في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت مصادر أمنية وعسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع سيطرت على بلدة الزريبة ومحلية "أم دم حاج أحمد" في ولاية شمال كردفان، وذلك بعد يوم من إعلان قوات الدعم بسط سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور .
في الأثناء، دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار فورا في الفاشر وبقية أنحاء السودان .
وتأتي هذه التطورات وسط موجات نزوح للسكان في شمال كردفان وبعد اشتباكات مع قوات الجيش السوداني الموجودة في المنطقة، حيث دخلت عشرات المركبات العسكرية التابعة للدعم السريع إلى مقر رئاسة الحكومة المحلية للمنطقة.
من ناحيتها، قالت شبكة أطباء السودان في بيان صحفي إن قوات الدعم السريع قتلت 47 مواطنا -بينهم 9 نساء- في مدينة بارا ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان، وأشارت إلى أن عملية الاغتيالات تمت بتهمة الانتماء للجيش.
وأضافت الشبكة أن قوات الدعم السريع أقدمت على نهب الممتلكات واختطاف المواطنين في المدينة.
كما تسود مخاوف متزايدة حيال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر غربي السودان، حيث فر السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين، وسط انقطاع تام للاتصالات، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور.
وقالت شبكة أطباء السودان في بيان إن قوات الدعم السريع أقدمت على قتل مواطنين عزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي بمدينة الفاشر، مضيفة أن أعداد الضحايا تفوق العشرات في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وعلى الصعيد ذاته، لا تزال قوات الدعم السريع تعتقل الصحفي معمر إبراهيم في مدينة الفاشر منذ أمس الأحد، حيث أظهرت صور اقتياد الصحفي من قبل عناصر قوات الدعم إلى جهة مجهولة.
وقد دعا اتحاد الصحفيين السودانيين في بيان إلى إطلاق سراح الصحفي إبراهيم دون شروط، وحمّل الاتحاد قوات الدعم السريع مسؤولية سلامته.
من جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس للجزيرة إن ما يحدث في الفاشر يشكل جرائم حرب وتطهيرا على أساس العرق، مشيرا إلى تلقي تقارير وصفها بالمزعجة بشأن تعامل الدعم السريع في الفاشر ومدينة بارا.
كما طالب إدريس المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم.
من ناحيتها، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوقية إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين العزّل في بارا وكل مدن السودان، وفتح تحقيق دولي عاجل لمحاسبة قيادات الدعم السريع.
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تقارير مقتل مدنيين ونزوح قسري في ظل تصاعد القتال في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، اتهمت هيئة "محامو الطوارئ" قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بحق مدينة بارا، وتصفيتها مئات المدنيين عقب سيطرتها على المدينة مؤخرا.
وبهذا الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش قمة آسيان في ماليزيا إن التدخلات الخارجية في شؤون السودان تقوض فرص تحقيق السلام، وشدد على ضرورة أن يطالب المجتمع الدولي جميع الدول بوقف تزويد طرفي النزاع بالأسلحة.
ورأى غوتيريش أن ما يجري في الفاشر "تصعيد مروع للنزاع" في السودان، معتبرا أن "مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله".
وأظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" عبر حسابها على فيسبوك مدنيين يفرون من المدينة وجثثا متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر:
الجزيرة