آخر الأخبار

هاري كين: المهاجم الإنجليزي يكسر نحسه التاريخي ويتوج بأول ألقابه مع بايرن ميونخ

شارك
مصدر الصورة

أنهى المهاجم الإنجليزي هاري كين عقدة طويلة لازمته طوال مسيرته الاحترافية، بعد أن توج بلقبه الأول مع نادي بايرن ميونخ، إثر حسم الفريق البافاري لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) للمرة 34 في تاريخه، مساء الأحد.

وعبّر كين عن فرحته عبر حسابه على "إنستغرام"، حيث نشر صورة رمزية لكأس، في إشارة رمزية للتتويج، قبل أن يشارك مقطع فيديو يظهر احتفالاً مع زملائه وهم يرددون النشيد الشهير "نحن الأبطال"، كبداية لسلسلة من الاحتفالات المرتقبة خلال الأيام المقبلة.

وجاء تتويج كين ليُبرهن صحة قراره بمغادرة توتنهام هوتسبير في صيف 2023، والانضمام إلى بايرن ميونخ - مقابل 100 مليون يورو إضافة إلى الحوافز - بحثاً عن المجد والبطولات مع أحد أنجح الأندية في ألمانيا والعالم.

وفي أول تصريح له بعد انضمامه إلى بايرن، أكد كين: "توتنهام نادٍ أحمله في قلبي، لكنني أريد المنافسة على الألقاب والمشاركة في دوري الأبطال، وعندما تواصل بايرن معي، أدركت أنها فرصة يجب أن أغتنمها".

ورغم أن موسمه الأول مع بايرن شهد خروج الفريق خالي الوفاض من البطولات، إلا أن كين لم يفقد الأمل. ففي فبراير/شباط الماضي، قال متحدياً منتقديه: "كثيرون تحدثوا عن فشلي في التتويج بلقب حتى الآن، وسيكون من الرائع إسكاتهم".

وخلال مسيرته، خسر كين عدة نهائيات، بينها نهائي دوري أبطال أوروبا مع توتنهام عام 2019، ونهائي كأس الأمم الأوروبية مرتين مع المنتخب الإنجليزي، ما زاد من وطأة ما وُصفت بـ"العقدة" التي لاحقته، كما وصفته الصحف العالمية وجماهير الأندية الرياضة بالـ "منحوس".

الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ، يان كريستيان دريسين، هنأ كين بحرارة قائلاً: "نبارك لهاري من أعماق قلوبنا. لقد سجل 80 هدفاً مذهلاً وأثبت أن كين قادر على الفوز بالبطولات".

وساهم تعادل باير ليفركوزن مع فرايبورغ بنتيجة 2-2 في ضمان اللقب للبافاري، ليحصد الفريق درع الدوري للمرة الـ12 خلال آخر 13 موسماً.

مصدر الصورة

وبالنسبة لهاري كين، فإن هذا التتويج يمثل كسراً فعلياً لسلسلة من الإخفاقات على مستوى الأندية والمنتخب، ليبدأ أخيراً كتابة فصل جديد من الإنجازات.

ويقترب النجم الإنجليزي من تحقيق إنجاز إضافي، إذ يسير نحو التتويج بجائزة هداف البوندسليغا في موسمه الأول، بعد أن حطم رقماً قياسياً بتسجيل 60 هدفاً في أول 60 مباراة خاضها مع الفريق.

وفي أجواء احتفالية بسيطة، ظهر كين على وسائل التواصل الاجتماعي في مقاطع من حفل خاص في أحد مطاعم ميونخ، حيث تجمّع قرابة 30 شخصاً من مشجعي بايرن للحصول على توقيعات اللاعبين، وسط هدوء نسبي في المدينة.

ومن المنتظر أن يقام احتفال جماهيري كبير في ساحة "مارين بلاتز" وسط ميونخ يوم 18 مايو/أيار الحالي، عقب ختام مباريات الفريق، على أن يتم تسليم درع البطولة رسمياً بعد مواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ، السبت المقبل.

الهداف الذي استعصى عليه التتويج

مصدر الصورة

ورغم الأرقام القياسية التي حققها والجوائز الفردية التي حصدها، يواجه النجم الإنجليزي هاري كين انتقادات متكررة بسبب غياب الألقاب عن مسيرته، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.

إذ لم تكن مسيرة كين على النحو الذي يليق بهداف منتخب إنجلترا التاريخي. فمنذ بداياته مع فريق الشباب في توتنهام تحت سن 14 عاماً، لم يُنظر إليه كأفضل المواهب بحسب مدربه السابق أليكس إنغلثورب، الذي قال إن كين "لم يكن حتى من بين الأفضل في فئته".

وفي الوقت الذي توج فيه توتنهام بآخر ألقابه – كأس رابطة المحترفين عام 2008 – كان كين لا يزال لاعباً ناشئاً، ومع توقيعه أول عقد احترافي في يوليو/تموز 2010، خاض سلسلة من الإعارات الشاقة مع أندية ليتون أورينت، ميلوول، ليستر سيتي ونورويتش سيتي، قبل أن يفرض نفسه أخيراً في الفريق الأول لتوتنهام.

وما إن استقر كين في تشكيلة "السبيرز"، حتى بدأ في كتابة التاريخ: أصبح الهداف التاريخي للنادي بـ280 هدفاً في 435 مباراة، وصعد إلى المركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز بـ 213 هدفاً، خلف الأسطورة آلان شيرر.


*
*

لكن رغم تألقه الفردي وتتويجه بالحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي ثلاث مرات، فإن مسيرته مع توتنهام اتسمت بإخفاقات جماعية؛ أبرزها خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول، وبلوغ نهائي كأس الرابطة مرتين دون تتويج، فضلاً عن تفريط الفريق في المنافسة على الدوري لصالح ليستر سيتي وتشيلسي في مواسم حاسمة.

ولم يختلف الحال مع المنتخب الإنجليزي؛ حيث اكتفى كين بمركز الوصيف في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، والخروج من نصف نهائي مونديال 2018 رغم تتويجه بالحذاء الذهبي في تلك النسخة، وتقاسمه لقب الهداف في يورو 2020.

النجم الألماني السابق يورغن كلينسمان علّق على ذلك قائلاً: "قلت مراراً إنه إذا غادر كين توتنهام، سيحظى أخيراً بفرصة للفوز بالألقاب".

وبدا هذا التوقع في طريقه للتحقق حين انتقل كين إلى بايرن ميونخ الذي اعتاد السيطرة على الدوري الألماني بـ11 لقباً متتالياً، لكن الواقع جاء على خلاف التوقعات، إذ حصد ليفركوزن لقب الدوري الألماني بينما احتل بايرن ميونيخ المركز الثالث وهو أدنى مركز له منذ عام 2011، بينما خسر فريق توماس توخيل أمام ريال مدريد الفائز باللقب في النهاية في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وأشار توفيق خليل، المعلق في إذاعة ARD إلى أن "الجميع سخر منه، بايرن فاز بالبوندسليغا 11 عاماً متتالياً، ثم جاء كين، وخسر الفريق كل شيء!".

واختتم خليل: "جاء إلى ميونيخ لأن هذا النادي يُعد بوابة التتويج، لكن الموسم كان كارثياً. لقد كانت ضربة قاسية له".

"لا أحد يستحق اللقب أكثر من كين"

مصدر الصورة

وبعد ست إخفاقات متتالية في المباريات النهائية – ثلاث مع توتنهام، واثنتان بقميص إنجلترا، وواحدة مع بايرن ميونيخ – أثمرت عزيمة هاري كين، الهداف المتواضع في حضوره والقاسي بأدائه، عن أول تتويج كبير في مسيرته الاحترافية.

فاز كين بأول ألقابه في الدوري الألماني، ليضيف اللقب رقم 34 إلى خزائن بايرن ميونيخ، لكن مساهمة المهاجم الإنجليزي تخطّت مجرد الإحصاءات، لتشكل عنصراً محورياً في مشروع المدرب الجديد فينسنت كومباني.

وقال كومباني، قائد مانشستر سيتي وبلجيكا السابق إن "وجود لاعب بمثل جودته، يركض ويقاتل كما لو كان شاباً يبحث عن إثبات نفسه، أمر لا يُقدر بثمن. لقد لعبت ضده في السابق، وأستطيع القول إنه أصبح أفضل مع مرور الوقت".

وفي مواجهة الانتقادات المتكررة التي تطاله بشأن "الغياب في المباريات الكبرى"، ردَ المدير الرياضي حسن صالح حميديتش: "تحدثنا مع كين بعد تلك المباراة، وقال ببساطة: نعم، الجميع كان يتوقع أن أسجل، ولم أفعل، هذه هي كرة القدم. كان صريحاً ومتقبلاً للموقف".

وعلى الرغم من الخروج المخيب من كأس ألمانيا على يد باير ليفركوزن، حافظ بايرن بقيادة كومباني وكين في قلب الهجوم، على تفوقه المحلي، باستثناء تعثر وحيد أمام بوخوم في مارس/آذار.

كين، الذي سجل 36 هدفاً في موسمه الأول مع بايرن، بات ثالث أكثر أصحاب الأهداف خلال موسم واحد في تاريخ الدوري الألماني، خلف أسطوري النادي جيرد مولر وروبرت ليفاندوفسكي. كما حطم رقم إيرلينغ هالاند كأسرع لاعب يصل إلى 60 هدفاً في البوندسليغا.

وقال الأسطورة الألماني يورغن كلينسمان: "كين اندمج سريعاً في المنظومة، واستفاد من اللاعبين حوله، خصوصاً في خط الوسط. إنه حجر أساس في مشروع بايرن".

أما أولي هونيس، الرئيس الفخري للنادي، فاختصر الإنجاز بقوله: "كين يقاتل، يعمل بجد، ويسجل بغزارة. لا أحد يستحق هذا النجاح أكثر منه".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا