( CNN )-- قالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، الجمعة، إن الغارات الجوية الأمريكية على ميناء نفطي في غرب اليمن أسفرت عن مقتل 38 شخصًا على الأقل، في أحد أكثر الأيام دموية منذ تصعيد الولايات المتحدة حملتها العسكرية الجوية ضد الجماعة المدعومة من إيران في الأسابيع الأخيرة.
ومن جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الخميس، أن الغارات على ميناء رأس عيسى للوقود في محافظة الحديدة تهدف إلى قطع الإيرادات عن الحوثيين، وأضافت أن الميناء كان يستخدم كمصدر للأرباح غير المشروعة للجماعة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: "كان الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم، لم يكن الهدف من هذه الضربة إلحاق الضرر بالشعب اليمني".
وذكرت قناة "المسيرة" أن جميع القتلى من العاملين في الميناء، وأن الغارات أسفرت أيضا عن إصابة 102 شخص، بحسب المكتب الإقليمي لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.
وتواصلت شبكة CNN مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" للتعليق على عدد الضحايا المعلن عنه.
ومنذ منتصف مارس/آذار الماضي، قصفت الغارات الجوية الأمريكية أهدافا للحوثيين في اليمن، حيث استهدفت مصافي النفط والمطارات ومواقع الصواريخ، بعد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام "القوة الساحقة" حتى تحقق الولايات المتحدة هدفها المتمثل في منع الحوثيين من استهداف الشحن في البحر الأحمر.
وأطلق الحوثيون العديد من الصواريخ على إسرائيل وعطلوا حركة الملاحة والشحن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه للتضامن مع الفلسطينيين ضد حرب إسرائيل على غزة منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة "المسيرة" المصابين وهم يتلقون العلاج في مستشفى بعد الفجر، والعديد منهم أُصيبوا بحروق ظاهرة على أجسادهم.
وقال رجل عرّف عن نفسه بأنه أحد عمال الدفاع المدني لقناة "المسيرة" وكان مستلقيا على طاولة لفحصه وهو يتنفس بصعوبة: "استهدفت عدة غارات جوية المنطقة، وجدت نفسي أسقط أرضا إثر سقوط صاروخ".
ووصف شخص آخر في المستشفى بعد نجاته لحظة قصف الميناء.
وقال لقناة "المسيرة": "ضربة تلو الأخرى، اشتعلت النيران في المنطقة برمتها. عندما تمكنا من مغادرة المنطقة، رأينا المكان الذي كنا نختبئ فيه في وقت سابق يتعرض للقصف أيضا".
وتقول الولايات المتحدة إن حملتها تُحقق نتائج. وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز مقتل العديد من قادة الحوثيين.
وذكرت شبكة CNN في وقت سابق أن التكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأمريكي العسكرية ضد الحوثيين في اليمن تقترب من مليار دولار خلال ثلاثة أسابيع، بحسب ما أفاد 3 أشخاص مطلعين على الحملة، لكن تأثير الهجمات على قدرات الجماعة كان محدودا حتى الآن.
وفي حين أن ما يصل إلى 80 ضابطا عسكريا حوثيا ربما قُتلوا، بحسب محللين، إلا أن كبار قادة الجماعة العسكريين والسياسيين يبدو أنهم لم يتعرضوا لأذى. وكذلك بعض مواقع إطلاق الصواريخ التابعة لها. ذكرت وزارة الصحة التابعة للحوثيين الاثنين أن الهجمات الأمريكية أسفرت عن مقتل 123 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 247 آخرين منذ 15 مارس، وفقًا لوكالة "سبأ" اليمنية للأنباء التابعة للحوثيين.
ولم يتسن لشبكة CNN التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
وفي الوقت نفسه، واصل الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، ووابلا من الطائرات بدون طيار وصواريخ على سفن البحرية الأمريكية. ورغم أن أيا منها لم يتسبب في أضرار جسيمة، لكن التهديد لا يزال قائما.
وفي وقت مبكر الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا تم إطلاقه من اليمن. وقالت خدمة الطوارئ الإسرائيلية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.