هديل غبّون
عمان، الأردن ( CNN )-- قال خبراء أمنيون إن نموّ سوق الطائرات المسيّرة سيصل إلى نحو 60 مليار دولار بحلول عام 2030 عالميًا، وذلك خلال مؤتمر في العاصمة الأردنية عمّان الثلاثاء، برعاية الجيش الأردني والمركز الأردني للتصميم والتطوير JODDB ، وسط مشاركة دولية.
المؤتمر، الذي حضره رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، اللواء الركن يوسف الحنيطي، وصف بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجاء بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من تهديدات متزايدة بالطائرات المُسيّرة، حيث ركّز على التقنيات المستخدمة في اعتراضها واستخداماتها.
وشارك في المؤتمر نحو 500 شخصية أمنية وعسكرية من الأردن، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ونيجيريا، وأثيوبيا، وألمانيا، وتركيا، وكينيا، إضافة إلى قادة من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال المهندس راتب أبو الراغب، المتحدث باسم المؤتمر، إنه يتناول أخلاقيات استخدام الطائرات المسيّرة، وسبل الابتكار في هذا القطاع إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار العالمي، مع تطوير وسائل لمكافحة المخاطر الناجمة عن استخدامها.
وأضاف أبو الراغب في تصريح لموقع CNN بالعربية: "نتحدث عن الطائرات المسيّرة والقطاع الجديد الواعد المتعلق بالرصد والتتبع والاكتشاف، وهو قطاع من المتوقع أن ينمو لوحده بنسبة 26% خلال السنوات المقبلة".
وبخصوص توقيت انعقاد المؤتمر في ظل التوترات الإقليمية والعالمية، أشار أبو الراغب إلى أن الظروف الراهنة تحتم مناقشة هذه التحديات بشكل أفضل، لضمان أن تمتلك كل دولة أساليبها الخاصة لحماية منشآتها الحيوية وحرس حدودها وغيرها، مع الإشارة إلى الاستخدامات المدنية للطائرات المسيّرة وأنظمة تشغيلها، بحسبه.
وخلال المؤتمر الذي حمل اسم "مكافحة الطائرات بدون طيار"، قدّم الرئيس السابق لمكتب مكافحة الطائرات المسيّرة الموحد في وزارة الدفاع البريطانية، غاري داربي، عرضًا موسعًا حول أهمية وتطور سوق الطائرات المسيّرة والأنظمة المضادة لها، موضحًا أنها أصبحت أداة حاسمة في العمليات العسكرية يمكن الحصول عليها بسهولة وبكلفة منخفضة مقارنة بالأسلحة التقليدية.
وأشار داربي إلى أن تكلفة المقاتلة F-35 تصل إلى نحو 130 مليون جنيه إسترليني (177 مليون دولار)، بينما لا يتجاوز ثمن الطائرة المسيّرة الفردية 20 ألف جنيه استرليني (27.3 ألف دولار)، ما يعكس فجوة كبيرة في الكلفة ويطرح تحديات استراتيجية أمام أنظمة الدفاع التقليدية.
وأضاف داربي أن الحرب في أوكرانيا على سبيل المثال، أبرزت سرعة التطور التكنولوجي في هذا المجال، حيث انتقلت آليات التطوير من أسابيع إلى ساعات، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تستهدف إنتاج 4.5 مليون طائرة مسيّرة خلال عام 2025، فيما تخطط روسيا لاستخدام نحو 2000 نظام جوي مسيّر ( UAS ) يوميًا في العام ذاته، بحسب التقديرات التي عرضها.
وأكد الخبير العسكري أن المسيّرات باتت تمثل "المدفعية الجديدة" التي تعيد تشكيل موازين القوى، ما يستدعي تطوير قدرات دفاعية وهجومية فعّالة لمواجهتها.
ووفقًا للإحصاءات التي عرضها ، فقد أشار إلى أن سوق الطائرات المسيرّة قد بدأ بحسب الدراسات في العام 2018 بقرابة 15 مليار دولار، لافتًا أن توقعات نموّه ستقارب ما نسبته 300% بحلول العام 2030، ليصل إلى 60 مليار دولار.
وقال: "هذه سيولة مرتفعة إذا ما قارناها بالارتفاعات التي طرأت على الذهب"، فيما أشار إلى أن العالم يشهد إنتاج 10 ملايين طائرة كل عام للأغراض التجارية"، كتلك التي تستخدم لإيصال البيتزا على سبيل المثال ومثل الطائرة المستخدمة لأغراض صحية في فرنسا.
أما مدير عام هيئة الاتصالات الخاصة في القوات المسلحة الأردنية، العميد شادي خلاشنة، فقد أوضح خلال جلسة حول حماية المنشآت الحيوية والأصول العسكرية، إن هناك تطورًا كبيرًا قد طرأ على الأنظمة المؤتمتة والطائرات المسيّرة، وكذلك التطور التكنولوجي في أنظمة البرمجيات والطاقة والبطاريات، معتبرًا أن هذا يعني "دق ناقوس الخطر ويدفع أي جهة أمنية للتنبه لهذه الأخطار، لأن حروب المستقبل ستكون جميعها مؤتمتة"، على حد تعبيره.
وأوضح خلاشنة أن القوات المسلحة الأردنية عملت على توفير منظومات حماية لكل أنواع الطائرات المسيرة، بل إنها تدخل الآن "ضمن العقيدة القتالية للقوات المسلحة"، منوهًا بعمليات الحماية للشريط الحدودي للمملكة.
وقال المسوؤل العسكري الأردني إن التحديات والفرص المتعلقة في هذا المجال، ترتبط بالتطور الهائل في تكنولوجيا وتوظيف الطائرات المسيرة، سواء للأغراض المدنية، أو توفرها كطائرات لأغراض تجارية، قد "تُستغل للخروقات الأمنية".
وأكد أن القوات المسلحة هي اليوم "جزء من كل البرامج الوطنية وأنظمة الحماية في المملكة، وأن منظومة الحلول للكشف عن الطائرات المسيرة تتطلب تطوير قدرات مواجهة بشكل مستمر، خاصة بناء القدرات الذاتية، وهو ما عملت عليه مبكرًا القوات المسلحة الأردنية"، موضحًا أن بعض أنظمة التوجيه للطائرات المسيرة تتطور تقنياتها كل 6 أشهر أو سنة.