"الخلاف ليس على الهدف إنما على الطريقة".. الزميل إلياس كرام يقف على تفاصيل تصاعد حدة الخلافات بين نتنياهو ورئيس الأركان حول خطة السيطرة على مدينة غزة pic.twitter.com/BYSEHCY7qA
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 4, 2025
حذر لواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك من أن خطة إعادة احتلال غزة قد تفضي إلى "نتائج كارثية" على إسرائيل ، مشيرا إلى أن الجيش يفتقر إلى القدرات البرية والوسائل القتالية اللازمة لحسم المعركة ضد حركة حماس .
وقال بريك، في تصريحات لصحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الخميس، إن خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ، بشأن إعادة احتلال مدينة غزة التي فرضها على الجيش، رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير ، تمثل "فخ موت" للجنود والأسرى الإسرائيليين.
وأضاف أنه عندما يدخل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة، ستنتقل جميع مراكز سيطرة حماس إلى مناطق أخرى خارج المدينة، بحيث ينتقل مركز القوة إلى أماكن أخرى، ولن يؤثر وجود الجيش في أجزاء من مدينة غزة على استمرار عمليات حماس.
وأكد بريك أن حماس لم تُهزم رغم تصريحات القيادة العسكرية، مضيفا أن الحركة لا تزال تعتمد على شبكة أنفاق واسعة تمتد مئات الكيلومترات، لم يُدمر سوى جزء يسير منها.
وانتقد بريك السياسات التي انتهجها نتنياهو في السنوات الماضية، متهما إياه بأنه المسؤول عن تحويل أموال قطرية إلى حماس استفادت منها في بناء مئات الكيلومترات من الأنفاق، على حد وصفه. كما اتهمه بالمسؤولية عن تقليص حجم القوات البرية إلى ثلث ما كانت عليه قبل عقدين، الأمر الذي أضعف قدرات الجيش على البقاء في المناطق التي يدخلها واضطره إلى الاكتفاء بغارات متكررة.
وأشار اللواء الاحتياط إلى أن الجيش لم ينشئ قوات متخصصة للتعامل مع الأنفاق، ولم يطوّر تقنيات كافية لتدميرها، معتبرا أن البيانات الرسمية عن تدمير البنية التحتية لحماس "مضللة".
وقال إن استمرار القتال داخل مدينة غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء، وسيؤدي إلى انفجار لم تشهده إسرائيل من قبل، وقد يدفع حتى آخر حلفاء إسرائيل إلى وقف دعمها.
وأضاف بريك أن إعادة احتلال غزة "لن تؤدي إلى هزيمة حماس، بل ستترك إسرائيل بلا إنجاز عسكري، ومعزولة دوليا، ومثقلة بخسائر بشرية واقتصادية واجتماعية فادحة".
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أمس، أن الجيش بدأ المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" في غزة لتحقيق ما سماها أهداف الحرب.
في المقابل نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ممثل الجيش الإسرائيلي أمس خلال الجلسة المغلقة للجنة الخارجية والأمن أن مدينة غزة تحمل مكانة رمزية، مشيرا إلى أنه ليس من المؤكد أن احتلال المدينة سيؤدي إلى إضعاف حركة حماس.
وتصاعدت الخلافات داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها هي والفصائل الفلسطينية على المقترح الذي قدمه الوسيطان (قطر ومصر)، لكن إسرائيل قابلت هذه الخطوة بالتجاهل، ثم بإعلانها رفض "الصفقات الجزئية"، على حد وصفها.
وأعقبت إسرائيل تلك الخطوة بالإعلان عن موافقتها على خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة تشمل استدعاء 60 ألف جندي احتياط، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
وإزاء هذه التصريحات قال الخبير العسكري العميد حسن جوني للجزيرة نت، إن وضع الجيش الإسرائيلي وجاهزيته العملياتية قبل الشروع في تطوير عملياته العسكرية والتخطيط لاحتلال مدينة غزة كان صعبا للغاية.
وأوضح أن طول أمد الحرب التي يخوضها الجيش منذ ما يقارب السنتين أدى إلى إنهاكه، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية تعاني من مشاكل عديدة، أبرزها التراجع في الروح المعنوية للجنود في قطاع غزة، ما انعكس في حالات انتحار غير مسبوقة فيهم.
وأضاف جوني أن هناك فجوة واضحة بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، إذ تردد الجيش في تنفيذ بعض القرارات السياسية، وهو ما خلق حالة من انعدام الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية.
وأكد أن التوجه نحو احتلال غزة يمثل تورطا جديدا في حرب عصابات تشنها المقاومة الفلسطينية، لافتا إلى أن قوات الاحتلال تعرضت في أطراف غزة، مثل الشجاعية وحي الزيتون، لسلسلة عمليات نوعية أوقعت فيها خسائر فادحة.
وأشار إلى أن توغل الجيش الإسرائيلي داخل مدينة غزة سيضاعف من خطورته، إذ تمنح البيئة العمرانية المعقدة، سواء بين الركام أو المباني، أفضلية كبيرة للمقاومة التي تتمتع بحضور قوي داخل المدينة.
واختتم جوني "إن تقديرات بعض القادة الإسرائيليين التي تتوقع صعوبات هائلة في حال توغل الجيش في غزة دقيقة للغاية، بالنظر إلى طبيعة الميدان وتعقيداته".