آخر الأخبار

حرب غزة: اليوم الثاني من وقف إطلاق النار في القطاع

شارك الخبر
مصدر الصورة

إنها الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي.

عائلات المعتقلين الفلسطينيين بانتظار خبر الإفراج عنهم بعد ساعات من الانتظار.

أفرجت إسرائيل عن 90 معتقلاً فلسطينياً من سجونها إثر إفراج حركة حماس عن ثلاث رهينات إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين، في الحرب التي استمرت لنحو عام و3 أشهر.

توقف إطلاق النار الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2025 (الساعة 9.15 بتوقيت غرينتش)، عشية تولّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض لولاية رئاسية جديدة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، مقابل 33 رهينة من الإسرائيليين في هذه المرحلة.

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، الى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

مصدر الصورة

من هم السجناء الفلسطينيون المفرج عنهم؟

قال حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين لبي بي سي إن الشريحة الأولى هم من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وعددهم 195 معتقلاً في السجون الإسرائيلية.

ومن بين المفرج عنهم 25 معتقلاً محكوماً عليه بالمؤبد، أقدمهم المعتقل ضياء الآغا، المعتقل منذ عام 1992، وأطولهم حكماً حسن سلامة، المحكوم بـ48 مؤبداً.

ومن بين الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم في المرحلة الأولى السياسية الفلسطينية خالدة جرار. وجرار عضوة في المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ونائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني.

يشار إلى أن إسرائيل اعتقلت من قطاع غزة بعد الاجتياح البري 3636 فلسطينياً، بحسب ما أبلغت السلطات والجيش الإسرائيلي محكمة العدل العليا، من بينهم 1886 معتقلاً مصنفون بأنهم مقاتلون غير شرعيين، ومن شارك بعمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية، بحسب المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

وأضاف عبد ربه أن الحديث كان في هذه الصفقة عن إطلاق سراح 1167 معتقلاً من قطاع غزة، منهم الذين احتجزوا واعتقلوا من قبل إسرائيل، وهم معتقلون إدارياً أي لم يخضعوا للمحاكمة.

وبحسب عبد ربه فإن "كافة الأسرى خلال 15 شهراً تعرضوا لاعتداءات جسدية وضغط نفسي وعصبي بشكل غير مسبوق في تاريخ الحركة الأسيرة، خصوصاً في آخر ساعات الأسر...".

وفي الدفعة الأولى، من الإفراج عن المعتقلين "(الإفراج عن 735 معتقلاً خلال المرحلة الأولى من أسرى قدامى وجدد)، لم يُفرج عن أي أسير من القطاع بما في ذلك الأسيرات السيدات من قطاع غزة"، وفقاً لعبد ربه.

وأضاف "لم يعلن رسمياً عن أعدادهم أو أسماء المعتقلين من قطاع غزة أو إذا كان سيتم الإفراج عنهم. لا نعرف من سيطلق سراحه من قطاع غزة، بسبب سياسة الإخفاء القسري".

وكشف رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدورة فارس أن إسرائيل رفضت الإفراج عن رموز حركة التحرير الفلسطينية مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وغيرهم، في المرحلة الأولى من التفاوض، وأن الإفراج عنهم كان آخر ما جرى التفاوض بشأنه في المرحلة الأولى.

إبعاد

وبحسب ما ورد في اللائحة التي نشرتها إٍسرائيل الأحد، فإن من بين الفلسطينيين الـ 1900 الذين ستُفرج إسرائيل عنهم، أكثر من 230 سيتمّ إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، وهم يقضون في سجونها أحكاماً بالسجن المؤبّد.

ونقلت فرانس برس عن مصدرين في حركة حماس شاركا في المفاوضات قولهما إن "عدد الذين سيتم إبعادهم هو 236، سُيبعدون إلى قطر أو تركيا حال الإفراج عنهم".

الرهائن الإسرائيليون

مصدر الصورة

قالت ماندي داماري، والدة الرهينة الإسرائيلية - البريطانية المُفرج عنها إميلي داماري، إن ابنتها "في حالة صحية أفضل كثيراً من المتوقع بعد إطلاق سراحها".

وأضافت: "أخيراً بالأمس احتضنت إميلي كما كنت أحلم".

وإميلي داماري (28 عاماً) واحدة من الرهينات الثلاث، وتحمل الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وقالت داماري: "أشكر من أعماق قلبي الأشخاص الذين نهضوا بدور في إعادة إميلي إلى منزلها، وقدّموا دعمهم لي ولأسرتي. وكما قلت خلال الحملة، أنتم جميعاً أسرة إميلي".

وأضافت: "يسعدني أن أبلغكم أن إميلي، بعد إطلاق سراحها، بدت في حالة صحية أفضل بكثير مما كان متوقعاً. كما أسعدني أن العالم عرف، من خلال إطلاق سراحها، لمحة عن شخصيتها الشجاعة والجذابة".

وقالت داماري: "عن لسان إميلي، إنها أسعد فتاة في العالم، إنها عادت للحياة".

وأضافت أنه يجب أيضاً تذكّر الرهائن المفقودين الآخرين، قائلة: "يجب أن يستمر وقف إطلاق النار ويجب إعادة كل الرهائن إلى عائلاتهم".

وقالت: "رائع أن نرى قدرة إميلي على الصمود، لكننا لا زلنا في بداية الطريق. وكما رأيتم بالأمس، فقدت إميلي إصبعين من يدها اليسرى".

وأضافت والدتها: "إنها الآن بحاجة إلى بعض الوقت مع أحبائها وأطبائها لتبدأ رحلتها نحو التعافي. لن نُجري أنا أو إميلي أو أي من أفراد أسرتنا مقابلات أو نقدم مزيداً من التعليقات خلال الفترة المقبلة، سنتيح لأنفسنا مساحة وخصوصية من أجل التعافي خلال تلك الفترة".

مصدر الصورة

"كأنه زلزال"

تحدث مواطنون من شمال قطاع غزة لـ بي بي سي عن حجم الدمار الذي لحق بمنازلهم، لكنهم يأملون بإعادة الإعمار قريباً.

يقول أحدهم "رأينا الويلات من قصف ودمار وجوع، وأيام دون مياه، لكنا رفضنا ترك شمال غزة، وبقينا صامدين وأفشلنا خطة الجنرالات والحمد لله. ربنا يعوض البلد خير ويرحم الشهداء، سوف نعمرها بإذن الله".


* نشوة الفرح تتلاشى في غزة مع عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة
مصدر الصورة

وقالت ختام أبو ضراغمة من شمال غزة أيضاً "الشمال كله دمار، أنا ذهبت للشمال وجدنا منازلنا مهدمة وعدنا للخيام. كأنه زلزال. لا نعرف ما الهدف من كل هذا التدمير، الحمد لله أننا ما زلنا على قيد الحياة وعدنا للشمال. سأنصب خيمة، صامدون ولن نغادر أرضنا".

بنفس الوصف قال رجل من شمال غزة: "كما ترى ليس هناك أي بيت واقف، حتى أصبح من الصعب إزالة الردم ووضع خيمة، أقوى من زلزال وكأن الأرض قلبت. لكن ما دام هناك عزيمة وإصرار سنعمرها".

مساعدات

قال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة توم فليتشر، إن 630 شاحنة دخلت غزة، 300 منها توجهت إلى شمال القطاع.

وأفادت السلطات المصرية بأنه "تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يومياً" إلى داخل غزة، بموجب الاتفاق، بينها "50 شاحنة وقود".

ونقلت فرانس برس عن نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، قوله "نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن".

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى 46913 غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة عشر شهراً.

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل، وحوّلت القطاع كتلا هائلة من الركام جرّاء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه "لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث". كما تسببت الحرب بنزوح سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون مراراً وتكراراً.

وتسبّب هجوم حماس بمقتل نحو 1200 إسرائيلي وفق بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصاً ما زال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.

"العيش في المخيم أفضل من هذا"

تحدث مراسل بي بي سي لشؤون غزة إلى أشخاص عادوا إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، ليجدوا أمامهم دماراً لا يمكن للكلمات أن تصفه. في حي الجنينة بمدينة رفح، وصلت السيدة نوال زنون أخيرا وبعد طول غياب ونزوح الى بيتها، ووقفت مذهولة أمام ركام منزلها "هنا عشت مع عائلتي أجمل أيام حياتي، والآن أصبح كل شيء ركاماً، مثل باقي الحي. ولكننا، بإذن الله، سنعيد بناءه. سنزرع الأشجار، وسننشئ أبناءنا، وسنبني الأبراج مهما كانت الصعوبات. لقد حاولوا أن يمحونا، لكننا سننهض من جديد وسنعيش"

هيثم أبو عبيد روى قصة مشابهة. عاد إلى منزله ليجده مدمراً بالكامل، مشهداً جعله يفضل العودة إلى مخيم النزوح في المواصي على هذا الوضع. قال: "ما في بيوت، فقط ركام. أين نعيش؟ العودة للمخيم، حتى لو في خيمة، أفضل من هذا. رفح تدمرت بالكامل... إبادة بكل معنى الكلمة.

في هذه الأثناء، دخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى القطاع، لكن عملية توزيعها تواجه تحديات كبيرة. ووفقاً للمصادر، تم تكليف الأونروا بتنظيم عملية التوزيع، بالتعاون مع منظمات مثل برنامج الغذاء العالمي ومؤسسة رحمة حول العالم، حيث يتم حالياً تجميع المساعدات تمهيداً للتوزيع في الأيام المقبلة.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا