آخر الأخبار

أهداف الدعم السريع من اعتماد سياسة الاغتيالات

شارك





الخرطوم- بعد شهور من تراجعها غربا وخروجها من وسط السودان وولاية الخرطوم واقتراب انطلاق حملة الجيش في فصل الشتاء، لجأت قوات الدعم السريع إلى اغتيال رموز عسكرية في خطوة عدها مراقبون محاولة للتأثير على سير المعارك، عبر رفع الروح المعنوية للمقاتلين والضغط على الخرطوم لوقف إطلاق النار من أجل الاحتفاظ بالمواقع التي تسيطر عليها.

وكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد نجا من محاولة اغتيال، في نهاية يوليو/تموز 2024، بطائرة مسيّرة للدعم السريع خلال حضوره مراسم تخريج دفعات من الكلية الحربية، في منطقة جبيت بولاية البحر الأحمر.

كما سقطت قذيفة على فندق قريب من مقر إقامة البرهان في قصف هذه القوات بمسيّرات مواقع ببورتسودان في مايو/أيار الماضي، وذكرت تقارير حينها أن قائد الجيش كان مستهدفا وأن بعض المسيّرات عبرت البحر الأحمر من خارج الحدود.

لماذا كيكل؟

ونشرت منصات قريبة من الحكومة مؤخرا تقارير عن اجتماع لقيادات من الدعم السريع في مدينة كاس القريبة من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وأضافت أن الاجتماع أقر استهداف قيادات عسكرية وسياسية خلال المرحلة المقبلة في إطار خطة للتصدي لحملة الجيش عقب موسم الأمطار الذي ينتهي بنهاية الشهر الحالي، لدحر الدعم السريع من مناطق كردفان والزحف نحو إقليم دارفور .

وكشفت مصادر مقربة من قائد قوات درع السودان اللواء أبو عاقلة كيكل، للجزيرة نت، عن فشل محاولة لاغتياله فجر الثلاثاء الماضي بعد استهداف موقع كان يوجد فيه بمنطقة شرق النيل في ولاية الخرطوم، بطائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع.

وأفادت مصادر للجزيرة نت بأن كيكل غادر الموقع الذي تم قصفه قبل نحو ساعة من الحادث الذي أودى بحياة صديقه عثمان الفكي عمر ونجله، وهما من رموز منطقة عُد بابكر شرق النيل، في حين أُصيب اثنان آخران.

إعلان

وبعد ساعات من المحاولة ظهر كيكل وسط مجموعة من قواته في تسجيل مصور وأقر ضمنيا بالمحاولة، وقال إن "قواته لن تتأثر بغيابه في حال غيّبه الموت عبر حادث سير أو على سريره أو لأي سبب آخر". وأكد قوة وتماسك قواته ووقوفها خلف الجيش، وحيّى من يوجدون منهم في معسكراتها أو بالولايات ومواقع القتال المتقدمة، وأكد أن أي واحد منهم يمكن أن يقودها خلفا له عند غيابه.

من جانبه، قال القيادي في قوات درع السودان عمار نايل للجزيرة نت إنهم يدركون "أن تأثير القائد الكبير أبو عاقلة كيكل في قلب موازين المعركة لصالح القوات المسلحة جعله الهدف الأكبر لمليشيا الدعم السريع، لأنه يعرف أسلوب قتالهم، وقد حقق نجاحا منقطع النظير في هزيمتهم، ولذلك فإن هذه المحاولات لاستهدافه لن تتوقف".

ويرى محللون وخبراء عسكريون أن كيكل، الذي كان لأكثر من عام بعد اندلاع الحرب من القيادات البارزة في قوات الدعم السريع وسط السودان ، لعب بعد انحيازه للجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2024 دورا حاسما في دعم انتصارات القوات المسلحة ، وتمكن من تحرير ولايات الجزيرة والخرطوم وسنار، بينما تقود قواته الآن عمليات "شرسة" ضد الدعم السريع في ولاية شمال كردفان، وتعهدت بالوصول إلى الفاشر و"لو على ظهور الجمال لإنهاء حصارها".



اعتراف ضمني

ورغم إنكار قوات الدعم السريع نحو عامين امتلاكها طيرانا مسيّرا واستخدامه، تبنت أمس الأربعاء للمرة الثانية قصف مواقع عسكرية في ولاية الخرطوم، بعدما اعترفت في مايو/أيار الماضي بقصف عدة مواقع في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد.

وأعلن تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" الذي يتزعمه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو " حميدتي "‏ أن قواته "نفذت فجر أمس الأربعاء عملية جوية نوعية استهدفت مواقع عسكرية بالغة الأهمية تابعة للجيش في الخرطوم". وأوضح التحالف في بيان أن "الضربات التي استهدفت قواعد تدريب ومخازن للأسلحة والذخائر تأتي ردا على استهداف المدنيين بواسطة طائرات الجيش في مناطق متفرقة من دارفور".

وتجنبت قوات الدعم السريع الرد مباشرة على اتهامها بمحاولة اغتيال كيكل، وأوردت منصات قريبة منها، وأبرزها موقع صحيفة "الصيحة" المملوكة لها، أن قائد درع السودان تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في ولاية الجزيرة، وأن قيادة الجيش تسعى للتخلص منه حتى لا يفشي الأوامر التي صدرت له في هذا الشأن.

ويعتقد الخبير العسكري والنائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الفريق محمد بشير سليمان أن جهات أجنبية ترعى قوات الدعم السريع وراء التخطيط لمحاولات اغتيال قيادات عسكرية لأنها ليس لديها القدرات الاستخبارية ولا الفنية المرتبطة بتشغيل المسيّرات.

أهداف متعددة

وفي حديث للجزيرة نت، يرى الخبير سليمان أن الجهات التي تقف خلف الدعم السريع تسعى لتغيير مسار الحرب التي لا تمضي في صالح القوات، ورفع روحها المعنوية لأن اغتيال قائد عسكري رمز أو مؤثر سيكون له وقع على قواته.

إعلان

أما الباحث العسكري والسياسي سليمان عبد الله فيقول للجزيرة نت إنه حسب المعلومات الرائجة وسط مجموعات نافذة في قوات الدعم السريع، فإن نهج اغتيال وتصفية قيادات عسكرية يأتي ضمن خطط لتحقيق عدة أهداف خاصة بعدما خسرت الخرطوم وولايات وسط السودان واقتربت المعارك من قواعدها ومناطق سيطرتها في دارفور.

ووفقا للباحث، فإن هذه القوات فقدت قيادات مؤثرة وغالب القوة الصلبة وصارت تعتمد على مستنفرين، نالوا فترة قصيرة من التدريب وتنقصهم الخبرة القتالية، مما أضعفها ولم تستطع تحقيق تقدم خلال الفترة السابقة، ورغم أن عقيدتها هجومية صارت في موقع الدفاع وتلجأ لتعويض ذلك باستخدام المسيّرات والسعي لاغتيال رموز عسكرية لتأكيد قدرتها وفاعليتها.

واستخدام المسيّرات بكثافة، من دون تقدم على الأرض يكون له غطاء جوي أو خطة هجومية -كما يقول الباحث عبد الله-، يعني أن الهدف تكتيكي لإثبات وجودٍ، ورفع الروح المعنوية لقواتها، وممارسة ضغوط على قيادة الجيش بأنها قادرة على زعزعة الأمن والاستقرار في أي مكان، وذلك من أجل التفاوض لإنهاء الأزمة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا