خريطة تبيّن عدد سكان غزة قبل الحرب والانتشار الإسرائيلي

(CNN)-- انهارت الحياة الطبيعية في القطاع الساحلي بعد الرد الإسرائيلي الوحشي على هجوم حماس.

بعد سقوط جهاز الشرطة التابع لحماس، تُرك مئات الآلاف من سكان مدينة غزة، الذين لجأوا إلى مبانٍ مهدمة، ليتدبروا أمرهم بأنفسهم. في حيرة من أمرهم بشأن مستقبلهم، يترقب سكان مدينة غزة أنباءً عن وصول شحنة الغذاء التالية، أو صوت تساقط الماء المالح المفاجئ من أنابيب الحمامات، مما يمنحهم فرصة نادرة للاستحمام.

لا تسمح إسرائيل للصحفيين بدخول غزة. تحدثت شبكة CNN مع عدد من سكان مدينة غزة لرسم صورة عن حال المدينة في خضم الحرب.

عشرات الآلاف من الغارات الإسرائيلية حولت أبراج المدينة العديدة إلى أنقاض، بينما غمرت القمامة ومياه الصرف الصحي الشوارع. ملأ الدخان الأسود الناجم عن حرق البلاستيك والخشب، اللذين يستخدمهما السكان كوقود، السماء، وأصوات الطائرات الإسرائيلية المسيرة تدوي بلا انقطاع وسط دوي انفجارات متقطعة ناجمة عن الغارات الجوية القريبة.

شبكة فوضوية من أسلاك مولدات الكهرباء في الشوارع تُزوّد الكهرباء لمن يستطيعون دفع ثمنها. تعرض الأسواق تشكيلة عشوائية من المواد الغذائية باهظة الثمن، ربما نهبتها عصابات إجرامية من شاحنات المساعدات القليلة التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع.

توقفت المستشفيات والصيدليات عن العمل، ولا تزال منتجات النظافة الشخصية نادرة لدى الفلسطينيين، الذين يقولون إن انتشار القمل ونقص الفيتامينات وانعدام الطعام قد أصابهم بالمرض والضعف.

مع حلول الليل، يجوب المسلحون الشوارع، وتحمل العائلات السلاح لحماية نفسها. يمكن تحويل الأموال إلى غزة عبر نظام مصرفي غير رسمي، لكن من يرغب في سحبها يُجبر على دفع عمولة تصل إلى 50% للأفراد والجماعات التي تتحكم في المعروض النقدي.

إن الاستيلاء على أكبر مدينة في شمال غزة واحتلالها، والتي قال نتنياهو إنها واحدة من آخر معاقل حماس، سوف يتطلب من الجيش الإسرائيلي جلب 60 ألف جندي احتياطي إضافي وتمديد خدمة 20 ألف جندي آخرين، بالإضافة إلى أولئك الذين تم استدعاؤهم بالفعل.

وقال مصدر إسرائيلي هذا الأسبوع إن الجيش سيمنح الفلسطينيين مهلة شهرين تقريبا لإخلاء المنطقة المكتظة بالسكان قبل بدء الهجوم، وحدد موعدا نهائيا رمزيا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو الذكرى السنوية الثانية للحرب.

لم يتمكن مسؤول عسكري إسرائيلي آخر تقديم رقم دقيق لعدد قوات حماس في مدينة غزة، لكنه قال إن الجيش الإسرائيلي لم يتوغل في عمق المنطقة منذ ما يقرب من عامين من الحرب.

من المتوقع أن تواجه القوات عدوًا كان لديه الوقت الكافي للحفر، مستخدمًا شبكة أنفاقه الواسعة تحت مدينة غزة.