آخر الأخبار

الصحف: الشرع يرى أن ترامب "الرجل الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة" - جويش جورنال

شارك
مصدر الصورة

تتناول جولة الصحف اليوم قضايا متنوعة: بين آراء رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العديد من القضايا؛ وواقع السعودية في مرحلة يقودها محمد بن سلمان؛ والتحولات في المواقف الأوروبية إزاء الحرب في قطاع غزة.

في صحيفة "جويش جورنال" كتب رجل الأعمال جوناثان باس مقالاً بعنوان "حوار مع زعيم سوري: رحلة ما وراء الأنقاض".

وكان باس التقى الشرع في قصر الشعب في دمشق الشهر الماضي، وقال إن القصر فخم ويتناقض مع المباني المتواضعة المحيطة به، كما أبدى ملاحظته بعدم وجود صور للشرع على الجدران، ولا حتى شعارات.

وتحدّث عن حوار دار مع الشرع حول إعادة البناء والمصالحة وعبء قيادة أمة مُحطمة منذ زمن طويل.

و"يتصرّف الشرع بثقة تامة، ويتحدث بهدوء، لكن كل كلمة تأتي بتأنٍ، ولا يوجد في صوته أي نبرة انتصار، ولديه رؤية واضحة بشأن الإرث الذي يرثه"، وفق باس.

ونقل رجل الأعمال عن الشرع قوله "ورثنا أكثر من مجرد خراب؛ ورثنا الصدمة، وانعدام الثقة والتعب. لكننا ورثنا أيضاً الأمل. هَشّ، نعم، لكنه حقيقي".

"الماضي حاضر في عيون كل شخص، في كل شارع، في كل عائلة. لكن واجبنا الآن هو عدم تكرار ذلك. ولا حتى كنسخة أكثر ليونة، علينا أن نخلق شيئاً جديداً تماماً"، وفق ما نقل باس عن الشرع.

"رجل سلام"

وتحدث باس عن رؤية للشرع تركّز على مجتمع نابض بالحياة، متعدّد الثقافات، مشيراً إلى أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا "يدعم حق العودة لجميع السوريين - اليهود والدروز والمسيحيين، وغيرهم من الذين جرى الاستيلاء على أملاكهم في ظل حكم عائلة الأسد"، بحسب باس.

"إذا كنتُ وحدي المتحدث، فسوريا لم تتعلم شيئاً. ندعو جميع الأصوات إلى طاولة الحوار - العلمانية والدينية والقَبَلية والأكاديمية والريفية والحضرية. على الدولة أن تُنصت الآن أكثر مما تُملي"، بحسب الشرع خلال اللقاء.

وطُرح سؤال خلال اللقاء: هل سيعود الناس إلى الثقة؟ هل سيصدّقون وعود حكومة تنهض من رماد الدكتاتورية؟، أجاب الشرع: "لا أطلب الثقة، بل أطلب الصبر والتدقيق. حاسبوني. حاسبوا هذه العملية. هكذا ستأتي الثقة".

وتحدث باس عن مطالبة الشرع ببرامج اقتصادية طارئة تُركز على خلق فرص عمل في الزراعة والصناعة والبناء والخدمات العامة.

وقال الشرع لباس: "لم يعد الأمر يتعلق بالأيديولوجيا، بل بإعطاء الناس سبباً للبقاء، وسبباً للعيش، وسبباً للإيمان".

"لن تُبنى سوريا المستقرة بالخطابات أو الشعارات، بل بالأفعال في الأسواق، وفي الفصول الدراسية، وفي المزارع، وفي ورش العمل. سنعيد بناء سلاسل التوريد. ستعود سوريا مركزاً للتجارة والتبادل التجاري"، بحسب الشرع خلال اللقاء.

وقال رئيس المرحلة الانتقالية السورية: "كل شاب يعمل يُقلل من خطر التطرف. كل طفل في المدرسة يعد صوتاً للمستقبل".

وفي أحد أكثر أجزاء الحديث حساسية خلال اللقاء، تناول الشرع مستقبل علاقة سوريا بإسرائيل، قائلا: "أريد أن أكون واضحاً. يجب أن ينتهي عصر التفجير المتبادَل الذي لا ينتهي. لا تزدهر أي دولة عندما يملؤها الخوف. الحقيقة هي أن لدينا أعداءً مشتركين، ويمكننا أن نلعب دوراً رئيسياً في الأمن الإقليمي".

وأعرب الشرع خلال اللقاء عن رغبته في العودة إلى روح اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ليس فقط كخط لوقف إطلاق النار، بل كأساس لضبط النفس المتبادَل وحماية المدنيين، وخاصةً الدروز في جنوب سوريا ومرتفعات الجولان.

وقال الشرع إن "الدروز السوريين ليسوا بيادق. إنهم مواطنون - متجذرون بعمق، ومخلصون تاريخياً، ويستحقون كل الحماية بموجب القانون".

وبينما امتنع الشرع عن اقتراح التطبيع الفوري، أشار إلى انفتاحه على محادثات مستقبلية قائمة على القانون الدولي والسيادة، وفق الشرع.

وتحدث الشرع عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اللقاء، ووصفه بـ"رجل سلام".

وأضاف الشرع: "تعرّض كِلانا لهجوم من نفس العدو. ترامب يُدرك جيدا أهمية النفوذ والقوة والنتائج. سوريا بحاجة إلى وسيط نزيه يُعيد ضبط الحوار".

وتابع الشرع: "إذا كانت هناك إمكانية لتوافق يُسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والأمن للولايات المتحدة وحلفائها، فأنا مستعدّ لإجراء هذا الحوار. إنه الرجل الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة، وجمع شملنا، خطوة بخطوة".

ورأى باس أن سوريا الجديدة لا تخشى اتخاذ خطوات غير تقليدية سعياً وراء السلام، كما رأى أنّ ماضي الشرع "المتطرف والعنيف" علّمه كيفية التعامل مع المستقبل.

"تاريخه مع التطرف جعله قادراً على الدفاع عن سوريا من الداخل - ضد تنظيم الدولة وضد مَن يسعون إلى تقويض التقدم الهَشّ الجاري".

ووفق تحليل باس فإن الشرع "تطور من الثورة إلى الحكم، ويمتلك القدرة على القيادة والتأثير في المستقبل الحقيقي لهذا البلد".

"استبداد وتكنولوجيا"

مصدر الصورة

وفي صحيفة واشنطن بوست كتبت كارين عطية عن "الصداقة الناشئة بين الاستبداد والتكنولوجيا".

وفي هذا المقال تحاول عطية الربط بين أقوال ومواقف الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي وواقع السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.

وقالت عطية إن خاشقجي وصف "الجانب المظلم لجهود المملكة العربية السعودية نحو التحديث".

ورأت أن خاشقجي كان يحاول، بشكل بَنّاء، اختراق الأوهام المستقبلية حول السعودية التي كان محمد بن سلمان يحاول بيعها للعالم.

وقالت إن ولي العهد السعودي يدفع برؤية ثاقبة لسعودية متطورة، تضمّ أسراباً من الروبوتات، ومُدناً أشبه بأفلام الخيال العلمي، واستثمارات تكنولوجية وفيرة.

كما أمر محمد بن سلمان باعتقالات جماعية في صفوف المجتمع المدني، مُظهراً أن السعودية - حاضراً ومستقبلاً - لن تتسامح مع المعارضة ولا سيما مع النساء المُعبّرات عن آرائهن، بحسب عطية.

واستذكرت عطية مقالاً لخاشقجي في 2017 بعنوان "وليّ العهد السعودي يريد سحق المتطرفين، لكنه يعاقب الأشخاص الخطأ".

وجاء في المقال: "في الوقت الذي كان فيه محمد بن سلمان يستضيف مؤتمراً استثمارياً، مطالباً العالم بضخّ الأموال في رؤيته لسعودية "منفتحة" وحديثة. ولإحداث ضجة، منحت الدولة بفخر جنسيتها لصوفيا، وهي روبوت بملامح غربية ولهجة أمريكية سلِسة. في هذه الأثناء، كان السعوديون - صحفيون وناشطون ونساء - يُعتقلون ويُسجنون ويُطلب منهم التزام الصمت".

وتساءل خاشقجي في المقال: "هل يُمكننا حقاً تقديم صورة مُقنعة لمجتمع حديث، بالروبوتات والأجانب والسياح، بينما يُفرض على السعوديين الصمت، على بُعد أميال من مدينة نيوم؟"

بعد عام، قُتل جمال وقُطِّعت جثته على يد سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول، وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن محمد بن سلمان هو من أذن بهذه العملية، وفق المقال.

"مرّت سبع سنوات، وما زال هناك الكثير مما يُذكّرني بجمال والأحاديث التي دارت بيننا عن الأوهام التي كانت تُروّج، وعن سحق الناس عند الضرورة لإفساح المجال للتحديث"، وفق عطية.

كان جمال يُشير في كثير من الأحيان إلى أن السعودية ليست غنية كما قد توحي صورتها، وأن جزءاً من سكانها يعيش في فقر ويعتمد على المساعدات الحكومية.

وأشارت عطية إلى عودة العديد من أغنى رجال الولايات المتحدة وأقوى قادتها إلى أحضان محمد بن سلمان.

هذا الشهر، وبينما كان الرئيس ترامب يزور السعودية، كان محمد بن سلمان يُروّج مجدداً لمملكته كمركزٍ للاستثمار العالمي في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بحسب المقال.

ورأت عطية أن السعودية ومحمد بن سلمان عبارة نسختين مُصَغَّرتين لواقع أوسع، مضيفةً أن تراجع الديمقراطية عالمياً، وما صاحبه من هجمات على حرية الصحافة والنشطاء وحقوق الإنسان الأساسية، يتزامن أيضاً مع تسارع التكنولوجيا.

ووفق تحليل عطية، فإن تسارع التقدم التكنولوجي يؤدي إلى محو البشرية وتاريخها، مضيفةً: "تُمحى مساهمات النساء والسود والأقليات الأخرى من أرشيف الحكومة ومواقعها الإلكترونية وذاكرتها الرقمية".

"كان جمال يدقّ ناقوس الخطر بشأن رؤية محمد بن سلمان، وأنه وسط الأوهام التي تُغذّيها التكنولوجيا، يُمحى السعوديون"، وفق عطية.

صحوة أوروبية

مصدر الصورة

أما في صحيفة "الغارديان" البريطانية، فكتبت ناتالي توتشي مقالاً بعنوان "أوروبا لن تتفق أبداً بخصوص إسرائيل - ولكن إليكم طريقة يمكن من خلالها التصرف لمساعدة غزة".

ورأت توتشي أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، وهذا يمنح الاتحاد القدرة على تغيير مسار هذه الحرب "الوحشية".

وتحدثت توتشي عن بدء استيقاظ ضمائر أوروبية على "جرائم" الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفة: "حان الوقت لذلك".

وتساءلت الكاتبة عن سبب هذه الصحوة الطويلة والبطيئة؟ هل هو قتل إسرائيل لأكثر من 54 ألف فلسطيني منذ هجوم حماس المروع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؟ آلاف الأطفال الرُضّع معرضون لخطر الموت جوعًا ولسوء التغذية الحاد؟ مدنيون يحترقون أحياءً؟ خطط الوزراء الإسرائيليين لإعادة احتلال قطاع غزة وإعادة استعماره، وطرد الفلسطينيين؟ أم ربما إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على دبلوماسيين، بمن فيهم أوروبيون، في الضفة الغربية - أم الهتافات العنصرية، خلال مسيرة ممولة من الدولة في القدس، "الموت للعرب" و"لتحترق قراهم"؟".

ورأت صاحبة المقال أن "أوروبا ربما تقترب من نقطة تحوّل على الرسم البياني وقلْب الصفحة المظلمة من تواطئها مع الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عشرين شهراً في غزة".

وأشارت توتشي إلى اتخاذ "أقلية من الدول الأوروبية موقفاً مبدئياً" ضد الحرب، مثل إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، مقابل أقلية من الدول التي واصلتْ تقديم دعمها الصريح لحكومة نتنياهو. أكثرها ثباتاً هي جمهورية التشيك والمجر، تليها ألمانيا وإيطاليا، فيما التزمت معظم الدول الأوروبية الأخرى الصمت في خضم هذه الحرب، وفق الكاتبة.

وأشارت صاحبة المقال إلى مقاومة الحكومات الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي اقتراح دونالد ترامب الذي أسماه "ريفييرا" الشرق الأوسط.

ولفتت الكاتبة إلى تعليق المملكة المتحدة لمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثنائية مع إسرائيل، منوّهة إلى أن ذلك الموقف من جانب لندن "لا يُحمّل المفاوضات إسرائيل أي تكلفة، نظراً لعدم وجود اتفاقية حتى الآن. لكن لهذا الأمر أهمية رمزية".

وقالت توتشي إن فرنسا أكثر تأثيراً ونشاطاً، في سعيها الدبلوماسي نحو حل الدولتين والتلميح إلى إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل.

"تُعد هذه خطوات صغيرة، معظمها نظري و/أو مؤقت. لكنها تُشير إلى تغيير في الوتيرة والنهج"، وفق توتشي.

"ربما يكون التحرك الأكثر أهمية داخل الاتحاد الأوروبي هو تعليق ترتيبات التجارة التفضيلية مع إسرائيل بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"، بحسب الكاتبة.

لكنها أوضحت أن تعليق التجارة التفضيلية لا يُمثّل عقوبة؛ فالعقوبات، التي تعني حظراً أو قيوداً على الاستيراد، تتطلب موافقة بالإجماع في الاتحاد الأوروبي.

"من الصعب تخيّل موافقة جميع حكومات الاتحاد الأوروبي على ذلك. كما يصعب تخيّل تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بأكملها، لأن هذا يتطلب إجماعاً كذلك"، وفق الكاتبة.

ورأت صاحبة المقال أن تعليق أحكام التجارة التفضيلية في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل قد لا يُوقف الحرب في غزة بين ليلة وضحاها، لكنه سيكون أول خطوة ملموسة من جانب المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على "جرائمها".

"في نهاية المطاف، فرْض مثل هذه التكاليف هو السبيل الوحيد لإحداث التغيير"، وفق الكاتبة التي استدركتْ قائلة صحيحٌ إن "التحرك الآن لن يُعيد الحياة إلى عشرات الآلاف .. وستبقى هذه الخسائر وصمة عارٍ على ضميرنا الجماعي، ولكن من شأنه أن يقلل من احتمالات المستقبل القاتم الذي لن يحمل في طياته سوى المزيد من الموت والدمار"، على حدّ تعبيرها.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا