حظي الفيلم الوثائقي "معركة حلب .. مفتاح النصر" -وهو الجزء الأول من السلسلة الوثائقية "العبور إلى دمشق " التي أنتجتها منصة "سوريا الآن"- بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تباين في التعليقات ما بين الإشادة بكشف أسرار المعركة، والانبهار بالتفاصيل التي عُرضت لأول مرة.
وأكثر ما جذب انتباه المتابعين هو الجزء الذي تناول اختراق قوات خاصة من " العصائب الحمراء " التابعة ل هيئة تحرير الشام آنذاك، وكيف نفذت عملية نوعية غير مسبوقة استهدفت اللجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حلب خلال معركة ردع العدوان، المعركة التي اعتبرها الفيلم فاصلة في مسار الصراع وأنهت نصف قرن من حكم عائلة الأسد خلال 12 يوما فقط.
ويوثق الفيلم للمرة الأولى تفاصيل دخول مقاتلي "العصائب الحمراء" إلى مدينة حلب قادمين من إدلب عبر طرق سرية وبالتعاون مع مهربين، وصولا إلى مقر اللجنة الأمنية والعسكرية.
وقُتل خلال العملية المستشار العسكري الإيراني العميد المعروف بـ"الحاج هاشم" وقائد القوات الاستشارية الإيرانية ورئيس فرع الأمن العسكري ورئيس قسم الإشارة والعمليات، و12 من كبار ضباط القيادة والسيطرة في جيش الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد .
كما أدى الهجوم إلى انسحاب القوات الروسية وانهيار المنظومة الدفاعية للنظام في حلب، مما مهّد لسقوط المدينة دون إيذاء أي مدني، وفتح الطريق نحو تحرير مناطق أوسع في سوريا.
وأشاد ناشطون على المنصات الاجتماعية بالعملية التي وصفوها بـ"الاستخباراتية النادرة والعظيمة"، والتي نفذها 5 من أبطال الثورة السورية قضوا خلالها.
وتداول المعلقون عبارات تمجد التضحية، مؤكدين أن النصر لم يكن يوما "تسليما واستلاما"، بل جاء نتيجة إعداد ليلي ونهاري وتخطيط محكم وجهد عظيم وتضحيات بشرية، مع توفيق ونصر من الله.
تعليقات أخرى أكدت أن معركة ردع العدوان لم تكن مجرد حدث عابر، بل عهد وإرث للأجيال المقبلة وقضية يعيش من أجلها السوريون وأحرار العالم.
وأشارت هذه التعليقات إلى أن تسلل مجموعة "العصائب الحمراء" إلى عمق خطوط النظام، وتنفيذ عملية الإعدام الميداني بحق ضباط النظام وقادته الإيرانيين كانا السبب المباشر في انهيار التواصل والسيطرة لديهم، وتحرير حلب وباقي المدن السورية حتى العاصمة دمشق.
كما كان من أبرز ما كشفه الفيلم -بحسب بعض المغردين- أن 3 من مقاتلي "العصائب الحمراء" بعد إتمام مهمتهم في تصفية قادة العمليات والسيطرة توجهوا مباشرة إلى مقر القوات الروسية داخل المدينة، واشتبكوا معها حتى قُتلوا على أيديها.
المصدر:
الجزيرة