في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
صدّقت أكثر من 30 دولة على إنشاء لجنة دولية للمطالبة بتعويضات للمتضررين من حرب روسيا على أوكرانيا ، في المقابل رأت موسكو أن المشاركة الأوروبية في جهود السلام لا تبشر بخير.
ويأتي هذا في وقت تسعى فيه أوكرانيا، بدعم من دول أوروبية، إلى التوصل إلى حل وسط مع الولايات المتحدة بشأن مقترح لإنهاء الحرب، والذي اعتُبرت صيغته الأولية مواتية لموسكو.
وخلال مراسم أُقيمت على هامش مؤتمر في لاهاي ، وقّعت أكثر من 30 دولة، إلى جانب أوكرانيا ومجلس أوروبا، اتفاقية تأسيس اللجنة الدولية للتعويضات.
وفي كلمة عقب توقيعه على الاتفاقية، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيادة الضغوط على روسيا حتى تظهر احتراما للسلام ولجيرانها، مؤكدا أن الانضمام ل لاتحاد الأوروبي سيشكل ضمانة لبلاده بعد الحرب.
وقال زيلينسكي "من الضروري تكبيد روسيا ثمن عدوانها على أوكرانيا، وألا تقدم لها ولا للرئيس فلاديمير بوتين أي هدايا". مشيرا إلى أنه توصل إلى مواقف وصفها بالمناسبة مع الأميركيين بشأن خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا.
وبموجب الاتفاقية، ستُنشأ اللجنة الدولية للتعويضات كهيئة مستقلة ضمن الإطار المؤسسي لمجلس أوروبا، ويتولى إدارتها العليا مدير تنفيذي ومفوّض وأمين عام.
وستكون اللجنة هيئة إدارية تُقيّم مطالبات التعويض عن الأضرار والخسائر التي نجمت عن الأفعال غير المشروعة دوليًا التي ارتكبتها روسيا الاتحادية في أوكرانيا أو ضدها، وكذلك عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ولم يُحدَّد بعد البلد الذي ستُنشأ فيه اللجنة، غير أن الاتفاقية تنص على أن يكون للجنة مكتب في أوكرانيا للمساعدة في أداء مهامها.
وفي العاصمة الفنلندية هلسنكي، أعلنت 8 دول أوروبية، خلال قمة "الجناح الشرقي" أن روسيا تمثل التهديد الأكبر وطويل الأمد لأمن أوروبا، وسلامها واستقرارها.
وفي بيان مشترك، أكدت الدول الثماني، وهي فنلندا والسويد والنرويج والدانمارك وآيسلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، أن الوضع الأمني الحرج في القارة يفرض منح الأولوية الفورية للجبهة الشرقية للاتحاد الأوروبي، وشددت على أن هذه الجبهة تتحمل مسؤولية أمنية ضخمة تستدعي الدفاع عنها على وجه السرعة وبقيادة واضحة وحازمة.
وأكد البيان أن الوضع يتطلب منح أولوية قصوى للخاصرة الشرقية للاتحاد الأوروبي من خلال نهج عملياتي منسق ومتعدد المجالات.
يشمل ذلك "قدرات القتال البري، والدفاع ضد الطائرات المسيرة ، والدفاع الجوي والصاروخي، وحماية الحدود والبنية التحتية الحيوية، والتنقل العسكري، ومكافحة التنقل".
وأضاف القادة أن الجبهة الشرقية لأوروبا مسؤولية مشتركة، و"يجب الدفاع عنها بإلحاح وقيادة وحزم"، وشددوا على ضرورة تنسيق هذه الجهود مع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ).
في المقابل، اعتبرت الرئاسة الروسية (ال كرملين ) الثلاثاء أن مشاركة الأوروبيين في المفاوضات الجارية بشأن الخطة الأميركية حيال أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"، مؤكدا، في الوقت نفسه، أنه لم يُبلَّغ بعد بنتائج آخر محادثات عُقدت في برلين .
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن "مشاركة الأوروبيين، من حيث قابلية موسكو لقبول الاتفاق، لا تبشّر بالخير".
وأشار بيسكوف إلى ضرورة أن "تطّلع أولا" روسيا على ما جرى التوصل إليه خلال المفاوضات الأخيرة بين الأوكرانيين والأميركيين قبل تنظيم أي لقاء جديد بهذا الشأن وبمشاركتها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أشاد الاثنين بـ"تقدّم" في المفاوضات، عقب اجتماعات في برلين مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف و جاريد كوشنر .
وطرح الأوروبيون الداعمون لكييف من جهتهم مقترحا موازيا يتضمن نشر قوة متعددة الجنسية في أوكرانيا، وتقديم ضمانات لكييف شبيهة بتلك المنصوص عليها في المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى جيش أوكراني قوامه 800 ألف جندي.
وتُعدّ هذه العناصر برمّتها غير مقبولة بالنسبة إلى موسكو، وقد سبق أن رفضتها في الماضي.
المصدر:
الجزيرة