ياسر أبو شباب، شخصية فلسطينية برزت في الأشهر الأخيرة بعد قيادته مجموعة مسلحة معارضة لحركة حماس في رفح جنوبي قطاع غزة، وأثار الجدل مؤخراً خاصة بعد الكشف عن تلقيه دعماً إسرائيلياً.. نستعرض اليوم في جولة الصحف مقالاً كتبه أبو شباب لصحيفة وول ستريت جورنال، يشرح فيه أهداف مجموعته المسلحة، ورؤيته لمستقبل غزة، والدور الذي من الممكن أن يلعبه في تقديم بديل لحركة حماس في القطاع.
ونقرأ من صحيفة بانكوك بوست التايلاندية بعض التفاصيل عن الأحداث التي قادت إلى التصعيد الأخير بين تايلاند وكمبوديا، وعن أهمية تفعيل الحلول الدبلوماسية بين البلدين.
وأخيراً، نستعرض في صحيفة الغارديان مقالاً ينتقد النظام التعليمي في بريطانيا، وغياب التركيز على تعليم الطلبة فنون الحوار والخطابة، وهي مشاكل قد تُعمّم على أنظمة تعليمية أخرى حول العالم.
في صحيفة وول ستريت جورنال، كتب ياسر أبو شباب مقالاً يشرح فيه أهداف مجموعته المسلحة التي تنشط في قطاع غزة، ويطرح فيه مقارنة بين الوضع في عموم القطاع، والوضع في المناطق التي تسيطر عليها مجموعته، بل ويطالب في نهاية مقاله الولايات المتحدة والدول العربية بالاعتراف بإدارة فلسطينية تحت قيادته.
وبرز اسم ياسر أبو شباب في الأشهر الأخيرة في قطاع غزة بصفته قائد مجموعة مسلحة مناوئة لحركة حماس ومدعومة من إسرائيل. وتسيطر مجموعته التي تطلق على نفسها اسم "القوات الشعبية" على مناطق إلى الشرق من مدينة رفح جنوبي القطاع.
يقول أبو شباب إنه وبالنسبة لآلاف الفلسطينيين الذين يسكنون شرق رفح، حيث تسيطر مجموعته، "فإن الحرب انتهت بالفعل"، زاعماً أن مجموعته المسلّحة "استطاعت تأمين آلاف الكيلومترات المربّعة من المناطق التي تعود لقبيلته البدوية، قبيلة الترابين، شرقي رفح".
يُعيد أبو شباب التأكيد على أن مجموعته المسلحة "ليست حركة أيديولوجية، بل حركة براغماتية، هدفها الأساسي النأي بالفلسطينيين الذي لا علاقة لهم بحماس عن نيران الحرب".
يزعم أبو شباب أن مجموعته المسلّحة استطاعت إبعاد حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى عن شرقي رفح، وأن ذلك جعل الحياة في تلك المنطقة مختلفة عن بقية مناطق القطاع، إذ "يتوفّر للناس المأوى والغذاء والماء والمستلزمات الطبية دون خوف من سرقة حماس للمساعدات أو الوقوع في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي"، على حدّ قوله.
يتوسّع أبو شباب في وصف أحوال المنطقة التي تسيطر عليها مجموعته فيقول، إنه لم يعد هناك ضحايا جرّاء الغارات الجوية، ولا "طوابير فوضوية" للحصول على مساعدات، ولا أوامر إخلاء، و"لا أطفال يُستخدمون كدروع بشرية من قبل حماس"، كما أن الناس "ينامون ليلاً دون خوف من الموت".
يدعو أبو شباب في مقاله إلى تعميم هذه التجربة على بقية مناطق القطاع، إذ يرى أن شرق رفح لا ينبغي أن يكون استثناءً، بل "نموذجاً" لكل القطاع، فـ"غالبية الناس في غزة يرفضون حماس ولا يريدونها أن تبقى في السلطة بعد انتهاء الحرب"، وما يمنع سكّان غزة من التعبير عن "غضبهم الحقيقي تجاه حماس" هو غياب بديل عملي، وذلك لكون حماس تسيطر على إيصال المساعدات وتهيمن على مؤسسات مثل (الأونروا)، على حدّ زعمه، طارحاً تجربة شرق رفح بصفتها "الفرصة الوحيدة لتأمين مستقبل ينبذ العنف ويتمسك بالمنطق".
يقول أبو شباب إن مجموعته "تلقّت طلبات من عائلات عدّة للانتقال إلى شرق رفح، وإنها على استعداد لتولّي المسؤولية في بقية مناطق رفح، مشيراً إلى أن ذلك سيعني أن ثلث سكّان القطاع تقريباً سيكونون "خارج دائرة الحرب".
يتابع أبو شباب في شرح رؤيته المستقبلية، ويقول إن مجموعته المسلحة يمكنها، في وقت قصير، "تحويل معظم المناطق في غزة من منطقة حرب إلى مجتمعات فاعلة"، وحين تبدأ مرحلة إعادة الإعمار، يمكن لحماس التفاوض مع إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن "مقابل ممر آمن يُخرجها من غزة، إذ لا يريد الغزيّون أن تبقى حماس بينهم"، لكنه يشدد على أن رؤيته تحتاج في سبيل تحقيقها "إلى دعم مالي لمنع عودة حماس، ومساعدات إنسانية لتلبية احتياجات السكان العاجلة من الغذاء والمأوى، وممرات آمنة ليتمكن الناس من التنقل".
يطالب أبو شباب "بالنيابة عن معظم سكّان غزة" الولايات المتحدة والدول العربية، بالاعتراف رسمياً بإدارة فلسطينية مستقلة تحت قيادته، ويقول إنه يرى مستقبل غزة من شرق رفح، "حيث تنام العائلات بأمان"، متسائلاً عمّا إذا كان العالم سيدعم رؤيته في بناء القطاع بعيداً عن "أيديولوجيات العنف والإرهاب".
نقرأ في صحيفة بانكوك بوست التايلاندية، مقالاً يناقش التصعيد الأخير بين تايلاند وكمبوديا على إثر خلاف حدودي قديم بين الجارتين الآسيويتين، والذي تطوّر إلى اشتباكات عبر الحدود.
تسلّط الصحيفة الضوء على معبد "تا موين توم" الديني الذي يقع في قلب المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، ويُعد "نقطة ساخنة" في الصراع بين البلدين الذي تغذّيه "المواجهات الغاضبة بين السكّان المحليين على جانبَي الحدود".
تقول الصحيفة إن التوتر بدأ يتصاعد في مايو/أيار 2025 في المنطقة، ومنذ ذلك الحين، تسود حالة من المواجهة بين السكّان على جانبَي الحدود، إذ "ازداد عدد الزوار إلى المعبد من البلدين لتثبيت المطالبة به ومواجهة الطرف الآخر"، كما أن هذه المناكفات امتدت لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث "يتبادل المستخدمون الشتائم، ويؤكدون أحقية بلدهم بالمعبد".
تشير الصحيفة إلى "ضعف قيادة" حزب (فو تاي) الحاكم في التعامل مع المسألة الكمبودية، إذ "ألقى الحزب بالمسؤولية في هذه القضية على الجيش"، وتطرح في هذا السياق ما حصل مع رئيسة الوزراء التايلاندية، باتونجتارن شيناواترا، الموقوفة عن العمل بقرار قضائي، حين تسرّبت مكالمة بينها وبين الزعيم الكمبودي هون سين، بدت فيها شيناواترا حريصة على "استرضاء" هون سين.
ترى الصحيفة أن القوة العسكرية وحدها غير قادرة على إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح، وأن "الوقت قد حان للتفكير في الدبلوماسية، والدفع باتجاه جلوس البلدين على طاولة المفاوضات"، وذلك يتطلب أيضاً "التعاون وحسن النية من جانب كمبوديا"، لكنه أمر صعب، برأي الصحيفة، فعائلة هون سين الحاكمة في كمبوديا نجحت في "لعب ورقة القومية ضد تايلاند"، كما أن وسائل الإعلام هناك "تصوّر أحياناً تايلاند على أنها العدو"، إلا أنّه على القيادة الكمبودية أن تفكر فيما "إذا كانت هذه التكتيكات مبررة بالنظر إلى الضرر الذي قد يلحق بالعلاقة بين البلدين على المدى الطويل".
لا تُخفي الصحيفة صعوبة المهمة في استعادة العلاقات المتضررة بين البلدين، لكنها تشدد على أن كلا الجانبين بحاجة إلى "التفكير بجدية في كيفية إنقاذ الموقف" قبل أن ينزلقا إلى الحرب.
في صحيفة الغارديان، نقرأ مقالاً للكاتب سيمون جنكينز، يناقش فكرة غياب تعليم الأطفال فنون الخطابة والكلام في النظام التعليمي البريطاني، مقابل التركيز على محاور أخرى مثل الرياضيات والكتابة والقراءة، وهي فكرة قد تنطبق على الكثير من الأنظمة التعليمية خارج بريطانيا كذلك.
وينتقد جنكينز كذلك سياسات حكومة حزب العمّال بقيادة كير ستارمر، التي "تراجعت عن وعود قطعتها بالتركيز على تعليم الكلام في المدارس".
يرى الكاتب أن "أكبر إخفاق" للمدارس البريطانية هو تعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب دون تعليمهم الكلام والخطاب، فالمدارس، برأيه، تعلّم الطلبة ما تستطيع التكنولوجيا أن تفعله لهم، لكنها لا تعلّمهم ما لا تستطيع التكنولوجيا فعله.
ويشير في هذا السياق إلى "شكاوى متكررة" من أصحاب العمل من افتقار المتقدمين للوظائف إلى "المهارات الاجتماعية وعقلية العمل"، كما أن طلبة المدارس "نادراً ما يتم تعليمهم كيفية تقديم أنفسهم، أو النقاش بالحجج، أو بناء العلاقات الإنسانية"، والمهمة الوحيدة التي يُكرّس لها التدريس "بشكل شبه حصري" تتمثل في الامتحانات، وهي نشاط يُمارس "في صمت تامّ".
يذكر الكاتب الوعود التي أطلقها كير ستارمر في عهد رئيس الوزراء السابق، ريشي سوناك، حيث تعهّد بأن تعليم الخطابة سيكون من أولويات حكومة حزب العمّال، لكنه "لم يكرر هذا الوعد، إذ إن المراجعة الحكومية الأخيرة للمناهج التعليمية لم تتضمن كلمة الخطابة".
يطرح الكاتب مثالاً من المدارس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث يركّز التعليم على الأداء والتعلم في مجموعات، إذ لا يقتصر دور المعلّم هنا على التلقين، بل يمتد إلى توجيه النقاشات بين الطلبة. ويرى أن الخطابة تساعد التلاميذ على التعبير عن أفكارهم للآخرين، والاستماع والردّ بـ"أدب وذكاء".
يذكر جنكينز ملاحظة شخصية رصدها بين التلاميذ أثناء مغادرتهم إحدى المدارس المحلية، فهم "لا يتحدثون، بل يكتفون بالنظر إلى الهاتف أو الصراخ"، ويعبّر في هذا السياق عن قلقه من "ازدياد الأمراض النفسية بين المراهقين، والتغيب عن العمل، والبطالة"، مشيراً إلى أن التعليم المدرسي في بريطانيا "عالق" في عباءة مهنية قديمة تمنع الإصلاح، تتمثل في طول الفصول الدراسية، والتحيّز الأكاديمي، والهوس بالامتحانات.