آخر الأخبار

خبراء روس يقللون من فاعلية الجدار الأوروبي ضد المسيّرات

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

موسكوـ اتخذت الاتهامات الغربية لروسيا بشأن تنفيذها عمليات اختراق للمجال الجوي لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) منحى جديدا، بعدما أعلن الحلف عن خطط لبناء "جدار ضد المسيّرات" على الحدود الشرقية لدول الاتحاد الأوروبي ، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها مؤشر على بداية مرحلة جديدة من التصعيد مع موسكو.

ويأتي هذا القرار في ظل إصرار روسيا على نفي الاتهامات الغربية، مؤكدة عدم وجود أي أدلة تثبت أن الطائرات المسيّرة التي عبرت الأجواء الأوروبية روسية الصنع أو التشغيل.

ووصف المتحدث باسم الكرملين ، ديمتري بيسكوف، هذه الاتهامات بأنها "فارغة ولا أساس لها" مشددا على التزام موسكو بالقوانين الدولية المنظمة لتحليق الطائرات المسيرة والمأهولة.

وخلال الأسابيع الماضية، وجهت اتهامات متكررة لموسكو بانتهاك أجواء عدة دول أوروبية، بينها بولندا و رومانيا وإستونيا ، إضافة إلى النرويج و الدانمارك . غير أن حادثة العاشر من سبتمبر/أيلول في بولندا اعتبرت الأخطر، حينما أعلنت وارسو أن نحو 20 طائرة روسية بدون طيار حلقت فوق مناطق ريفية قبل أن يتم إسقاطها أو سقوطها ذاتيا.

ومنذ ذلك الحين، ارتفعت حدة الدعوات داخل الناتو إلى ضرورة إسقاط أي مُسيرات روسية حال انتهاكها الحدود، تزامنا مع طرح فكرة بناء "جدار دفاعي" يهدف إلى اعتراض هذه الطائرات. ويترافق هذا التوجه مع سلسلة مناورات عسكرية للحلف، من بينها تدريبات واسعة في بحر البلطيق .

مصدر الصورة معرض للعتاد العسكري بمقر فرقة تابعة للناتو في مدينة مينستر غربي ألمانيا (غيتي)

مؤشرات تصعيد

ويرى محللون روس أن عدم تقديم أدلة ملموسة تثبت هوية هذه المسيّرات يعزز فرضية أن القضية تستخدم ذريعة لفتح مسار جديد من التصعيد مع روسيا. ويشير هؤلاء إلى أن ما يثير القلق هو الانتقال من مرحلة الاتهامات السياسية والإعلامية إلى خطوات عملية، عبر تعزيز قدرات المراقبة والتصدي للطائرات المسيّرة من خلال شبكة متطورة من أجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية .

إعلان

ومن جانبه حذر فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد من أن إنشاء مثل هذا النظام الدفاعي يشكل "تهديدا مباشرا لروسيا" مشددا على أن أي خطأ أو ارتباك في التعامل مع هذه الطائرات قد يؤدي إلى حوادث خطيرة.

واعتبر جباروف أن أوروبا "أصيبت بفيروس الحرب ولا تستطيع التخلص منه" داعيا العواصم الأوروبية إلى الكف عن استفزاز موسكو.

مصدر الصورة مسؤولون دانماركيون خلال مؤتمر صحفي بشأن الأنشطة الأخيرة لمُسيرات بعدة مطارات ببلادهم (الفرنسية)

"جدار" مثير للجدل

في المقابل، اعتبر الخبير العسكري وعقيد الاحتياط فيكتور ليتوفكين أن مشروع "الجدار المضاد للمسيّرات" لا يعدو كونه "حبرا على ورق" ويهدف بالأساس إلى استنزاف ميزانيات الاتحاد الأوروبي على حساب دافعي الضرائب.

وقال ليتوفكين في حديث خاص للجزيرة نت "إن المسؤولين الأوروبيين أنفسهم لا يعرفون ماذا يقصدون بجدار ضد المسيّرات، فهو مجرد مجاز سياسي يستخدم للرد على حادثة ملفقة دبرتها بولندا وأوكرانيا ".

ولفت إلى أن إشراك دول مثل سلوفاكيا و المجر بالمشروع يعد أمرا محوريا، مشيرا إلى أنه إذا رفضتا الانضمام فستظل هناك "ثغرة كبيرة" في هذا الجدار، بحكم حدودهما المشتركة مع أوكرانيا والتي تمتد لأكثر من 200 كيلومتر.

وأضاف أن الحديث عن "قبب دفاعية" أو "آلاف الطائرات المسيّرة" أو "ملايين الذخائر" يعكس حالة من المبالغات السياسية والإعلامية البعيدة عن الواقع.

وأكد الخبير أن روسيا بدأت بالفعل إنتاجا متطورا لأنواع مختلفة من الطائرات المسيّرة (تكتيكية ومتوسطة وثقيلة) في حين لا يزال الاتحاد الأوروبي "في بداية الطريق" بهذا المضمار.

فجوات تقنية ومالية

من جانبه، قال العقيد فيكتور بارانيتس، عضو المجلس العام بوزارة الدفاع واللجنة العسكرية الصناعية الروسية، إن المشروع الأوروبي يعاني من فجوات واضحة، سواء على مستوى المواقف السياسية أو البنية التقنية المطلوبة.

وأوضح أن بعض الدول الأوروبية تبدي ترددا في المشاركة، وهو ما يخلف ما أسماه "الفجوة الفضائية" بما يضعف إمكانية تنفيذ المشروع عمليا.

وأشار بارانيتس إلى أن الكلفة التقديرية للمشروع تتراوح بين 7 و10 مليارات يورو، وهو رقم ضخم يفرض ضغوطا مالية كبيرة على الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الحديث يدور عن نظام متعدد الطبقات لرصد واعتراض المُسيرات يمتد من بحر البلطيق شمالا إلى البحر الأسود جنوبا، بمشاركة دول مثل بولندا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا ورومانيا وبلغاريا.

وبحسب بارانيتس، فإن هذا المشروع يتطلب بنية تحتية بالغة التعقيد تشمل إنشاء حقول رصد كل 20 كيلومترا، إلى جانب نشر أنظمة حرب إلكترونية وقدرات اعتراض متطورة، على أن تدمج جميعها في منظومة قيادة وتحكم موحدة، وهو ما سيجعل الناتو والولايات المتحدة المزودين الرئيسيين للتكنولوجيا، الأمر الذي سيفتح الباب واسعا أمام صفقات ضخمة لصالح شركات السلاح الأميركية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المشروع قد لا يرى النور أو يصبح بلا جدوى نهاية المطاف، مشبها إياه ببرنامج "حرب النجوم" الأميركي في ثمانينيات القرن الماضي، والذي استنزف مليارات الدولارات دون أن يتحقق الهدف المعلن منه، وهو مواجهة الاتحاد السوفياتي آنذاك.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا