطوات اللازمة لمنع انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار.
وأضافت، دون الخوض في التفاصيل، أنهما بحثا أيضا الإجراءات اللازمة لحل القضايا العالقة تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة ومعالجة المشكلات القائمة.
وبحسب المصادر الأمنية تم التأكيد على الجهود المكثفة التي تبذلها تركيا بصفتها دولة ضامنة للاتفاق، كما تم بحث الجهود الجارية بالتعاون مع دول المنطقة والمنظمات الدولية لضمان إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة وفي مقدمتها الخيام.
من ناحيتها، جددت حركة حماس مطالبتها للوسطاء ولواشنطن بالتدخل فورا للجم محاولات حكومة بنيامين نتنياهو ، المطلوب للجنائية الدولية، فرض معادلات تتناقض مع الاتفاق.
وقالت الحركة إن قصف الاحتلال لمدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق قطاع غزة جريمة وخرق فاضح ومتجدد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت سابق عن تفاؤله بإكمال المرحلة الأولى من الاتفاق قريبا، مؤكدا أن واشنطن تسعى لتسريع تنفيذ الاتفاق لضمان تدفق المساعدات وبدء إعادة الإعمار.
كما أعرب عن رغبة واشنطن في تسريع خطوات إرساء قوة استقرار في غزة وتشكيل حكومة تكنوقراط، "لأن ذلك سيؤدي لتسليم المساعدات"، وأقرّ -في الوقت نفسه- بأن الأمر ليس سهلا، مشيرا إلى أن العمل على تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق غزة سيستغرق مدة طويلة تتجاوز 3 سنوات.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار خطة سلام أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سبتمبر/أيلول الماضي، وتتألف من 20 بندا تشمل وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، ونزع سلاح حركة حماس، وانسحاب إسرائيل من القطاع، إضافة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط ونشر قوة استقرار دولية.
المصدر:
الجزيرة