شيّع الفلسطينيون في خان يونس جنوبي قطاع غزة ، اليوم السبت، جثمان الفنان الكوميدي والناشط الإنساني محمود خميس شراب، الذي استشهد مع عدد من أفراد عائلته جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمتهم في منطقة المواصي.
ويعد شراب من الوجوه المعروفة في غزة، حيث عُرف بمبادراته الإغاثية ومشاركته الفاعلة في دعم صمود السكان في ظل ظروف الحصار والعدوان المتكرر.
ومن "هاوٍ" للكوميديا إلى فنان يرسم الابتسامة وسط الدمار، ظل محمود شراب مصدر أمل للنازحين والمحتاجين، حتى لحظة استشهاده.
وبحسب مصادر محلية، استشهد محمود إلى جانب حماته وشقيق زوجته محمد سعيد شبير، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمتهم المؤقتة، في استمرار لما وصفه الأهالي بـ"حرب إبادة تطال كل مكونات المجتمع الغزي بلا تمييز".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة حزن وغضب، إثر نشر المصوّرين علم الدين صادق وعبد الله العطار مشاهد مؤثرة للحظة وصول جثمان الشهيد إلى مجمع ناصر الطبي، حيث ظهر شقيقه وهو ينتحب بحرقة قائلا: "هاي اليدين المربطة، ياما عملت خير… إيديك اللي كانت تسند الجوعى والنازحين، الله يرحمك يا محمود".
وتداول الناشطون آخر منشور للفنان شراب قبل استشهاده بساعات، كتب فيه: "الحمد لله خلال الأسبوع المنصرم وخلال فصل النت، تم توزيع 15 عربية سقيا ماء، بارك الله فيكم وفي ميزان حسناتكم، وإن شاء الله نقدر نخدمكم خلال الأسبوع هادا ونوفر أكبر عدد من العربيات للمناشدات."
ومنذ السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية عن أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، منهم أطفال.