في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يواجه سكان غزة مأساة إنسانية حادة نتيجة سياسات التجويع الإسرائيلية، حيث قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في خطوة تهدف إلى الضغط على حركة حماس للرضوخ لشروط تل أبيب.
يأتي ذلك في ظل تصاعد العنف، حيث شنت إسرائيل هجمات جوية ومدفعية على عدة مناطق في غزة، في مشهد يعيد إلى الأذهان السيناريوهات الدموية السابقة.
بحسب ما ذكره مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد" إبراهيم المدهون، في حوار له لبرنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية" فإن "ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية اليوم هو إخلال واضح بالاتفاق، حيث تسعى لاستخدام المدنيين كأداة ابتزاز، وليس للوصول إلى حل سياسي عادل".
وأكد المدهون أن هذه السياسة تمثل "جريمة حرب" تستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ سكان غزة من الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.
بين المساعدات الإنسانية والمساومات السياسية
في الوقت الذي أعلن فيه الوسيط الأميركي خطة لتمديد الهدنة خلال شهر رمضان، وافقت إسرائيل على المقترح بشروط مشددة، حيث اشترطت الإفراج عن نصف الرهائن في اليوم الأول من الاتفاق، مع الاحتفاظ بحق استئناف العمليات العسكرية بعد 42 يومًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي.
من جهة أخرى، رفضت حماس الاستسلام وأكدت أن "الاحتلال يسعى إلى فرض معادلة إما الموت جوعًا أو الموت بالقصف"، بحسب تصريحات المدهون، الذي شدد على أن الحركة قدمت مرونة كبيرة، بما في ذلك استعدادها للانسحاب من إدارة الحكم في غزة.
خيارات معقدة في ظل غياب الحلول الوسطى
يبدو أن إسرائيل وضعت حماس أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المواجهة أو الاستسلام، وهو ما اعتبره المدهون "خيارًا غير واقعي"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي جرب منع الطعام والمياه عن غزة لمدة عام ونصف، ورغم ذلك صمدت حماس". وأضاف أن "الاستسلام يعني الانتحار بذل، بينما المواجهة قد تكون انتحارًا بعزة".
في ظل هذه الأوضاع، يبرز دور الوسطاء الإقليميين والدوليين في محاولة للوصول إلى تسوية عادلة، خاصة مع دعوات حماس للجامعة العربية للتدخل من أجل إيجاد حل ينهي الأزمة دون المساس بحقوق الفلسطينيين.
المعادلة الجديدة.. ما بعد الحرب؟
رغم الحديث المتزايد عن تسويات سياسية محتملة، يرى المدهون أن "الاحتلال الإسرائيلي فشل في كسر المقاومة، سواء عسكريًا أو سياسيًا"، مضيفًا أن "حماس لن تقبل بأي حل ينتقص من حقوق الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بسلاحها ووجودها في المشهد السياسي".
تبقى غزة ساحة لصراع مفتوح بين الضغوط السياسية والعسكرية، وبين صمود الفلسطينيين في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. ومع استمرار المأساة، يبقى السؤال: هل سينجح نتنياهو في كسر إرادة غزة بالتجويع، أم أن صمود الفلسطينيين سيغير معادلة الصراع مجددًا؟.