في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تحدثت كريستيان أمانبور، مذيعة شبكة CNN، إلى رئيس الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع، في منتدى الدوحة، بعد مرور عام على الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، وناقشا استراتيجية الشرع لتلافي "دوامة ما بعد النزاع" بسوريا.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
أمانبور: الآن، أودّ التحدث عن بعض المخاوف داخل بلدك. انظر، كنتُ في فعاليةٍ الليلة الماضية من أجل سوريا في لندن، وقال أحد المتحدثين الرئيسيين إن سقوط الأسد يُبشّر بفجرٍ جديدٍ لسوريا. إن سقوطه ليس مجرد نهايةٍ لنضالنا، بل هو بدايةٌ لفصلٍ مختلف، فصلٌ يُتاح لنا فيه أخيرًا الأمل، وتخيل التعافي، والتحدث بصراحةٍ عن البلد الذي نرغب في بنائه.
فلنتحدث بصراحة، فليست لديكم مشاكل مع الهجمات الإسرائيلية وغيرها من الدول المجاورة فحسب، بل مع الوحدة الداخلية، ويبدو أن هناك انقساما بين العشائر والأقليات، لتلطيف الكلمة، وهناك خوف كبير داخل بلدكم.
كما تعلم، أنتم بحاجة إلى رفع الكونغرس الأمريكي لقانون قيصر، وهو آخر العقوبات المهمة جدًا، وبعد ما حدث في السويداء وما حدث للعلويين، وما إلى ذلك، كان هناك تراجعا، وأريد أن أعرف ما إذا كان هذا مهمًا بما يكفي لإصلاح الوضع ومحاولة تحقيق ما قلتم إنكم تريدون القيام به، وهو توحيد بلدكم، وكيف ترون أنكم ستفعلون ذلك؟
أحمد الشرع: أولا أنا أخالفكم في توصيف الحالة أن الناس يشعرون بخوف في سوريا، فاليوم سوريا منذ أسبوع من الآن وإلى بضعة أيام أخرى، فهناك ملايين ينزلون بشكل عفوي يعبرون عن فرحتهم بإسقاط النظام، فهل هؤلاء خائفين؟ فأنا أعتقد أن سوريا بالعكس تعيش في أفضل ظروفها الآن، وسوريا بلد واعي، وليس هناك بلد لا يعاني من بعض المشاكل الداخلية، أو هناك سلطة في العالم تحصل على توافق 100٪، وخاصة أن سوريا كما تعلمون منذ تقريبا 100 عام، تشكلت سوريا الحديثة، ومنذ ذاك الوقت مرت بظروف متعددة ومتطورة منها كانت مرحلة ما قبل الاستقلال التام عن الاحتلال الفرنسي ، ثم مرحلة الانقلابات، ثم حكم النظام خلال الـ60 سنة الماضية، فالسوريون في خلال المرحلة الماضية لم يكونوا يعرفون بعضهم بشكل جيد يعني في فترة الثورة وما جرى، جرى هناك اختلاط كبير ما بين أطياف الشعب السوري، وكان النظام السابق قد أورثنا نزاعات كثيرة بحيث أنه كان يستخدم طوائف ضد طوائف أخرى، لكن نحن منذ بداية قيامنا في المعركة العسكرية، راعينا هذا الأمر وغلبنا حالة العفو والصفح عن الكثير من الناس لأجل أن نحصل على مستقبل مستدام آمن للشعب السوري، ونحصل على فرصة أخرى ليتعرف أطياف الشعب السوري على بعضهم، فقمنا أيضا بإشراك كثير من الطوائف في تشكيل الحكومة وأيضا في المؤتمر الوطني.
فكثير من الإجراءات التي قمنا فيها ساعدت على تهدئة الأوضاع، لأن كثير من الدول التي يحصل فيها نوع من النزاعات تدخل في دوامة ما بعد النزاع بوقت أطول من الحرب بذاتها، فنحن حاولنا أن نتلافى كل هذه الأشياء بإجراءات متتالية، وكانت أغلبها صب في حالة ناجحة.
لكن نحن لنكن واقعين أيضا، هل تطالب سوريا بأن تحصل على التوافق 100٪؟ فهذا الأمر لا يحدث حتى في الدول المتقدمة والمستقرة والتي فيها نوع من الاستقرار. لكن سوريا انتقلت من نظام إلى نظام آخر لا يشبهه على الإطلاق وبعد نجاح ثورة شعبية. فأيضا هناك متضررين من هذا الانتقال. هناك مستفيدين كثر من النظام السابق.
مع ذلك نحن نحاول أن ندير الأمور خلال السنة الماضية حققنا إنجازات كثيرة حصلت بعض الإشكالات التي لا نرضى بها ولا نقبل بها على الإطلاق، ونعمل على محاسبة من يقوم بإحداث هذه الإشكالات.
لكن نحن نعتقد أن سوريا تسير في مسار إيجابي وجيد جدا وتنحو نحو الاستقرار، وهناك أيضا نمو اقتصادي يبدأ تدريجيا في ظهور علامات هذا النمو الاقتصادي، وأيضا هناك بيئة خدمية واسعة تحسنت خلال السنة الماضية. الكهرباء كانت تأتي تقريبا ساعة ونصف في اليوم. اليوم وصلنا إلى 12 ساعة و14 ساعة. في نهاية هذا العام إن شاء الله نحقق اكتفاء في الكهرباء ذاتيا ونعمل على تطوير. القطاع الخدمي بشكل مستمر.
فسوريا ذاهبة إلى بيئة اقتصادية ناهضة، ومن خلال الاستثمارات الاقتصادية التي ستحصل في سوريا ستساعد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار. لذلك نحن طالبنا الولايات المتحدة الأمريكية وجلسنا مع أعضاء الكونغرس عدة مرات لإقناعهم برفع قانون سيزر الذي وضع بالأساس لمحاسبة النظام السابق ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، فلا ينبغي أن يكون اليوم أداة لتجويع الشعب السوري من جديد، وهذا الأمر متفهم وسرنا مسير جيد فيه وصلنا إلى أكثر من 95٪.
والإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس ترامب تدعم مسار رفع العقوبات عن سوريا كما لاحظتم جميعا، وأغلب دول العالم أيضا على نفس هذا النهج، فلا ينبغي أن يكون أيضا مصير الشعب السوري، 25 مليون إنسان، وكل ما تحمله سوريا من ثقل وموقع إستراتيجي هام وأثر في الاستقرار الإقليمي أن يكون مرتبط ببعض الأشخاص غير المقتنعين في رفع العقوبات عن سوريا. فعلى الأقل أن الأمور ذاهبة باتجاه رفع العقوبات، هذه الحكمة والعقل والمصالح المشتركة التي تربط سوريا مع بقية دول العالم.
قد يهمك أيضًا.. "وفينا بوعودنا".. شاهد ما قاله أحمد الشرع لـCNN بعد عام من سقوط نظام الأسد
المصدر:
سي ان ان