في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في وقتٍ تتصاعد فيه الأزمات في قطاع غزة، تواصل إسرائيل سعيها للقضاء على حركة حماس عسكريًا، في خطوة قد تفتح أبوابًا جديدة للسلام أو تؤدي إلى المزيد من التصعيد.
ورغم محاولات الوصول إلى تسوية مع حماس، يبقى خيار استئناف القتال قائمًا في حال تعثر المفاوضات.
إسرائيل تُصر على القضاء على حماس بالقوة
ضمن خطتها طويلة الأمد لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، تسعى إسرائيل إلى إنهاء وجود حركة حماس في غزة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تهيئة الأجواء لإتمام تسوية سياسية مع الدول العربية والفلسطينيين.
وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد أن "القضاء على حماس سيفهم الفلسطينيون من خلاله أن فكرة تدمير إسرائيل مستحيلة، وسيكونون أكثر استعدادًا للانخراط في عملية السلام".
لكنّ المحللين يرون أن تلك الخطط تواجه تحديات كبيرة، حيث يشير هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية إلى أن "إسرائيل لم تنجح حتى الآن في القضاء على حماس عسكريًا رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها الحركة، التي ما تزال تحظى بدعم شعبي قوي".
وأضاف أن "حماس، رغم فقدانها جزءًا كبيرًا من إمكانياتها العسكرية، ستظل تشكل عقبة أمام أي تسوية سياسية شاملة".
الحرب خيار لا مفر منه؟
مع تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، يجد المراقبون أن إسرائيل قد تواجه مأزقًا خطيرًا في حال استمرار الجمود.
تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أكد أن المفاوضات مع حماس قد تسلك مسارًا معقدًا، مما يجعل استئناف القتال خيارًا متاحًا على طاولة الحكومة الإسرائيلية.
وأشار البسوس إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتفوق على حماس عسكريًا، بفضل سلاح الجو المتفوق، لكن الحركة ما تزال تمتلك قاعدة شعبية تدافع عنها بقوة".
الضغط الإنساني في غزة.. هل يمكن أن يؤدي إلى تسوية؟
في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على غزة، تؤكد المصادر الإسرائيلية أن هناك خططًا لزيادة الضغط الميداني على القطاع، بما في ذلك إغلاق المعابر ووقف إمدادات المياه والكهرباء، بهدف إجبار حماس على التنازل. لكن الخبراء يحذرون من أن هذه الضغوط قد تزيد من تعقيد الوضع، في وقتٍ يعاني فيه أكثر من مليوني فلسطيني من ظروف حياتية مأساوية.
وأكد البسوس أن "غزة لا تحتمل المزيد من الضغط، والضغط العسكري على المدنيين لن يؤدي إلى التسوية المطلوبة، بل قد يزيد من تعقيد الأزمة." وأضاف: "الفلسطينيون في غزة يدفعون ثمن صراع لا ذنب لهم فيه".
الجهود المصرية.. هل يمكن تهميش حماس؟
في مسعى لإيجاد حل إقليمي للأزمة، تسعى مصر إلى تهميش دور حماس في غزة عبر خطة دبلوماسية تشمل تشكيل هيئات مؤقتة تدير القطاع تحت إشراف دولي. ولكن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الهيئات ستكون قادرة على فرض السلام، في ظل النفوذ الكبير الذي تتمتع به حماس على الأرض.
ورغم الدعم العربي، أشار البسوس إلى أن "الخطة المصرية قد تشكل مخرجًا للأزمة، لكن تنفيذها على الأرض يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل المقاومة الفلسطينية القوية التي تتمتع بها حماس".
الفشل السياسي الفلسطيني
من جهة أخرى، اعتبر البسوس أن الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، قد فشلت في إدارة الأزمات السياسية بشكل جيد.
وقال: "ما نراه الآن هو نتيجة سوء تقدير من بعض الفصائل في كيفية إدارة الحرب والأزمة في غزة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحياة المدنيين".
وأضاف: "من حق الفلسطينيين مقاومة الاحتلال، لكن لا يمكن لأي فصيل أن يضحي بحياة الملايين من أجل معركة قد لا تحقق نتائج ملموسة".
الحل السياسي هو الحل الوحيد
في ظل التصعيد العسكري المستمر والمعاناة الإنسانية، يبقى التساؤل الأبرز: هل يمكن الوصول إلى حل سياسي شامل يوقف النزاع ويضمن السلام؟.. المحللون يشيرون إلى أن الحل العسكري قد لا يكون كافيًا، وأن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لضمان استقرار طويل الأمد في غزة والمنطقة بشكل عام.