قُتل أكثر من 150 شخصاً وأُصيب المئات إثر زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر ضرب وسط مينمار، وأثّر كذلك على تايلاند، مع وجود عشرات لا يزالون تحت أنقاض المباني المهدمة.
ووقع الزلزال اليوم الجمعة، متسبباً بتصدّع بعض طرقات العاصمة نايبيداو، في حين شعر سكان في الصين بالهزة.
وتم تحديد مركز الزلزال في منطقة تقع على بعد 16 كيلومتراً شمال غرب مدينة ساغاينغ على عمق 10 كيلومترات، بحسب ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وأضافت الهيئة أن زلزالاً آخر ضرب ميانمار بعد الزلزال الأول بـ 12 دقيقة، بقوة بلغت 6.4 درجة.
فيما قال أحد المنقذين في مدينة ماندالاي شمالي البلاد لبي بي سي، إن الأضرار هائلة، وإن أعداد الوفيات مرتفع للغاية، مقدّراً أن تكون حصيلة الضحايا بالمئات.
ونقلت وكالة فرانس عن مسؤول في ميانمار، أن أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة نايبيداو تحوّل إلى "منطقة تضم عدداً كبيراً من الضحايا" بعد الزلزال.
وقال طبيب طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم تأكيد مقتل "حوالى 20 شخصاً" في مستشفى في نايبيداو، وفق فرانس برس.
كما أفادت الوكالة بأن الطرقات تصدّعت في عاصمة ميانمار نايبيداو، وانهارت أسقف عدد من الأبنية نظراً لقوة الزلزال.
ووجّه المجلس العسكري الحاكم في ميانمار نداءً للحصول على مساعدات إنسانية دولية، وأعلن حالة الطوارئ في ست مناطق.
وقال رئيس المجلس العسكري "أود أن أدعو أي بلد وأي منظمة وأي شخص في بورما لتقديم المساعدة. شكرا لكم".
وحث على تكثيف جهود الإغاثة في أعقاب الكارثة وقال إنه "فتح المجال أمام المساعدات الخارجية".
في حين، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها أطلقت نظامها لإدارة الحالات الطارئة بعد الزلزال في بورما، إضافة إلى استنفار مركزها اللوجستي في دبي استعدادا للاهتمام بالجرحى.
من جانبها، دعت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية إلى تسهيل الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وهز الزلزال بقوة العاصمة التايلاندية بانكوك، وانهارت ناطحة سحاب قيد الإنشاء مكونة من 30 طابقاً، ما أدى إلى مقتل 3 عمّال على الأقل وفقاً لفرانس برس، ومحاصرة 81 شخصاً تحت أنقاض المبنى.
وتم تعليق بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة في بانكوك، وهرع السكان إلى الشوارع فيما اهتزت الأبنية.
وتداولت وسائل إعلام ومستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لحظة انهيار المبنى قيد الإنشاء في بانكوك.
وأعلنت السلطات التايلاندية حالة الطوارئ في بانكوك بعد الزلزال، بحسب ما أفادت رئيسة الوزراء بايثونغتارن شيناواترا.
كما شعر سكان مقاطعة يونان في جنوب غرب الصين بالهزة، بحسب ما أفادت وكالة الزلازل في بكين، التي أشارت إلى أن قوة الهزة بلغت 7.9 درجات.
وتشهد ميانمار هزات أرضية بشكل متكرر، إذ ضربت ستة زلازل بلغت قوتها سبع درجات أو أكثر بين العامين 1930 و1956 قرب صدع ساغينغ الذي يمر في وسط البلاد ويمتد من الشمال إلى الجنوب، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وفي عام 2016، أسفر زلزال بقوة 6.8 درجات ضرب العاصمة القديمة باغان في وسط البلاد، عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأدى إلى انهيار أبراج وجدران معبد في الوجهة السياحية.
ويعاني النظام الصحي في ميانمار من ضغط حيث تعد من الدول الفقيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وخصوصاً في ولاياتها الريفية.
تخضع ميانمار لحكم عسكري منذ انقلاب وقع عام 2021، ما يجعل الوصول إلى المعلومات صعباً. إذ تسيطر الدولة على معظم وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك الإذاعة والتلفزيون والصحافة المطبوعة والإلكترونية.
كما أن استخدام شبكة الإنترنت داخل البلاد مقيد.
ويبدو أن خطوط الاتصال معطلة، إذ لم تتمكن بي بي سي من التواصل مع وكالات الإغاثة على الأرض.
لكنّ صوراً وصلت من العاصمة نايبيداو، ومدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، تُظهر حجم الدمار الذي لحق ببعض المباني والطرقات.
وقال أحد سكان مدينة يانغون، أكبر مدن ميانمار، إنه شعر بالزلزال "لفترة طويلة"، ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يبدو أن هناك أضراراً واسعة النطاق في وسط العاصمة السابقة.
وأضاف أن السكان قلقون من احتمال وقوع زلزال آخر أكبر في الأيام المقبلة.
وأفاد الصليب الأحمر بأن فرقه تحاول الاستجابة "للأضرار الجسيمة" في ميانمار، لكنها تواجه تحديات بسبب انقطاع الكهرباء في المناطق المتضررة.
وأضافت المنظمة أن خطوط الكهرباء وشبكات الاتصال مقطوعة في منطقتي ماندالاي وساغينغ.