في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على محلية "أم سيالة" الواقعة شمال ولاية كردفان، في تطور نوعي يشدد الخناق على خطوط إمداد قوات الدعم السريع . ونقل مراسل الجزيرة حسن رزاق (من أم درمان) أن مصادر بالجيش أكدت هذا التطور الميداني المهم.
وأوضح المراسل أن أهمية هذه المحلية الإستراتيجية قد تكون الأكبر في شمال كردفان، متجاوزة أهمية "أم دم حاج حمد" وكازقيل، باعتبار أنها تقع على خطوط الإمداد القادمة لقوات الدعم السريع شمال كردفان، وذكر أن محلية "أم سيالة" تقع تقريبًا منتصف هذا الطريق الحيوي والمهم.
وبحسب التقرير فإن سيطرة الجيش السوداني على هذه المنطقة تعني تضييقًا على خطوط الإمداد القادمة لقوات الدعم السريع من قواعدها بولايات دارفور إلى شمال كردفان، ووصف المراسل هذا التطور بأنه نوعيً وجديدً في مسار المعارك الدائرة.
وجاء هذا التطور بعد قيام الجيش السوداني بالدفع بتعزيزات عسكرية شمال ولاية كردفان خلال الفترة الماضية، حيث بات يسيطر على المدن تباعًا.
وكشف قادة ميدانيون بالجيش عن مقاطع تظهر سيطرتهم على عربات وعتاد عسكري عقب اشتباكات مع الدعم السريع في بابنوسة (غرب كردفان) إحدى كبريات مدن الولاية، وأعلن الجيش تصديه لهجوم من الدعم السريع على قيادة الفرقة 22 بالمدينة.
وأوضح التقرير أن بابنوسة تعتبر ذات أهمية كبيرة باعتبارها آخر المواقع التي يسيطر عليها الجيش غرب كردفان، فضلًا عن قربها من حقول إنتاج النفط ومعامل تكرير نفط جنوب السودان .
وفي إطار التحليل الإستراتيجي، لفت التقرير إلى أن هذه التطورات سوف تؤثر بالطبع على مسار العمليات الأخرى سواء في الجنوب أو غرب كردفان، وأشار إلى أن ولايات كردفان الثلاث (شمال وجنوب وغرب) باتت محور الأنظار بعد أن تمكن الدعم السريع من السيطرة على ولايات دارفور الخمس.
وأكد المراسل أن كل المؤشرات ترجح استمرار التصعيد العسكري في هذه الولايات الثلاث في كردفان، حيث يتجه الدعم السريع صوبها بعد سيطرته على دارفور.
وعلى صعيد أخر، تعكس مخيمات النازحين شمال السودان الوجه الإنساني المأساوي لهذه لحرب الدائرة.
وقد أنجبت النازحة السودانية كفاح طفلتها داخل مخيم العفاض للنازحين شرقي مدينة الدبة بعد رحلة قاسية ومعاناة مريرة، وطغى على فرحتها بطفلتها الوليدة حزنها العميق على فقد زوجها الذي قتل قبل سقوط مدينة الفاشر بيومين.
وروت أن زوجها قتل يوم الخميس، في وقت سقطت الفاشر السبت التالي، تاركًا إياها وحيدة مع طفلتها في مواجهة واقع جديد قاسٍ.
وفي سياق متصل، تحاول النازحة فاطمة التأقلم مع واقع جديد في المخيم بعد وصولها من مدينة الفاشر الشهر الماضي، وتلاحقها ذكريات مؤلمة عن انتهاكات تعرضت لها هناك بدت صادمة ومروعة.
وروت فاطمة تفاصيل مؤلمة عما تعرضت له من جلد على يد أكثر من 7 جنود من الدعم السريع، حيث كان البعض يطالب بقتلها والآخرون يجلدونها، وتحدثت عن تقطيعهم ملابسها وسلبها هاتفها ونقودها، في وقت كانت تحمل طفلها في حضنها محاولة حمايته.
وتتلقى فاطمة العلاج في معسكر زمزم بعد الأذى الجسدي الذي تعرضت له.
وعلى صعيد الأوضاع العامة في المخيم، أوضح مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد أن النازحين لا يواجهون قصفًا يؤرق مضاجعهم في هذا المخيم لكن واقعهم اتخذ أشكالًا أخرى من المعاناة.
وتتعدد صور الانتهاكات التي تعرض لها النازحون قبل وصولهم، فلكل واحد منهم فصل من مأساة وقصة معاناة محزنة لم تنته بعد، وقد انتهت رحلة الشقاء والخوف بهؤلاء إلى مخيم العفاض الذي أصبح يؤوي 1050 أسرة نزحت من شمال دارفور وكردفان، وهم بحاجة ماسة إلى كل المساعدات الإنسانية والطبية.
وفي إطار التحديات الإنسانية المتزايدة، كشف مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية بالسودان محمد رفعت عن وصول أكثر من 90 ألف نازح من منطقة الفاشر أو مدينتها، وتوقع أن تبدأ هذه الأعداد في الوصول إلى المخيمات في الوقت القريب، وهو ما سيؤدي إلى تزايد العجز في الخدمات المقدمة.
ويحتاج النازحون للكثير من المساعدات حيث ظلوا في أوضاع صعبة لأكثر من 18 شهرًا، وتفشت بينهم العديد من أمراض سوء التغذية وأمراض مزمنة.
وتعمل السلطات المحلية بمدينة الدبة على إخلاء 90 محطة انتظار ونقل النازحين إلى مخيم العفاض مع استمرار تدفقهم، مع أن الظروف ليست مثالية بالمخيم، لكن النازحين يسعون أولًا إلى البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف القاسية التي تجمع بين آثار الحرب الميدانية والأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقد زادت أزمة النزوح بعد أن استولت قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية.
يُذكر أن السودان يشهد منذ أبريل/نيسان 2023 صراعا عسكريا بين الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.
المصدر:
الجزيرة