آخر الأخبار

هندوراس تنتخب رئيساً جديداً وسط تدخل أميركي غير مسبوق

شارك
انتخابات هندوراس (أ ف ب)

تشهد هندوراس واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية حساسية منذ سنوات، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، مساء الأحد، وبدء عمليات الفرز، في سباق متقارب بين ثلاثة مرشحين، وفي أجواء تعصف بها الاتهامات المتبادلة بالتزوير، وتدخل مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلب المشهد السياسي رأساً على عقب.

تدخل علني من ترامب

قبل يومين فقط من التصويت، أحدث ترامب صدمة في البلاد بإعلانه عبر منصة "تروث سوشال" دعمه الكامل لمرشّحه المفضل نصري "تيتو" عصفورة، مرشّح الحزب الوطني اليميني، ملوحاً بقطع المساعدات عن واحد من أفقر بلدان أميركا اللاتينية إذا لم يفز.

ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل أعلن أيضاً أنه سيمنح عفواً رئاسياً لرئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، المحكوم بالسجن 45 عاماً في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات.

وأثار القرار ردود فعل متباينة، فبينما رأى البعض أنه قد يساعد في إبقاء مهاجرين هندوراسيين داخل الولايات المتحدة، اعتبره آخرون تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية.

انتخابات هندوراس (أ ف ب)

سباق ثلاثي مفتوح

وتبدو المنافسة محتدمة بين ثلاثة مرشحين رئيسيين، أولهم ريشي مونكادا (حزب ليبري الحاكم)، وهي محامية بارزة، تقلّدت مناصب وزارية في حكومتي زيلايا وكاسترو، وتطرح خطاباً يسارياً يعد بـ"دمقرطة الاقتصاد" ومواجهة "الأوليغارشية" التي تتهمها بتدبير انقلاب 2009.

والثاني سلفادور نصر الله (الحزب الليبرالي المحافظ)، وهو إعلامي شهير يخوض رابع محاولة للوصول للرئاسة، ويقدّم نفسه كرجل نظيف قادر على محاربة الفساد المتجذر في الدولة.

والثالث نصري عصفورة (الحزب الوطني اليميني)، وهو رئيس بلدية العاصمة سابقاً، ورجل أعمال في قطاع البناء، يحظى بدعم ترامب ويراه اليمين خياراً لإعادة الحزب الوطني إلى السلطة بعد فضائح فساد أطاحت برؤساء سابقين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق شديد التقارب بينهم، ما يزيد من احتمالات التوتر في مرحلة ما بعد الاقتراع.

انتخابات هندوراس (أ ف ب)

توتر واتهامات مسبقة بالتزوير

ولم تكن أجواء الانتخابات هادئة منذ البداية. فقد أعلن حزب "ليبري" الحاكم مسبقاً أنه لن يعترف بالنتائج الأولية وسيقبل فقط بالفرز النهائي الذي قد يستغرق أياما، بينما تبادلته الأحزاب الاتهامات بالتلاعب بالسجل الانتخابي ومحاولة شراء الأصوات.

ورغم التمديد ساعة إضافية بسبب كثافة الحضور، أعلنت السلطات أن عملية التصويت كانت "سلسة إجمالاً"، فيما انتشر أكثر من 4000 مراقب محلي ودولي لمتابعة سير العملية.

انتخابات هندوراس (أ ف ب)

بلد يعاني الفقر والعنف والهجرة

ووسط معركة رئاسية حامية، تواجه هندوراس تحديات عميقة، فالاقتصاد رغم تحسنه في عهد الرئيسة كاسترو، ما يزال هشّاً، فيما وصلت تحويلات المهاجرين العام الماضي إلى 27% من الناتج المحلي. وعلى جانب آخر، فمنذ عودة ترامب للبيت الأبيض، رُحّل أكثر من 30 ألف هندوراسي من الولايات المتحدة، في ضربة اقتصادية واجتماعية كبيرة.

ورغم تراجع معدلات الجريمة في المنطقة، لا تزال هندوراس تمتلك أعلى معدل جرائم قتل في أميركا الوسطى.

هذه التحديات تجعل الأمن والوظائف على رأس أولويات الناخبين، الذين يأملون رئيساً قادراً على جذب الاستثمار، ومكافحة الفساد، وتخفيف موجات الهجرة التي تستنزف البلاد.

انتخابات هندوراس (أ ف ب)

انقسام عميق وثقة قليلة

وتُظهر شهادات الناخبين انقساماً واضحاً، إذ يخشى البعض أن تصبح البلاد مثل فنزويلا، بينما ينشغل آخرون بـ"تطهير البلاد من الفساد".

وفي خطابها يوم الانتخابات، دعت رئيسة مجلس الانتخابات، آنا باولا هال، المرشحين إلى تجنّب إعلان النصر قبل صدور النتائج الرسمية. وكان من المتوقع صدور نتائج أولية فجر الاثنين، فيما يملك المجلس مهلة تصل إلى 30 يوماً لإعلان النتائج النهائية.

وبين تهديدات ترامب، واتهامات التزوير، واحتمالات الطعن بالنتائج، تترقب هندوراس بحذر ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد انتقالاً سلمياً للسلطة، أم فصلاً جديداً من الاضطرابات في بلد لم يعرف الاستقرار منذ عقود.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا