آخر الأخبار

إسرائيل والمقامرة الكبرى.. هل تخاطر بمواجهة مصر؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اتفاق غزة.. شبح الانهيار يهيمن على المشهد

في ظل التطورات الأخيرة في قطاع غزة، عاد التوتر ليخيم على العلاقات المصرية الإسرائيلية، مع تصاعد الخلاف بشأن محور فيلادلفيا، الذي يفصل بين غزة وسيناء.

وبينما تسعى إسرائيل إلى فرض شروط تعجيزية على أي اتفاق مستقبلي، يرى محللون أن تل أبيب تحاول استغلال الوضع الراهن لإعادة رسم التوازنات الإقليمية، ما يضع القاهرة أمام تحدٍّ جديد.

قرار إسرائيل بعدم الانسحاب من المحور، رغم التزاماتها وفق اتفاقية وقف إطلاق النار، يضع مصر في موقف حساس. فالقاهرة التي ظلت طوال العقود الماضية ضامناً للاستقرار على الحدود، تجد نفسها اليوم أمام اختبار صعب في مواجهة تصعيد إسرائيلي مستمر.

ويؤكد رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس، خلال حديثه إلى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن مصر اعتبرت منذ البداية أن "الذي خرق الاتفاقات هو الجانب الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن بروتوكول فيلادلفيا يحدد بوضوح حجم القوات المسموح بها على جانبي الحدود، سواء من حيث العدد أو التسليح.

لكن إسرائيل، بحسب غطاس، "تجاوزت كل هذه البنود، وواصلت انتهاكاتها من خلال تعزيز قواتها، وإنشاء طريق بطول 14 كيلومتراً، في خرق واضح للاتفاق".

المخاوف الإسرائيلية من الجيش المصري

التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول تنامي قوة الجيش المصري تعكس قلقاً متزايداً في تل أبيب، إذ صرّح رئيس الأركان الإسرائيلي المستقيل، هيرسي هاليفي، بأن إسرائيل "لا تعتبر الجيش المصري تهديداً مباشراً، لكن الأمور قد تتغير في أي لحظة". هذه التصريحات، وإن كانت تبدو تحذيرية، إلا أنها تعكس إدراك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لحجم التغيير في ميزان القوى بالمنطقة.

وبحسب غطاس، فإن "الجيش المصري ليس مجرد قوة إقليمية عادية، فهو جيش نظامي قوي تدعمه قاعدة شعبية تتجاوز 100 مليون مواطن".

وأضاف أن "إسرائيل تدرك جيداً أن أي مغامرة باستفزاز الجيش المصري ستكون لها عواقب وخيمة، وهو ما يفسر الحملة الإعلامية الإسرائيلية المتصاعدة ضد القاهرة".

نتنياهو والمقامرة الكبرى.. هل يخاطر بمواجهة مصر؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية غير مسبوقة، يبدو أنه يحاول تصدير الأزمة إلى الخارج.

فمن خلال التلويح بخطر الجيش المصري، والحديث عن تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء، يحاول نتنياهو كسب تأييد القوى اليمينية المتطرفة في حكومته، التي تعارض أي انسحاب من غزة.

لكن، وفقاً لمصادر أمنية مطلعة، فإن مصر ليست في وارد الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لكنها أيضاً لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات لتجاوز "الخطوط الحمراء". غطاس أكد أن "مصر لن تقبل بأي محاولة إسرائيلية لإعادة رسم خارطة النفوذ في غزة على حساب سيادتها".

سيناريوهات المستقبل.. هل يتحول التوتر إلى مواجهة؟

في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي، يبرز سيناريوهان رئيسيان لمستقبل هذا التصعيد:

الأول: استمرار الضغط الدبلوماسي: قد تلجأ مصر إلى استخدام ثقلها الإقليمي والدولي للضغط على إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية، خاصة من خلال واشنطن، التي كانت راعية لاتفاق السلام المصري الإسرائيلي.

الثاني: تحول الصراع إلى مواجهة غير مباشرة: في حال استمرت إسرائيل في خرق الاتفاقات، فإن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد غير مباشر، مثل تعزيز مصر لدعمها السياسي واللوجستي للفلسطينيين، أو اتخاذ إجراءات عسكرية محدودة لحماية أمنها القومي.

في النهاية، يدرك الطرفان أن أي تصعيد عسكري مباشر لن يكون في صالح أي منهما، لكن استمرار التوتر دون حلول جذرية قد يؤدي إلى تغيرات جذرية في المشهد الإقليمي، وربما إلى إعادة النظر في معادلات القوة التي ظلت ثابتة لعقود.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا