عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي:
– عملية القدس ستكون لها تداعيات صعبة وبعيدة المدى
– مثلما أخضعنا الإرهاب في شمال الضفة سنفعل ذلك قريبا في مخيمات أخرى pic.twitter.com/KBVdq6FjzV— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 8, 2025
في تمام الساعة 10:13 وصل شابان فلسطينيان إلى أحد مفترقات حي "راموت" الاستيطاني شمال غرب القدس ، ونفذا عملية إطلاق نار استهدفا خلالها حافلتين عموميتين تعملان على خطّي "62 و320″، بينما كانتا عالقتين في أزمة مرورية خانقة امتدت لمئات الأمتار بسبب حادث سير وقع صباح اليوم في طريق "بيغن".
أسفرت العملية عن مقتل 7 إسرائيليين، بينهم حاخام، وجرْح 17 آخرين، في حين استُشهد المنفذان مثنى عمرو ومحمد طه، اللذان ينحدران من قريتي "القبيبة" و"قطنة" شمال غرب القدس، ويحملان هوية الضفة الغربية الفلسطينية (الخضراء) ولا يملكان تصاريح "دخول إلى إسرائيل" وفقا للشرطة الإسرائيلية.
وبمجرد تنفيذ العملية هرعت أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة لإغلاق المنطقة، كما أُغلقت فورا الحواجز العسكرية المؤدية إلى القدس، ومُنعت حركة المشاة على حاجز قلنديا العسكري شمال المدينة، ولم يقتصر الإغلاق على الحركة المرورية فقط.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش يفرض طوقا عسكريا على 4 قرى في منطقة شمال غرب القدس عقب عملية إطلاق النار، بينها القبيبة وقطنّة، وهما ضمن 7 قرى مقدسية سُلخت عن المدينة لوقوعها خارج حدود "بلدية القدس" التي رسمها الاحتلال، وباتت تقع خلف الجدار العازل ، ويُمنع أهلها من الوصول إلى المدينة المقدسة سوى بتصاريح يرفض الاحتلال استصدارها.
وورد على عدد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية أن الجيش "فرض طوقا أمنيا على 4 قرى في منطقة خط التماس في منطقة بنيامين، وهي قطنة وبدّو وبيت دقّو وبيت عنان"، وأن "قوات الجيش أغلقت عدة قرى على أطراف رام الله لإحباط الإرهاب، وتُجري تحقيقات وعمليات تفتيش ميدانية، وتُعزز جهود الدفاع على طول خط التماس".
وخلال اقتحام قريتي القبيبة وقطنة اعتُقل عدد من المواطنين، بالإضافة لبعض أفراد عائلة المنفذين بعد اقتحام منزليهما، وتزامن الاقتحام مع إغلاق النفق المؤدي إلى كافة قرى شمال غرب القدس والمعروف محليا باسم نفق "بدّو"، ويخدم وفقا لمصادر محلية نحو 70 ألف مواطنا يتنقلون بين هذه القرى نحو مدينة رام الله والمحافظات الفلسطينية الأخرى.
كما أعلن الجيش أنه يشارك مع الشرطة في أعمال تمشيط بحثا عن مشتبه فيهم على علاقة بعملية القدس.
ومن بين القوات التي انتشرت في مكان العملية وفقا للإعلام العبري: سرية من وحدة "دوفدفان"، وسرية "كشروت" من وحدة "ماجلان"، وسريتان من الكتيبة "532".
وبمجرد وقوع العملية أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، أنه لن يحضر إلى المحكمة للإدلاء بشهادته، وصرح مكتبه أنه عقد تقييما للوضع مع قادة المنظومة الأمنية، قبل أن يتجه إلى الموقع.
وبمجرد وصوله؛ صرّح لوسائل الإعلام قائلا "نقاتل على جبهات عدة وجهودنا مستمرة، وسنطارد كل من ساهم في تنفيذ هذه العملية وسنتخذ إجراءات أكثر تشددا، ولن تقيد هذه العمليات أيدينا بل سنزيد من إجراءاتنا".
وأضاف: "مع الأسف لم ننجح بمنع عملية إطلاق النار بالقدس اليوم، وتجري مطاردة ومحاصرة للقرى التي انطلق منها المخربون".
أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والذي وصل إلى موقع العملية أيضا فدعا الإسرائيليين أمام وسائل الإعلام "إلى حمل السلاح في كل مكان".
وقال وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس معقبا على عملية إطلاق النار إنه "سيكون لهذا الهجوم الشنيع تداعيات وخيمة وبعيدة المدى"، وأضاف "مثلما أخضعنا الإرهاب في شمال الضفة سنفعل ذلك قريبا في مخيمات أخرى".
وأطلق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تصريحات تحريضية قائلا "يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية من الخريطة وأن تصبح القرى التي جاء منها الإرهابيون كرفح وبيت حانون"، مضيفا أنه لا يمكن لإسرائيل "القبول بسلطة فلسطينية تربي وتعلم أبناءها قتل اليهود".
#عاجل | بن غفير من موقع الهجوم في #القدس: أدعو الإسرائيليين إلى حمل السلاح في كل مكان#حرب_غزة pic.twitter.com/Wa5gUeGYSP
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 8, 2025
ووفقا لمركز المعلومات الفلسطيني فإن مستوطنة "راموت" أُقيمت عام 1973 على أراضٍ تمت مصادرتها والاستيلاء عليها عام 1970 وتتبع لقرى بيت إكسا ولفتا وشعفاط، بادعاء الاستملاك للمصلحة العامة، وكان الهدف حينها هو إنشاء هذا الحي الاستيطاني الذي تتم توسعته حاليا.
وحتى عام 2022 بلغت المساحة الكلية لـ"راموت" نحو 2629 دونما في حين تبلغ مساحة مسطح البناء فيها حوالي 2508 دونمات.
يذكر أن هذه هي عملية إطلاق النار الثانية التي تُنفذ قرب هذه المستوطنة منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وكان الشقيقان مراد وإبراهيم نمر من بلدة صور باهر جنوب القدس قد نفذا عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "راموت"، وأسفرت حينها عن مقتل 3 إسرائيليين بينهم حاخام، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانيهما في الثلاجات رغم مرور 21 شهرا ونيف على استشهادهما.