منذ أكثر من أسبوعين، توقفت الفصائل العراقية التي تعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، عن شن هجمات على إسرائيل، بعد أن كانت هجماتها تصاعدت في الأشهر الأخيرة لتسجل نحو 25 هجوماً في الأسبوع الواحد بحسب منظمة اكلد لمراقبة النزاعات وتحليل بي بي سي لبياناتها.
قبل ذلك كان الجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض "أهداف جوية مشبوهة" من جهة الشرق، في إشارة إلى طائرات مسيّرة قادمة من العراق.
المرة الأخيرة التي ظهرت الفصائل العراقية فيها كانت في إعلان جماعة الحوثيين، بالثامن من ديسمبر/كانون الأول عن القيام بعملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق ضد إسرائيل في يافا وأسدود وعسقلان.
بدأت هجمات "تنسيقية الفصائل العراقية" منذ بداية الحرب على غزة في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتركزت الهجمات في الأشهر الأولى على القواعد العسكرية الأمريكية في دول عربية مثل سوريا والعراق والاردن، حيث شنت مئات الهجمات؛ من أبرزها الهجوم الذي استهدف قاعدة برج 22 في منطقة الركبان، شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود الأردنية السورية والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات.
تركزت الهجمات في العراق على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وقاعدة حرير الجوية في محافظة أربيل، كما جرى استهداف السفارة الأميركية في بغداد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وفي سوريا استهدفت الهجمات قواعد حقل غاز كونيكو وحقل العمر النفطي والقرية الخضراء في ريف دير الزور وقواعد خراب الجير ورميلان والشدادي في محافظة الحسكة.
في أبريل/ نيسان العام الجاري٫ تحول تركيز "الفصائل العراقية" إلى استهداف مواقع داخل إسرائيل.
فمنذ الأول من أبريل/ نيسان حتى 29 نوفمبر هذا العام شنت جماعات المقاومة الإسلامية في العراق ما يقرب من 75 هجوماً بحسب منظمة اكلد لمراقبة النزاعات وتحليل بي بي سي لبياناتها.
أغلب الأحيان وصفت الفصائل أهدافها بعبارات غير محددة مثل "هدف عسكري"، أو "هدف حاسم".
تبنت المقاومة الإسلامية في العراق شن 35 هجوماً ضد شمال إسرائيل في شهر سبتمبر و 47 هجو فماًي شهر أكتوبر/تشرين الأول و25 هجوماً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
هذه الأرقام تمثل عدد الهجمات ولكن ليس عدد ضربات كل هجمة، حيث قد تتكون الهجمة الواحدة من عدة ضربات.
من أبرز هذه الهجمات، هجوم تبنته المقاومة العراقية بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين في الجولان وأدى إلى إصابة نحو 24 شخصاً.
يختلف هذا التصعيد المتسارع بشكل كبير عن وتيرة الهجمات التي تبنتها المقاومة في فترة الصيف، حيث أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ 13 هجوماً في يوليو/تموز و6 هجمات فقط في آب/ أغسطس.
بعض مواقع الهجمات تَكرر استهدافها مثل إيلات التي استهدفت 34 مرة، وحَيفا 16 مرة، ومرتين على تل أبيب بالإضافة إلى 23 هجمة على مناطق متفرقة أخرى بما في ذلك ما لا يقل عن سبعة مطارات صغيرة وقواعد جوية عسكرية في إسرائيل.
تشمل الذخائر التي تم الإعلان عنها في بيانات المقاومة العراقية -غالباً ما تكون مصحوبة بمقاطع فيديو حديثة- نسبة كبيرة من صواريخ "كروز" ومسيرات هجومية.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال"
Accept and continueنهاية Twitter مشاركة
المحتوى غير متاح
Twitter اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية."المقاومة الإسلامية في العراق" قالت إنها استخدمت صواريخ "كروز" و"الأرقب" ضد إسرائيل. واستُخدمت في حوالي ثلاثة أرباع الهجمات المزعومة ضد إسرائيل طائرات بدون طيار غير محددة الطراز.
ظهرت الطائرات المسيّرة الهجومية أحادية الاتجاه "شاهد-101 أكس تايل" و"كاس-04" و"شاهد-136" في الصور المصاحبة، والتي تُظهر مزيجاً من عمليات الإطلاق الليلية والنهارية.
لا يمكن ربط هذه المشاهد بالضربات على إسرائيل بشكل مؤكد. ومع ذلك، تم استخدام طائرات مسيرة من طراز "كاس-04" و "شاهد-136"، بشكل كبير ضد أهداف في مدينة إيلات حسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بالولايات المتحدة الأمريكية.
"المقاومة الإسلامية في العراق" ظهرت مع اندلاع الحرب في غزة، وهي ائتلاف مكون من ست فصائل عراقية مسلحة منها كتائب حزب الله (فرع العراق) والنجباء وكتائب سيد الشهداء، وهي 3 فصائل مستهدَفة بعقوبات أمريكية ومدعومة من إيران.
بعض ضربات المقاومة العراقية وصلت إلى إسرائيل، ربما تكون واحدة أو اثنتان منها تسببت في وقوع أضرار. ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستسعى لردع أي تصعيد لهذه الهجمات، مما قد يدفعها إلى استهداف المقاومة العراقية.
فهل تشهد الأيام المقبلة تحول المقاومة الإسلامية في العراق إلى جبهة مواجهة بدلاً من كونها جبهة مساندة فقط؟