آخر الأخبار

ساحة ساخنة.. أسباب تصاعد الصراع في جنين

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين تجبر السكان على المغادرة

تعد مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة واحدة من أكثر المناطق الساخنة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، إلا أن جنين استمرت في كونها ساحة لصراع مستمر.

جنين.. موقعها وأهميتها

تقع جنين في أقصى شمال الضفة الغربية. المدينة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 45,000 نسمة، تضم مخيما للاجئين يتسع لحوالي 18,000 شخص.

ويعد مخيم جنين واحدا من أكثر المناطق اكتظاظا في الضفة الغربية، وهو موطن للعديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة، مثل حماس والجهاد الإسلامي.

تمثل جنين مركزا رئيسيا للمقاومة الفلسطينية، حيث أسهم العديد من أفرادها في الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و2005، وتوالت الأحداث العنيفة منذ تلك الفترة.

المواجهات العسكرية

منذ بداية 2024، شهدت جنين تصعيدا عسكريا كبيرا، حيث شن الجيش الإسرائيلي العديد من العمليات العسكرية في المنطقة.

في شهري مايو ويونيو 2024، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في المدينة، مما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا على الأقل وإصابة 38 آخرين.

كما نفذت القوات الإسرائيلية في أغسطس 2024 ضربة جوية أسفرت عن مقتل اثنين من كبار نشطاء حماس في جنين.

وكانت العمليات العسكرية في جنين أحد أبرز فصول الصراع في الضفة الغربية، حيث أسفرت عن مقتل 21 شخصا في عملية عسكرية استمرت تسعة أيام في سبتمبر من نفس العام.

وبينما قالت حماس والجهاد الإسلامي إن معظم القتلى من عناصرهما، أفاد ناشطون حقوقيون بأن العديد منهم كانوا من المدنيين.

السلطة في جنين

لطالما كانت جنين معقلا لحركة فتح، وعلى الرغم من أن الحركة حافظت على وجودها في المدينة لفترة طويلة، فإن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا في سيطرتها.

وفي محاولة لإعادة فرض السيطرة، نفذت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عملية عسكرية في جنين في يناير 2025. العملية كانت تهدف إلى استعادة النظام في المدينة، لكنها اصطدمت بتصعيد عسكري إسرائيلي بعد فترة قصيرة، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.

مخيم جنين

منذ الانتفاضة الثانية في بداية الألفية، أصبحت جنين أحد أبرز مراكز المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ففي أبريل 2002، خلال عملية "الدرع الواقي" التي شنها الجيش الإسرائيلي على الضفة الغربية، شهد مخيم جنين أحد أعنف المعارك في تاريخ الصراع.

الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل 52 فلسطينيا، نصفهم من المدنيين، في حين فقدت إسرائيل 23 جنديا. وتسبب الهجوم في دمار واسع للمخيم والبنية التحتية للمدينة.

وبعد مرور أكثر من عقدين من تلك المعركة، ظلت جنين ساحة للقتال والتوتر، حيث لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المسلحين الفلسطينيين، في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب.

ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب دامت 15 شهرا في قطاع غزة. ولكن، ورغم التوقعات بتراجع العمليات العسكرية في الضفة الغربية، فإن جنين شهدت تصعيدا عسكريا جديدا.

ففي يناير 2025، شنت إسرائيل هجوما جديدا على المدينة، مما أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين على الأقل في ضربات جوية على المخيم.

ورغم الدعوات الدولية لوقف التصعيد، فإن الوضع في جنين ظل متوترا، مع استعداد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات أكبر في الضفة الغربية.

التداعيات الدولية والقلق الإقليمي

بعد الهجوم الإسرائيلي على جنين في يناير 2025، عبرت العديد من الدول عن قلقها من تصاعد العنف في الضفة الغربية. ففي تصريح له، دعا وزير الخارجية الفرنسي إسرائيل إلى ضبط النفس، محذرا من أن التصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

كما عبّر وزير الخارجية الأردني عن مخاوفه من أن الحرب في الضفة الغربية قد تؤدي إلى أزمة جديدة في المنطقة، التي لا تتحمل صراعات إضافية.

وتظل جنين بمثابة ساحة صراع ساخنة تمثل تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. في ظل تصاعد العمليات العسكرية في المدينة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية التوصل إلى حل سياسي يوقف دورة العنف المستمرة ويحقق السلام المنشود للشعب الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا