تُعد ألمانيا واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية والأوروبية، إذ تجمع بين التاريخ العريق، والثقافة الغنية، والتنوع الطبيعي. وبفضل سياساتها السياحية المتطورة، استطاعت ألمانيا أن تترسخ في المراتب الأولى عالميا.
ووفقا لبيانات المجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB)، تستقطب ألمانيا عشرات الملايين من الزوار سنويا، مما يجعلها ضمن الدول العشر الأولى عالميا في قطاع السياحة.
وقد عقد المجلس الوطني الألماني للسياحة في بايرويت (جنوب ألمانيا) مطلع الشهر الجاري ملتقى -يقام شبه سنوي- بمشاركة أكثر من 70 صحفيا من 21 دولة -بينهم موفد الجزيرة نت- تحت عنوان "ألمانيا.. حيث تلتقي التقاليد بالابتكار"، بهدف الترويج للسياحة وإطلاعهم على آخر الإحصاءات التي تظهر نمو القطاع السياحي في البلاد وتسليط الضوء على الوجهات السياحية.
وهذا الملتقى يأتي قبل عام من الاحتفال بمرور 150 عاما على أول مهرجان بايرويت للأوبرا الذي أسسه ريتشارد فاغنر عام 1876، ويعد هذا المهرجان -الذي يدمح بين التاريخ الموسيقي العريق والتسويق السياحي الحديث- من أهم الفعاليات الموسيقية العالمية ويستقطب جمهورا من كل أنحاء العالم.
ولدى سؤال الجزيرة نت على هامش الملتقى عن خطط استقطاب السياح الخليجيين، أوضح المدير التنفيذي للتسويق والسياحة في بايرويت مانويل بيشر أن العرب يركزون على السياحة العلاجية في ألمانيا بشكل عام لما تتمتع به بلاده من سمعة طبية جيدة ومستشفيات حديثة.
وأشار إلى أن الهيئة السياحية في بايرويت تركز أساسا على الأسواق السياحية الكبيرة مثل الولايات المتحدة الأميركية والنمسا وسويسرا.
يشار إلى أن المجلس الوطني الألماني استضاف في هذ الملتقى صحفيين من قطر ممثلة بالجزيرة نت، ووسائل إعلام من السعودية والإمارات وسلطنة عمان.
في عام 2019 (قبل جائحة كورونا)، استقبلت ألمانيا نحو 39.6 مليون سائح دولي، لتحتل المركز السابع عالميا في عدد الزوار.
وخلال فترة التعافي في 2022–2023، تجاوز عدد الليالي السياحية الدولية 70 مليون ليلة، وهو ما يعكس عودة قوية للقطاع.
وحسب تقديرات GNTB لعام 2024، عادت ألمانيا إلى موقعها التقليدي وجهة رابعة أوروبيا (بعد فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا)، وما زالت في المراكز 7-8 عالميا. ومن حيث العائدات، تدر السياحة الدولية على ألمانيا ما يفوق 30 مليار يورو سنويا، مما يجعلها من أكبر المستفيدين اقتصاديا من هذا القطاع في أوروبا.
1- التنوع السياحي
ألمانيا لا تقتصر على المدن الكبرى مثل برلين وميونيخ وهامبورغ، بل تضم أكثر من 150 مسارا سياحيا بين قلاع، وغابات، وأنهار. هذا التنوع يجعلها جاذبة لمختلف أنماط السياح: من الباحثين عن الطبيعة إلى عشاق التاريخ والفن.
2- البنية التحتية المتقدمة
شبكة النقل الألمانية (القطارات فائقة السرعة ICE، والطرق السريعة Autobahn) من الأكثر تطورا في العالم، مما يسهل التنقل ويجعل تجربة السياحة مريحة وفعّالة.
3- الفعاليات الثقافية والرياضية
المهرجانات مثل مهرجان الأوبرا في بايرويت ومهرجان أكتوبر في ميونيخ (Oktoberfest) تجذب ملايين السياح سنويا. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف ألمانيا بطولات رياضية كبرى ترسخ مكانتها الدولية (مثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024).
4- التسويق السياحي الذكي
يلعب GNTB دورا مهما عبر الحملات الترويجية العالمية تحت شعارات مثل: Germany – Simply Inspiring، التي تركز على الابتكار والاستدامة إلى جانب الأصالة الثقافية.
5- السياحة العلاجية والتعليمية
ألمانيا رائدة في مجال السياحة العلاجية بفضل مستشفياتها الجامعية المتقدمة، وتستقطب أيضا مئات الآلاف من الطلاب الدوليين سنويا، مما يعزز مكانتها كوجهة شاملة.
لذلك، فإن تَقدّم ألمانيا في السياحة ليس مصادفة، بل نتيجة إستراتيجية متكاملة تجمع بين الاستثمار في البنية التحتية، والتسويق العالمي، فضلا عن التنوع الثقافي والطبيعة الخلابة. ومع عودة الأرقام إلى مستويات ما قبل الجائحة، من المتوقع أن تواصل ألمانيا ترسيخ موقعها كواحدة من أكبر 5 وجهات سياحية في أوروبا وضمن أفضل 10 دول سياحية عالميا.