كشفت صحيفة "زمان" الإسرائيلية أن إسرائيل، التي تمتلك فائضًا من الغاز، وجدت في مصر شريكًا يبحث عن سيولة سريعة لإنقاذ اقتصاده المتعثّر عبر تسييل الغاز في محطاته وتصديره إلى أوروبا
وأفادت الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن مساء الأربعاء عن توقيع الصفقة الأضخم بعد أن تلقّى الطرفان ما وصفته بـ"تحفيز أمريكي جاد" للإسراع بإبرامها، خاصةً في ظل التوترات المتصاعدة حول فتح معبر رفح.
وأوضحت أن إسرائيل، التي تمتلك فائضًا من الغاز، وجدت في مصر شريكًا يبحث عن سيولة سريعة لإنقاذ اقتصادها المتعثّر عبر تسييل الغاز في محطاتها وتصديره إلى أوروبا. لكن "الهدف الأعمق"، بحسب الصحيفة، هو تعميق الترابط الاستراتيجي بين البلدين، فيما تشهد علاقاتهما أحد أدنى مستوياتها منذ توقيع اتفاق السلام عام 1979.
ونقلت "زمان" عن حاييم حنانية، الباحث في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، قوله في مقال رأي إن "إعادة تفعيل العلاقة بين إسرائيل ومصر تحت المظلة الأمريكية يمكن أن يسرّع الحل في غزة، ويقوّي المصالح الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية لكليهما".
إلا أن الواقع، بحسب الصحيفة، أكثر تعقيدًا: إذ إن "الخوف المشترك من جماعة الإخوان المسلمين لا يشكّل وحده أساسًا كافيًا لدفع العلاقات قدماً"، ما دفع واشنطن إلى استخدام صفقة الغاز كأداة لتوسيع دائرة التعاون بين البلدين.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدم توقيع الاتفاق كان سيفتح الباب أمام قطر لملء الفراغ، ما يشكّل "خسارة مزدوجة" لإسرائيل: فقدان ورقة ضغط حيوية على مصر، وتمكين الدوحة من توسيع نفوذها العسكري والسياسي في غزة.
وأشارت إلى أن قطر، بمجرد أن لاحظت تردّد إسرائيل في إتمام الصفقة، لم تتردد في تقديم عرض جذاب لمصر يشمل توريد الغاز غير المحدود.
وأكدت "زمان" أن الشُكوك المصرية لم تتبدد حتى بعد توقيع الاتفاق، خصوصًا فيما يتعلق بـمعبر رفح. إذ تعارض القاهرة بشدة الفتح الأحادي للمعبر "باتجاه خارج غزة فقط"، خشية تدفق جماعي للفلسطينيين إلى أراضيها، وهو تهديد استراتيجي تنظر إليه مصر على أنه "خط أحمر" منذ اليوم الأول للحرب.
وأضافت أن نتنياهو نفسه تهرّب من حضور القمة التي اقترحها ترامب في أكتوبر الماضي، ليس بسبب "تداخل في جدولي الأعمال"، كما أُعلن رسميًّا، بل خشية من انهيار تحالفه الحكومي الداخلي في حال تمّ الإعلان عن وقف الحرب خلال القمة.
وأفاد التقرير أن القلق المصري بلغ ذروته في أبريل 2024، حين خشيت القاهرة أن تنفذ إسرائيل هجومًا واسعًا على رفح، التي كان يقيم فيها أكثر من مليون لاجئ.
ورغم محاولات إسرائيل طمأنة مصر عبر تدمير قواتها الجوية لكل المعدات الثقيلة في رفح وخان يونس، فإن هذا الإجراء لم يقنع القاهرة، التي عزّزت قواتها على الحدود وشيدت سواتر ترابية لمنع أي اختراق محتمل.
وخلصت "زمان" إلى أن مستوى انعدام الثقة بين نتنياهو والسيسي ما زال مرتفعًا، وأن كلا الجانبين يتعامل بحذر شديد لتفادي مزيد من التصعيد.
وطرح التقرير سؤالاً محوريًّا: هل تمثّل صفقة الغاز بداية تغيير حقيقي في العلاقة الثنائية، أم مجرد تهدئة مؤقتة؟
وفي ختام تقريرها، أشارت الصحيفة إلى أن الباحث حنانية يرى أن أي لقاء مستقبلي بين الزعيمين لا يجب أن يقتصر على "الصور والتصريحات"، بل يجب أن يصبح "نقطة انطلاق لعملية إعادة تشكيل المشهد الإقليمي"، مع التركيز على تثبيت مثلث العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر.
المصدر: صحيفة "زمان" الإسرائيلية
المصدر:
روسيا اليوم