أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بأن مكافحة المجاعة في قطاع غزة "ستتطلب وقتاً"، داعيا إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى القطاع المحاصر والمدمّر لـ"إغراقه بالغذاء".
وقالت إن البرنامج يدخل أغذية بمتوسط نحو 560 طناً في اليوم إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، إلا أن الكمية لا تزال أقل مما يحتاجه سكان القطاع.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة في مؤتمر صحافي في جنيف "سيتطلب الأمر وقتا للحدّ من المجاعة" التي رُصدت منذ نهاية أغسطس/آب في مناطق من القطاع الفلسطيني.
وأضافت عطيفة: "لدينا حاليا خمسة مراكز توزيع عاملة أكثر قرباً من السكان (...) وهدفنا هو نشر 145 مركزًا" من أجل "إغراق غزة بالغذاء".
وقالت عطيفة "وصلت 57 شاحنة الخميس (إلى جنوب ووسط غزة). نعتبر هذا إنجازاً، لكننا لم نصل بعد إلى مستوى يتراوح بين 80 و100 شاحنة يومياً".
قالت فرنسا الخميس إنها تعكف بالتعاون مع بريطانيا، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأيام المقبلة من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.
وفي حديثه للصحفيين في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو إن مثل هذه القوة تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لتوفير أساس قوي في القانون الدولي وتسهيل الحصول على مساهمات محتملة من الدول.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري محادثات مع عدد من الدول المهتمة بالمساهمة في هذه القوة.
وذكر المسؤول "نجري أيضاً محادثات حول قرار محتمل لمجلس الأمن الدولي لدعم هذا الجهد".
اتهم قيادي كبير في حماس إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار عندما قتلت 24 شخصاً على الأقل في عمليات إطلاق نار منذ يوم الجمعة، وتحدّث عن تسليم قائمة بهذه الانتهاكات إلى الوسطاء.
ولم يردّ الجيش الإسرائيلي بعدُ على اتهامات حماس.
وقال في وقت سابق إن بعض الفلسطينيين تجاهلوا تحذيرات من الاقتراب من مواقع تمركز القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وإن القوات "أطلقت النار للقضاء على التهديد".
وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية الخميس أن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب غزة أسفرت عن مقتل شخصين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على عدة أفراد خرجوا من نفق واقتربوا من القوات، واصفاً إياهم بأنهم شكلوا تهديداً مباشراً.
وقالت السلطات الصحية إن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع الخميس.
وذكر سكان في غزة أنهم شاهدوا طائرات مسيرة وطائرات حربية في سماء جنوب قطاع غزة مع سماع إطلاق نار متقطع من وقت لآخر.
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الخميس أنّ معبر رفح سيعاد فتحه "الأحد على الأرجح".
وتسيطر إسرائيل على كلّ المنافذ المؤدية لغزّة. ويتعيّن عليها بموجب الاتفاق أن تفتح معبر رفح الذي يصل القطاع المُحاصَر بمصر، للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول.
لكنّ السلطات الإسرائيلية أعلنت الخميس أنها ستحدد تاريخ إعادة فتح المعبر في مرحلة لاحقة، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لن تعبر منه.
وتسمح إسرائيل حالياً بدخول المساعدات من معبر كرم أبو سالم بشكل أساسي، لكن المنظمات الإنسانية تشتكي من بطء الإجراءات فيه.
ينتظر فريق من 81 مسعفاً قررت تركيا إرسالهم إلى غزة للمشاركة في البحث عن جثث، موافقة إسرائيل لدخول القطاع الفلسطيني، وفق ما أفاد مسؤول تركي كبير لوكالة فرانس برس الجمعة.
وأفاد مصدر في حماس لوكالة فرانس برس نقلاً عن "وسطاء" بأن "البعثة التركية منتظرة في غزة الأحد".
وقال المسؤول إن "فريقاً يضم 81 عنصرا من "أفاد" (وكالة إدارة الكوارث) ينتظر حالياً عند الجانب المصري من الحدود. إنهم جاهزون لتنفيذ عمليات بحث وإسعاف بين الأنقاض"، موضحاً أن مهمتهم تقضي بالبحث عن جثث ضحايا "إسرائيليين وفلسطينيين على السواء".
وأشار المسؤول التركي طالبا عدم كشف اسمه إلى أن "إسرائيل لم تكن ترغب في البداية بأن تجري فرق تركية عمليات بحث" في غزة، نظراً إلى العلاقة القريبة بين أنقرة وحركة حماس الفلسطينية.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية "طلبت المساعدة من فريق قطري"، قائلا إنه "من غير المعلوم حتى الآن متى ستسمح إسرائيل للبعثة التركية بدخول المنطقة".
وتمتلك فرق "أفاد" التركية خبرة طويلة في التدخل في المناطق المعقدة، خصوصا بفضل عملياتها إثر زلازل عدة ضربت تركيا.
ليل الخميس، أكّدت حماس "التزامها" اتفاق وقف إطلاق النار و"حرصها" على تسليم إسرائيل سائر جثامين الرهائن المتبقية في القطاع المدمّر.
وقالت الحركة في بيان إنّ "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها".
وشددت على أنّها "تؤكّد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية".
وأضافت حماس في بيانها أنّ جثامين الرهائن الإسرائيليين "التي تمكّنت من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حالياً بسبب منع الاحتلال دخولها".
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصادر دبلوماسية عربية وأمريكية، قولها إن السعودية والإمارات والبحرين أصدرت تحذيرات للبيت الأبيض من أن جهود إنهاء الحرب مُعرّضة لخطر الانهيار، بسبب ما وصفوه بتساهل الوسطاء تجاه رفض حماس نزع سلاحها.
وحذّرت السعودية من أنه ما لم يكن هناك رد أمريكي حاسم وتغيير في نهج الوسطاء - مصر وقطر وتركيا - لفرض شروط الخطة على حماس، فإن الرياض لن تستمر في العملية، وفق حديث مصدر دبلوماسي سعودي للصحيفة.
وفي الرسائل المُوجَّهة إلى الولايات المتحدة، ذُكر صراحةً أن السعودية قد تُخفِض مستوى مشاركتها في تنفيذ خطة ترامب، وأنه من غير المُرجَّح حضور مؤتمر إعادة الإعمار الذي تُخطط مصر لاستضافته الشهر المُقبل.
وأعربت الإمارات عن موقف مماثل، لكنها ستواصل جهود إعادة الإعمار في الأجزاء الجنوبية من القطاع، حيث تسيطر إسرائيل عسكرياً. وأوضحت أنها لن تشارك في إعادة إعمار مناطق أخرى ما يُوضع إطار عمل لنزع سلاح حماس، ولسيطرة مدنية وأمنية كاملة من قبل قوات دولية، كما هو موضح في خطة ترامب.
ترامب هدّد الخميس بـ"قتل" عناصر حماس إذا واصلت الحركة "قتل الناس في غزة"، في إشارة على ما يبدو إلى الإعدامات الأخيرة بحق مدنيين فلسطينيين، بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
على المستوى الصحي والإنساني، حذّرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي من أن انتشار الأوبئة في قطاع غزة أصبح "خارجاً عن السيطرة" فيما لم يعد يعمل في القطاع بأكمله سوى 13 مستشفى من أصل 36 وبشكل جزئي.
وقالت في مقابلة أجرتها معها فرانس برس إن القطاع الصحي في غزة "فُكّك ولم يتبقَّ سوى القليل جداً من نظام الرعاية الصحية في غزة".
وأوضحت أن "انتشار الأمراض المعدية أصبح خارجاً عن السيطرة، سواء التهاب السحايا أو متلازمة غيلان-باريه (اضطراب مناعي يصيب الأعصاب) والإسهال والأمراض التنفسية".
وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية بأن مدينة غزة أصبحت تعتمد على ثمانية مراكز صحية فقط، تعمل جميعها بشكل جزئي، فيما لا يوجد في شمال غزة سوى مركز صحي واحد.
وتؤكد المنظمة أنه "لا يوجد في المراكز الصحية ما يكفي من الطواقم الطبية لاستئناف جميع الخدمات الحيوية".
وفي قطاع غزة، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67.967 شخصاً، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة.