في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
انتقد الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي موجة الاعترافات الدولية الأخيرة بالدولة الفلسطينية، وقال إنها لا تغيّر شيئا من واقع الاحتلال والإبادة الجماعية والاستيطان .
وكتب في مقال رأي بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه في اليوم الذي أعلنت فيه 10 دول غربية انضمامها إلى 159 دولة اعترفت بدولة فلسطين، كان المستوطنون يهاجمون قرية فلسطينية في شرق الضفة الغربية ، يسرقون عشرات الأغنام وينهالون ضربا بالعصي على راعٍ مسن (81 عاما) وحفيده حتى كسروا ذراعيه الاثنتين دون مراعاة لكبر سنه، بينما اتهمت الشرطة الإسرائيلية الضحايا زورا بأنهم هم من سرقوا المستوطنين.
ويلفت ليفي إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين لم يمنع استمرار الإبادة في قطاع غزة ، حيث يُقتل عشرات الفلسطينيين يوميا منذ شهور، ولم يغيّر شيئا من واقع الحصار والدمار.
والمفارقة التي يراها الكاتب أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لم ولن يُنقذ ولو طفلا واحدا في غزة من القصف"، مضيفا أن القطاع المحاصر لم يعد صالحا لحياة البشر، كما أن وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية يسير تدريجيا في الاتجاه نفسه.
وأشار ليفي إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يُسمح له حتى بحضور مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين ، في انتهاك صارخ من واشنطن لاتفاقها مع المنظمة الأممية.
وقال إن الدولة التي هي برأيه في طور التشكل وبات العالم بأسره تقريبا يعترف بها، سيتسنى لها فقط المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر رابط فيديو، بينما سيلقي "المطلوب رقم واحد لدى المحكمة الجنائية" كلمته من على المنبر، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
يذكر أن نتنياهو مطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ويرى الكاتب أن اعتراف العالم، وخاصة أوروبا "المعتدَّة بنفسها"، لا يعدو أن يكون من قبيل "التشدق بالكلام" الموجّه لضحايا غزة والضفة الغربية، في حين تستمر الإبادة الجماعية بلا توقف ويعيث المستوطنون فسادا في الضفة الغربية بمشاركة جيش الاحتلال .
جدعون ليفي: الإنقاذ الحقيقي يتطلب فرض عقوبات صارمة على إسرائيل فورا، أو تبنّي رؤية طويلة المدى تقوم على "ديمقراطية لكل الناس من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط".
ويضيف في سخرية لاذعة أن بإمكان رؤساء الدول الآن أن يطمئنوا أنفسهم ومواطنيهم الغاضبين بالقول: "لقد عاقبنا المجرم وكافأنا الضحية. لم نعد بحاجة إلى أن نبذل جهدا من أجل غزة، لقد قمنا بواجبنا".
ويمضي قائلا إن كل الأحزاب الإسرائيلية، حتى تلك المعارضة منها، اتحدت في إدانة الاعتراف، متذرعة بأنها خطوة تنم عن معاداة السامية .
ويخلص ليفي إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية في الظروف الراهنة بأنه "سخيف وجنوني"، مؤكدا عدم وجود أي شريك فعلي لحل الدولتين لا في إسرائيل ولا في فلسطين، وأن الضفة الغربية لم تعد سوى جزر متناثرة تحت الاحتلال، بينما غزة مدمَّرة.
وقال ليفي إن الإنقاذ الحقيقي يتطلب فرض عقوبات صارمة على إسرائيل فورا، أو تبنّي رؤية طويلة المدى تقوم على "ديمقراطية لكل الناس من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ".