أُجّلت الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
قالت إيران إن البلدين، إلى جانب عُمان وهي الدولة الوسيطة، قرروا تأجيل اجتماع السبت في روما "لأسباب لوجستية وفنية". بينما ذكرت الولايات المتحدة أن موعد المحادثات لم يُؤكَّد أصلاً.
يأتي ذلك في حين هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات ضد الذين يشترون النفط أو البتروكيميائيات الإيرانية يوم الخميس، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة هذا الأسبوع على شركات قالت إنها مرتبطة بطهران.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي السابق بين إيران وخمس قوى عالمية أخرى في عام 2018.
وقال منذ فترة طويلة إنه سيتوصل إلى اتفاق "أفضل".
وسبق أن حذّر من اللجوء إلى عمل عسكري إذا لم تنجح هذه المحادثات الجديدة، التي بدأت في أبريل/نيسان. ووصف الجانبان الجولة الأولى من المحادثات في العاصمة العمانية مسقط بأنها "بناءة".
وصرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن "تصميم طهران على التوصل إلى حل تفاوضي" لم يتغير.
وكتب في منصة (إكس): "في الواقع، نحن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن: ضمان إنهاء العقوبات، وخلق الثقة في أن البرنامج النووي الإيراني سوف يظل سلمياً إلى الأبد مع ضمان احترام الحقوق الإيرانية بشكل كامل".
مع ذلك، صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن اجتماع السبت لم يُؤكّد بعد.
وتوقع عقد الجولة التالية "في المستقبل القريب".
وتحدث وزير الخارجية العماني عن تحديد موعد جديد عند موافقة جميع الأطراف.
ومن غير المرجح أن يعني هذا الإعلان انهيار المحادثات، لأن الجانبين يحرصان على تجنب الحرب.
وتشير التقارير الواردة من طهران إلى تزايد الشكوك حول جدوى المحادثات، مشيرةً إلى العقوبات الجديدة وما تصفه طهران بمواقف متناقضة من الوفد الأمريكي.
وفي إطار سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها ترامب تجاه طهران، استهدفت العقوبات التي أُعلن عنها الأربعاء كيانات قالت الولايات المتحدة إنها متورطة في التجارة غير المشروعة للنفط والبتروكيميائيات الإيرانية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "يواصل النظام الإيراني تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، وتطوير برنامجه النووي، ودعم شركائه ووكلائه الإرهابيين".
"اليوم، تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لوقف تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام لتمويل هذه الأنشطة المزعزِعة للاستقرار".
وكتب ترامب منشوراً في حسابه على منصة "تروث سوشيال" يوم الخميس: "أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط أو البتروكيميائيات من إيران سيخضع فوراً لعقوبات ثانوية".
"ولن يُسمح لهم بالتعامل تجارياً مع الولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل من الأشكال".
ووصفت إيران العقوبات الأخيرة بأنها "دليل إضافي على تناقض تصرفات صانعي القرار الأمريكيين وانعدام حسن النية".
أشارت تقارير إعلامية إيرانية أيضاً إلى منشور لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث يوم الخميس، حذّر فيه من أن إيران "ستتحمل العواقب" لدعمها الحوثيين في اليمن.
وأعاد مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يرأس الوفد الأمريكي، نشر الرسالة.
وجاء فيها: "رسالة إلى إيران: نرى دعمكم الفتاك للحوثيين. نعرف تماماً ما تفعلونه. ستتحملون العواقب في الوقت والمكان الذي نختاره".
وأعلن الحوثيون أنفسهم جزءاً من "محور المقاومة" الذي يضم جماعات تابعة لإيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة والغرب عموماً، إلى جانب جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني.
وشنت الولايات المتحدة ضربات قاتلة على أهداف حوثية في الأشهر الأخيرة بعد هجمات الجماعة على سفن شحن في البحر الأحمر بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 رداً على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال ترامب إنه يبحث عن حل يقطع الطريق على إيران لصنع قنبلة نووية، لكن هناك من يضغط في إدارته من أجل التفكيك الكامل لبرنامج التخصيب النووي الإيراني.
ويضغطون أيضاً على إيران لوقف دعمها لوكلائها في المنطقة، بمن فيهم جماعة أنصار الله الحوثية.
وتؤكد إيران أن برنامجها سلمي وأن لها الحق في التخصيب. وتأمل في التوصل إلى اتفاق يحد من برنامجها النووي وليس تفكيكه، مقابل تخفيف العقوبات.
بعد روسيا، خضعت إيران لأوسع مجموعة من العقوبات في التاريخ، فرضتها الولايات المتحدة على البلاد.
وجعل الرئيس مسعود بيزشكيان سياسات إيران الاقتصادية تتمحور حول الوعد برفع هذه العقوبات.