في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
غزة- بعد مرور أكثر من عامين على الحرب المدمرة التي يتعرض لها قطاع غزة ، وما رافقها من إبادة جماعية وسياسة تجويع ممنهجة، لا تزال الأسئلة الأكثر إلحاحا تدور حول كيفية توقف هذه الحرب، وهل ستقود المتغيرات الميدانية والضغوط الدولية إلى تسوية مؤقتة تمهد للاستقرار، أم أننا أمام جولة جديدة من الانفجار ستفاقم المأساة الإنسانية القائمة؟
وفي هذا السياق، أصدر "مركز القيادة والدبلوماسية"، بتاريخ 30 أغسطس/آب الماضي، دراسة حديثة أعدّها الباحث وائل شديد، تضمنت قراءة تحليلية معمقة لـ6 سيناريوهات محتملة قد تُسهم في وقف الحرب أو تغيير مسارها.
وتخلص الدراسة إلى أن السيناريو الأقرب يتمثل في وقف إطلاق نار مرحلي خاضع للرقابة الدولية، أو هدنة قصيرة الأجل قد يعقبها انهيار سريع وعودة للتصعيد.
ورغم أن الدراسة تستبعد نسبيا سيناريوهات الوصاية الدولية أو استمرار الحرب المفتوحة، فإنها لم تخرجها من دائرة الاحتمالات.
توضح الدراسة أن مسار الحرب يتأثر بـ12 عاملا رئيسيا، غير أن أبرزها 3:
كما تشير الدراسة إلى أن الفاعلين الإقليميين، وعلى رأسهم قطر و مصر ، يشكلون ركيزة أساسية في أية مفاوضات أو ترتيبات مستقبلية.
أما أكثر العوامل تأثيرا في تثبيت وقف الحرب -بحسب الباحث- فتشمل تدفق المساعدات الإنسانية، وخطة انتقال الحكم في غزة، والضغط القانوني الدولي.
وترى الدراسة أن أي اتفاق هش سيفشل سريعا إذا لم ينتج عنه تحسّن ملموس في حياة المدنيين.
تتحدث الدراسة عن 6 سيناريوهات لوقف الحرب على قطاع غزة، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في اليوم التالي ل لسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. من أهمها:
تؤكد الدراسة أن وقف إطلاق النار المرحلي هو الخيار الأكثر جدوى من الناحية الإنسانية، لأنه يتيح انخفاضا فوريا في عدد القتلى، ويفتح المجال لإعادة الإعمار، لكن هذا المسار يبقى هشا إذا لم تُحدد ملامح خطة حكم واضحة أو لم تُضمن المساعدات الإنسانية.
أما الهدنة القصيرة فهي لا تتعدى كونها إنقاذا مؤقتا يعيد إنتاج دوامة العنف. فيما يشكل الانسحاب الأحادي، "وقفا شكليا" يخفف من وطأة الحرب لكنه يبقي المدنيين في مأزق أمني واقتصادي.
وتلفت الدراسة إلى أنه في حال فُرض وقف الحرب بقرار دولي أو عبر وصاية انتقالية، فإن التحسن الإنساني سيكون ملموسا، لكنه سيظل رهنا بالتجاذبات السياسية وتعقيدات الداخل الفلسطيني.
في المقابل، تحدد الدراسة مجموعة من المؤشرات الرئيسية التي قد تساعد في التنبؤ بالمسار الأقرب للتحقق، من بينها:
سيناريوهات محتملة لـ #غزة بعد الحرب#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/rDABHYCKnC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 26, 2024
ويخلص الباحث إلى أنه لا يوجد مسار مضمون لوقف الحرب، بل شبكة معقدة من الاحتمالات، تتراوح بين هدنة هشّة قد تنفجر في أية لحظة، وتسوية سياسية أكثر ثباتا لكنها بعيدة المنال.
ومع ذلك، يبقى وقف إطلاق النار المرحلي الخاضع للرقابة الدولية هو السيناريو الأكثر ترجيحا، -بحسب الدراسة- باعتباره الأقل كلفة إنسانيا والأكثر قابلية للتطبيق في المدى القريب، حتى لو كان مهددا بالانتكاس في غياب حل سياسي شامل ومستدام.