The President of the United States is threatening to go to war with an American city.
This is not a joke. This is not normal.
Donald Trump isn't a strongman, he's a scared man. Illinois won’t be intimidated by a wannabe dictator. pic.twitter.com/f87Zek7Cqb
— Governor JB Pritzker (@GovPritzker) September 6, 2025
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا واسعا بعدما كتب على منصته " تروث سوشيال " أن شيكاغو هي " المدينة الأخطر في العالم " و"عاصمة القتل بلا منازع".
ورافق ادعاءه تلويح صريح بتدخّل عسكري في المدينة لمكافحة الجرائم، في حين تظاهر المئات في المدينة ضد قرار نشر قوات الحرس الوطني وسلطات إنفاد قوانين الهجرة في المدينة.
وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشيال: "إن شيكاغو على وشك أن تعرف سبب تسميته وزارة الدفاع بوزارة الحرب"، وذلك عقب توقيعه يوم الجمعة أمرا تنفيذيا بتغيير تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، معتبرا أن ذلك يبعث "رسالة نصر" إلى العالم.
تصريحات ترامب أثارت ردودا غاضبة من حاكم ولاية إلينوي ورئيسة بلدية شيكاغو ، اللذين وصفا خطابه بالترهيب السياسي.
ورد حاكم ولاية إلينوي جاي بي بيرتزكز التي تقع مدينة شيكاغو ضمن نطاقها، في منشور على منصة إكس قائلا "يهدد رئيس الولايات المتحدة بالدخول في حرب مع مدينة أميركية، هذه ليست نكتة، هذا ليس وضعا طبيعيا"، وتابع: "لن تخضع الولاية لترهيب شخص يتطلع لأن يكون دكتاتورا".
وكتب عمدة شيكاغو براندون جونسون عبر حسابه على إكس "تهديدات الرئيس تمثل انحدارا لا يليق بكرامة أمتنا، والحقيقة أنه يسعى لاحتلال مدينتنا وتمزيق دستورنا".
وأضاف: "علينا أن ندافع عن ديمقراطيتنا في وجه هذا النزوع الاستبدادي، وذلك بحماية بعضنا بعضا، وحماية شيكاغو من دونالد ترامب".
The President’s threats are beneath the honor of our nation, but the reality is that he wants to occupy our city and break our Constitution.
We must defend our democracy from this authoritarianism by protecting each other and protecting Chicago from Donald Trump. pic.twitter.com/B7AH1ufByH
— Mayor Brandon Johnson (@ChicagosMayor) September 6, 2025
وتداولت تصريحات ترامب آلاف الحسابات على منصات "تروث سوشيال" و"إكس"، ورافقتها مقاطع وتعليقات وصور مولدة بالذكاء الاصطناعي تظهر تدخلا عسكريا وشيكا.
البيت الأبيض نفسه غذّى الجدل بمقال نشره في 25 أغسطس/آب الماضي، بعنوان "نعم، شيكاغو لديها مشكلة جريمة، اسأل سكانها"، مستندا إلى شهادات فردية وأرقام انتقائية، منها أن شيكاغو سجلت أعلى عدد من جرائم القتل في الولايات المتحدة لمدة 13 عاما متتالية.
هذا التفاعل الإعلامي والسياسي وسّع دائرة النقاش، محولا شيكاغو إلى عنوان رئيسي في معركة خطابية بين الديمقراطيين والجمهوريين.
.@POTUS: "Chicago's a killing field right now and they don't acknowledge it."
Chicago has seen the most murders of any U.S. city for 13 straight years. pic.twitter.com/knQJVPzvZE
— Rapid Response 47 (@RapidResponse47) August 25, 2025
كما أظهر تقرير صادر عن معهد روتشستر للتكنولوجيا أن مدينة شيكاغو سجلت عام 2024 حوالي 573 جريمة قتل، بمعدل بلغ نحو 21.7 لكل 100 ألف نسمة، وبذلك تحتل المرتبة الثامنة بين 24 مدينة أميركية شملها التقرير.
فهل تكفي هذه الجمل المدوية لتصوير مدينة كاملة بهذه الصورة القاتمة؟ وهل وصف شيكاغو بأنها "أخطر مدينة بالعالم" حقيقة موثقة، أم شعار سياسي لا تدعمه الوقائع؟
فريق "الجزيرة تحقق" قرر البحث خلف الأرقام والتقارير الرسمية والإعلامية الموثوقة للتثبت من هذه المزاعم.
راجعنا تقارير "مكتب التحقيقات الفدرالي " (FBI) وبيانات الشرطة المحلية والمؤشرات الدولية حول معدلات الجريمة، وأظهرت الأرقام أن معدل جرائم القتل في الولايات المتحدة تراجع عام 2024 إلى 5.5 لكل 100 ألف نسمة، وهو أدنى مستوى منذ عقد.
وبحسب التقارير، سجلت الولايات المتحدة في 2024 انخفاضا بنسبة 14.9% في جرائم القتل والقتل غير المتعمد مقارنة بعام 2023، وانخفض معدل الاعتداءات الخطيرة بنسبة 3%، كما شهدت جرائم السرقة تراجعا بنسبة 8.9%.
تكشف الأرقام أن أعلى معدلات جرائم قتل عام 2024 سجلت في مدن تقع داخل ولايات يقودها الجمهوريون، وعلى رأس القائمة تأتي مدينة جاكسون بمعدل يقارب 78.7 لكل 100 ألف نسمة، تليها برمنغهام بنحو 58.8، ثم سانت لويس بمعدلات تتجاوز الـ50.
في المقابل، مدن كبرى مثل شيكاغو (إلينوي) ونيويورك ولوس أنجلوس ، ورغم تسجيلها أعدادا كبيرة من القتلى بالأرقام المطلقة، فإن معدلات القتل فيها أقل بكثير عند احتسابها بالنسبة إلى عدد السكان.
ففي شيكاغو التي يثار الجدل حولها، بلغ المعدل 17.5 لكل 100 ألف نسمة في 2024، أي أقل من ربع معدل مدينة جاكسون، رغم أن عدد جرائم القتل المسجلة كان الأعلى مطلقا بسبب ضخامة السكان، ما ينسف الصورة النمطية عن انهيار الأمن في المدن الزرقاء وحدها.
وتتطابق هذه النتائج مع ما أورده تقرير صادر عن مركز " ثيرد واي " (Third Way) للأبحاث، الذي حلّل بيانات الجرائم بين عامي 2000 و2022، وخلص إلى أن معدلات جرائم القتل في الولايات التي صوتت للجمهوريين، كانت أعلى بما يتراوح بين 23 و33% مقارنة بالولايات التي تميل إلى الديمقراطيين.
وفي عام 2020 على وجه الخصوص، ارتفع الفارق ليتجاوز 40% لصالح الولايات الديمقراطية، وحتى عند استبعاد المدن الكبرى من المقارنة، بقيت معدلات الجريمة أعلى في الولايات الجمهورية، وهو ما يناقض الرواية الشائعة التي تحصر تفشي الجريمة في المدن الخاضعة لسيطرة الديمقراطيين.
وبمراجعة تصنيف موقع "وورلد أطلس" لعام 2025 حول أكثر مدن العالم خطورة -وفق مؤشر الجريمة- كشف أن مدينة ممفيس التابعة لولاية تينيسي هي المدينة الأميركية الوحيدة داخل المدن الـ10 الأوائل عالميا.
بينما جاءت مدينة شيكاغو في المرتبة الـ40، متأخرة عن عدة مدن أميركية أخرى، ورغم أنه مؤشر إدراكي، إلا أنه ينسف صحة مقولة ترامب بأن "شيكاغو هي المدينة الأخطر عالميا".
وأشارت بلدية شيكاغو إلى أن صيف 2025 كان "الأكثر أمانا منذ الستينيات" اعتمادا على بيانات شرطة المدينة.
— Mayor Brandon Johnson (@ChicagosMayor) September 5, 2025
ووفقا لتحليل أجرته إذاعة شيكاغو العامة بناء على بيانات المدينة وسجلات الشرطة، فإن حصيلة جرائم القتل في صيف 2025 -بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2025- بلغت 123 حالة، وهي الأدنى منذ أكثر من 60 عاما.
Powerful graphic: Chicago just saw its smallest summer murder total since 1965.
The city is on track to see one of its lowest murder totals in decades, a trend in play all year that continued through the city's most violent season. Murders are way, way down after a spike. Look: https://t.co/SrS5xUdTbI pic.twitter.com/eyfWw4evTE
— Jake Sheridan (@JakeSheridan_) September 3, 2025
وسبق أن نشر ترامب الآلاف من عناصر الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس في يونيو/حزيران الماضي، بهدف مساعدة الشرطة في حملتها للسيطرة على الاحتجاجات والاضطرابات التي أثارتها حملته ضد الهجرة غير النظامية .
ولوّح الرئيس الجمهوري مرارا بنشر آلاف العسكريين الأميركيين في معاقل للديمقراطيين مثل شيكاغو وبالتيمور بزعم ارتفاع معدلات الجريمة.