آخر الأخبار

أسرى محررون من الدفعة الثالثة للجزيرة نت: وُلِدنا من جديد

شارك الخبر

طوال ساعات انتظارها بساحة استقبال الأسرى في قلب رام الله، حاولت زوجة الأسير زكريا الزبيدي التواري عن وسائل الإعلام ورفضت التحدث إليها، متماسكة بوجع بادٍ على وجهها بعد استشهاد ابنها البكر محمد في سبتمبر/أيلول الماضي بمخيم جنين، لكنها لم تتمالك نفسها أكثر فور احتضانها زوجها بعد الإفراج عنه وانهارت بالبكاء.

وهتف الآلاف باسم زكريا الزبيدي الذي شكّلت صور الإفراج عنه الرمزية الأقوى في الدفعة الثالثة من الأسرى المحررين.. التفوا حوله، كل منهم يريد أن يحظى بصورة له.

وقام الطفل أحمد، خصيصا مع والده لرؤية الزبيدي، عندما سألناه هل تعرفه؟ "قال لا فقط من الفيديوهات عندما هرب من السجن"، لكنه أصر على والده أن يكون بانتظاره.

وكان الزبيدي، القيادي الفتحاوي من مخيم جنين، أحد أبطال الهروب الكبير من نفق جلبوع في سبتمبر/أيلول 2021، والذين وعدت المقاومة أن يكون الإفراج عنهم ضمن أي صفقة تبادل جديدة.

مصدر الصورة الأسير زكريا الزبيدي وسط عائلته التي انتظرت خروجه من الأسر طويلا (الجزيرة)

إلى جانب الزبيدي كانت عائلات أكثر من 66 أسيرا من بين 110 أسرى تحرروا في الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأقصى تنتظر في رام الله، وراء كل منهم حكاية امتدت بعضها لـ25 عاما، كما هو حال الأسير قاسم مسلم من بلدة تلفيت قرب نابلس شمال الضفة الغربية.

إعلان

وقال مسلم (56 عاما) الذي اعتقل عام 2000، للجزيرة نت، "هذه فرحة لا توصف، كنا على يقين أننا سنخرج حتما وأن المقاومة لن تتركنا".

ولم يكن قاسم قادرا على الوقوف على قدميه، فقد تعرض للضرب خلال الأشهر الأخيرة، ولم يتلقَّ العلاج، "كل يوم كان هناك ضرب، حتى يوم الإفراج منذ الساعة الواحدة فجرا ونحن في عمليات نقل يرافقها ضرب متواصل".

مصدر الصورة الأسير قاسم مسلم بعد الإفراج عنه بعد 24 عاما من الأسر (الجزيرة)

مؤبد مختلف

طغت الفرحة على العائلات التي استقبلت أبناءها الأسرى، خصوصا المحكومين منهم بالمؤبدات، فالمؤبد في إسرائيل يصل إلى 99 عاما، وليس 25 عاما كما هو معتمد في معظم دول العالم.

الأسير هيثم العنتري من بلدة دير شرف قرب نابلس كان أحد أصحاب هذه المؤبدات.. عائلته كانت بانتظاره كبارا وصغارا، لكن هذه اللحظة بالنسبة لشقيقته الكبرى ثائرة كانت أكثر خصوصية. وقالت للجزيرة نت "هو ابني ربيته صغيرا بعد أن توفيت والدتي وعمره 10 سنوات، لا أصدق أنني سأتمكن من لمسه ورؤيته دون شبك أو عازل".

شقيقته ثائرة كانت تتزين بمسبحة حمراء بيدها، أشارت إليها قائلة "هذا الشيء الوحيد الذي أملكه منه منذ سنوات، أرسلها إليّ مع أسير محرر ورافقتني لسنوات، واليوم أستقبله بها".

غاب هيثم عن عائلته 24 عاما وهو المحكوم بالمؤبد مدى الحياة، ولا يعرف إلا القليل عن عائلته، فقد منع الاحتلال أقاربه من الدرجة الثانية من زيارته، وفي السنوات الأخيرة منع أشقاءه من الزيارة.

مصدر الصورة ثائرة شقيقة الأسير هيثم العنتري تحمل مسبحته الحمراء (الجزيرة)

يا عوفر ريتك خراب

عانى الكثير من أهالي الأسرى من انقطاع أخبار أبنائهم في سجون الاحتلال طوال فترة الحرب في غزة، كحال مريم مرشود، من مخيم بلاطة شمال الضفة، التي كانت منذ الفجر في رام الله تنتظر ابنها أحمد العائد إلى حضنها من حكم المؤبد.

تزينت مريم، بالثوب المطرز والكوفية الفلسطينية، وقالت للجزيرة نت "هذا عرسه" وبدأت بالغناء "يا سجن عوفر ريتك خرابِ يلي فرقت بيني ومبين حبابي" وحولها النساء من عائلتها يرددن خلفها.

مصدر الصورة مريم مرشود بانتظار ابنها أحمد (الجزيرة)

وسجن عوفر هو السجن الذي تجمع فيه أحمد وباقي الأسرى للإفراج عنهم، لكن ما إن وصلوا إلى بوابة السجن حتى أعاد الإسرائيليون الحافلات التي تقلهم إلى داخل السجن، وهو ما أثار القلق لدى الأهالي من إلغاء الإفراج عن الأسرى، بعد اعتراض الجانب الإسرائيلي على مشاهد الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من قِبل المقاومة في غزة.

إعلان

ورغم الخوف الذي ساد المكان في حينه، فإن "هداية" ابنة الأسير حسين نصار من نابلس، بقيت على يقينها بحريته، وقالت للجزيرة نت "مهما تأخرت حريته فنحن على يقين أن المقاومة لن تتركه، وسيفرج عنه اليوم".

هداية التي اعتُقل والدها وعمرها 8 أشهر لفتت نظر الجميع بثوبها الفلسطيني المطرز هي وشقيقتها رغد، التي كانت جنينا في أحشاء والدتها ولم تعرفه إلا من وراء الشبك.

نصار قضى 22 عاما من حكمه المؤبد، وفي حديثه للجزيرة نت قال "اليوم نولد من جديد في ظل الحرية"، وعن أول ما سيقوم به بعد الإفراج قال "احتضان ابنتي وعائلتي".

مصدر الصورة الأسير حسين نصار يحتضن ابنتيه رغد وهداية بعد 22 عاما من الغياب (الجزيرة)

ولعل القدر كان أكثر قسوة مع أسرى فقدوا أحبتهم خلال فترة سجنهم، كما هو حال الأسير سامح الشوبكي من قلقيلية، شمال الضفة الغربية، الذي قضى 22 عاما في السجن، فقد خلالها والدته، وهو ما جعل خالته ختام تسافر من الأردن إلى قاعة الاستقبال مباشرة لاستقباله مكان شقيقتها التي "زارتها في المنام توصيها به"، كما قالت للجزيرة نت.

وقال الشوبكي فور الإفراج عنه برضا ويقين باديين في ابتسامته "أعلم علم اليقين الآن أنها تنظر إلينا من السماء وهي راضية ومبتسمة ملء قلبها، كما عشرات الأرواح التي تنظر من علياء ربها وهي مسرورة بهذه المشاهد".

سامح الشوبكي مع خالته ختام التي قدمت من الأردن لاستقباله وعائلته (الجزيرة)
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا